الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العُرقوب ملتوياً؛ عن ابن حبيب من "تذكرة أبي علي"(1).
قلت: والأقرب في هذا الاشتراك.
الرابعة:
قال الجوهري: الوِكاء الذي يُشَدُّ به رأسُ القِربة، وفي الحديث:"احفظْ عِفَاصَهَا ووِكَاءَهَا"(2)، ويقال: أوكى على ما في سقائِهِ: إذا شَدَّه، بالوِكاء، وإن فلاناً لَوِكَاء (3). ما يَبِضُّ بشيء، وسألناهُ فأَوكى علينا؛ أي: بَخِل.
وفي الحديث أنه: كان يُوكي بين الصفا والمروة (4)؛ أي: يملأ ما بينهما سعياً، كما يُوكَى السِّقاء بعد الملء، ويقال معناه: أنه كان يسكت فلا يتكلم، كأنه يوكي فمَه، وهو من قولهم: أوكِ حلقَك؛ أي: اسكت.
أبو زيد: اسْتَوْكَت الناقة: إذا امتلأت شحماً (5).
(1) انظر: "المحكم" لابن سيده (8/ 18)، (مادة: شطن).
(2)
رواه البخاري (2295)، كتاب: اللقطة، باب: ضالة الإبل، ومسلم (1722) في أول كتاب: اللقطة.
(3)
"ت": "أوكأ".
(4)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13937) عن هشام، عن أبيه: أن الزبير كان يولي ما بين الصفا والمروة سعياً. كذا وقع في المطبوع من "المصنف": "يولي". وقد ذكره أبو عبيد في "غريب الحديث"(4/ 9) وغيره فقال: "يوكي".
(5)
"ت": "منها" بدل "شحماً"، وانظر:"الصحاح" للجوهري " 6/ 2528)، =
قلت: الحقيقة من ذلك وِكَاء السقاء، وما ينصرف منه، وقولهم: إنَّ فلاناً أوكأ، وأوكأ علينا؛ أي: بخل، مجاز تشبيه، شبَّه عدمَ خروج شيء منه من الجود، بعدم خروج ماء السقاء الموكى، وشبَّه ربطَه على ما في يده وحفظَه، بربط الوِكاء وحفظِه لما في السقاء.
وكذلك السكوت مجاز على ما ذكرناه، وكذلك معنى الملء والامتلاء.
وقال ابن سِيْدَه: الوِكاء: رباط القِربة وغيرها، وقد وكأها وأوكأها، وأوكى عليها، وفي الحديث:"إن العينَ وِكاء السَّهِ، فإذا نامَ أحدُكُم فليتوضَّأْ"(1)، جعل اليقظةَ لها وكاء، وفي حديث آخر:"إذا نامتِ العينُ استُطلقَ الوكاءُ"(2)، وكله على
= (مادة: وكى).
(1)
رواه أبو داود (203)، كتاب: الطهارة، باب: الوضوء من النوم، وابن ماجه (477)، كتاب: الطهارة، باب: الوضوء من النوم، وغيرهما من حديث علي رضي الله عنه. وإسناده ضعيف. وقد حسنه المنذري وابن الصلاح والنووي، قال ابن الملقن: وفيه نظر؛ لأنه منقطع. انظر: "خلاصة البدر المنير" لابن الملقن (1/ 52)، و "التلخيص الحبير" لابن حجر (1/ 118).
(2)
رواه الأمام أحمد في "المسند"(4/ 96)، وأبو يعلى في "مسنده"(7372)، والدارقطني في "سننه"(1/ 160)، والبيهقي في "السنن =