الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: (كان رجل يُسْرِف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذرُّوني في الريح، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا، فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خَشْيَتُك، فغفر له)، وقال غيره:(مخافتك يا رب)، متفق عليه
(1)
.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي -صلي الله عليه وسلم-: (أن رجلًا كان قبلكم رغسه
(2)
الله مالًا، فقال لبنيه لما حضر: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإني لم أعمل خيرًا قط، فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه الله عز وجل فقال: ما حملك؟ قال: مخافتك، فتلقاه برحمته)، متفق عليه
(3)
.
(1)
البخاري في موضعين: في كتاب الأنبياء، باب:{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} (3/ 1283) ح (3293)، وفي كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (6/ 2725) ح (7067)، ومسلم: كتاب التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى (17/ 78) ح (2756).
(2)
أي: أعطاه الله مالًا ناميًا، والرغس: السعة في النعمة والبركة والنماء، يقال: رجل مرغوس، إذا كان في ماله نماء وبركة. [انظر: أعلام الحديث (3/ 1573)، والنهاية في غريب الحديث (2/ 238)، وفتح الباري (6/ 521)].
(3)
البخاري في مواضع: في كتاب الأنبياء، باب:{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} (3/ 1282) ح (3291)، وفي كتاب الرقاق، باب: الخوف من الله، =