المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الخاتمة الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حمدًا يليق بجلاله - أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعا ودراسة

[سليمان بن محمد الدبيخي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف المشكل وبيان الفرق بينه وبين المختلف

- ‌أولًا: تعريف المشكل في اللغة والاصطلاح:

- ‌أ -المشكل في اللغة:

- ‌ب - مشكل الحديث في اصطلاح المحدثين

- ‌ثانيًا: تعريف مختلف الحديث في اللغة والاصطلاح:

- ‌أ- فالمختلف في اللغة:

- ‌ب - مختلف الحديث اصطلاحًا:

- ‌ثالثًا: الفرق بين مشكل الحديث ومختلف الحديث:

- ‌المبحث الثاني: التعريف بأشهر المؤلفات في مشكل الحديث

- ‌1 - كتاب (اختلاف الحديث) للإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

- ‌2 - كتاب (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة رحمه الله تعالى:

- ‌3 - كتاب (مشكل الآثار)(5)للطحاوي رحمه الله تعالى:

- ‌4 - تأويل الأحاديث المشكلة(3)لأبي الحسن الطبري

- ‌5).5 -كتاب (مشكل الحديث وبيانه) لابن فورك(6)رحمه الله تعالى:

- ‌6 - كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي

- ‌المبحث الثالث: ظواهر الكتاب والسنة كلها حق

- ‌المبحث الرابع: العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه

- ‌فأولًا: معنى المحكم والمتشابه في اللغة وفي الاصطلاح:

- ‌المحكم في اللغة:

- ‌وأما المتشابه في اللغة:

- ‌ثانيًا: علاقة المشكل بالمتشابه:

- ‌ثالثًا: عمل السلف بهذه القاعدة:

- ‌رابعًا: الوضوح والإشكال في النصوص من الأمور النسبية:

- ‌خامسًا: هل صفات الله تعالى من قبيل المتشابه

- ‌سادسًا: أسباب استشكال النصوص، أو الاشتباه فيها:

- ‌المبحث الخامس: ترجمة موجزة للبخاري ومسلم عليهما رحمة الله

- ‌أولًا: الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مصنفاته:

- ‌وفاته:

- ‌ثانيًا: الإمام مسلم رحمه الله تعالى

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مصنفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث السادس: مكانة الصحيحين عند الأمة

- ‌مآخذ بعض أهل العلم على هذين الكتابين:

- ‌الباب الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب الإيمان بالله تعالى

- ‌الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في الأسماء والصفات

- ‌التمهيدبيان عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

- ‌المبحث الأول: (خلق الله آدم على صورته)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌الخلاصة:

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌وبيان فساده من وجوه:

- ‌المطلب الرابع: في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون)

- ‌المبحث الثاني: (وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الثالث: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المسألة الأولي: في معنى الإحصاء الوارد في الحديث:

- ‌المسألة الثانية: هل يمكن معرفة الأسماء الحسنى، التسعة والتسعين علي وجه التعيين

- ‌الخلاصة:

- ‌المبحث الرابع: (فإن الله لا يمل حتى تملوا)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الخامس: (مرضت فلم تعدني)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المبحث السادس: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌والفرق بين الصبر والحلم:

- ‌المبحث السابع: (ما ترددت عن شيء أنا فاعله

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم فى هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مسألة: في بيان معنى قوله في الحديث السابق: (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها)

- ‌المبحث الثامن: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث التاسع: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث العاشر: (الرحم شجنة من الرحمن)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المبحث الحادي عشر: (فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌الفصل الثانى: الأحاديث المتوهم إشكالها في القدر

- ‌المبحث الأول: (حج آدم موسى)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌المبحث الثاني: (خلق الله التربة يوم السبت)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌الخلاصة:

- ‌المبحث الثالث: (لا يُدخِل أحدًا الجنةَ عملُه)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌الباب الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب النبوة

- ‌المبحث الأول: (نحن أحق بالشك من إبراهيم)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم فى هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌المبحث الثاني: ما جاء في سحر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌ومن أدلة السنة على حقيقة السحر وأثره:

- ‌مناقشة أدلة النافين لحقيقة السحر، وتأثر النبي صلى الله عليه وسلم به:

- ‌المبحث الثالث: ما جاء في إرسال الشهب على الشياطين

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌المبحث الرابع: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل) مع قول أبي هريرة: (أوصاني خليلي بثلاث)

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الخامس: حديث شريك في الإسراء

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌الخلاصة:

- ‌المبحث السادس: لطم موسى عليه السلام لملك الموت

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌المبحث السابع: (اسمعوا وأطيعوا، وإن استُعمل عليكم عبد حبشي) مع قوله: (لا يزال هذا الأمر في قريش

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم فى هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌الباب الثالث: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة والمعاد

- ‌الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة

- ‌المبحث الأول: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين. . .)، مع قوله: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق)

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الثاني: (إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الثالث: ما جاء في طواف الدجال بالبيت، مع ما ورد من أنه لا يدخل مكة ولا المدينة

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الرابع: (لا تقوم الساعة حتى. . . يتقارب الزمان)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المبحث الخامس: (إذا ولدت الأمة ربها)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌الفصل الثاني: الأحايث المتوهم إشكالها في المعاد

- ‌المبحث الأول: أحاديث الميزان، في ما الذي يوزن

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها و‌‌بيان وجه الاشكال

- ‌بيان وجه الاشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌إشكال وجوابه:

- ‌المبحث الثاني: (إن أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة المصوَّرون)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌المبحث الثالث: (طوبى له عصفور من عصافير الجنة)

- ‌المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌واستدل الجمهور على هذا القول بأدلة كثيرة، منها:

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الرابع: (وإن ناسًا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الخامس: شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها و‌‌بيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث السادس: ما جاء في سماع الأموات

- ‌المطلب الأول: سياق الأحاديث المتوهم إشكالها وبيان وجه الإشكال

- ‌بيان وجه الإشكال

- ‌المطلب الثانى: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس‌‌ المصادر والمراجع

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ج

- ‌ث

- ‌ ح

- ‌ د

- ‌ر

- ‌ ذ

- ‌س

- ‌ز

- ‌ش

- ‌ ص

- ‌ ض

- ‌ع

- ‌ط

- ‌ظ

- ‌غ

- ‌ف

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌هـ

- ‌ؤ

الفصل: ‌ ‌الخاتمة الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حمدًا يليق بجلاله

‌الخاتمة

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، فقد تم إنجاز هذا البحث وإتمامه بعونه وتوفيقه وحوله وقوته، سبحانه لا حول لي ولا قوة إلا به، ولست أدعي فيه الكمال والإحاطة ولكن حسبي أني قد بذلت الوسع والطاقة، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده سبحانه لا أحصي ثناءً عليه، وما كان فيه من خطأ أو تقصير فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه.

وفيما يلي عرض موجز لأهم نتائج البحث وأبرز معالمه.

- أن مشكل الحديث أعم من مختلف الحديث، فكل مختلف مشكل وليس كل مشكل مختلفًا.

- أن الواجب في نصوص الكتاب والسنة: إجراؤها على ظاهرها، واعتقاد أنه حق، وعلى هذا جرى أهل السنة والجماعة.

- العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه ورد المتشابه إلى المحكم هو الواجب تجاه نصوص الكتاب والسنة الصحيحة، وهو ما قرره السلف، عليهم رحمة الله.

- أنه لا يوجد ما هو مشكل في النصوص من حيث الواقع، بحيث لا يمكن لأحد من الأمة معرفة معناه، وإنما الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمر نسبي يختلف به الناس، بحسب ما عندهم من العلم والفهم فما يكون مشكلًا عند شخص قد لا يكون كذلك عند آخر.

- أن نصوص الصفات باعتبار معناها ليست من المتشابه الكلي الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، وأما باعتبار كيفيتها وحقيقة ما هي عليه فإنها منه، حيث استأثر الله تعالى بعلم ذلك.

ص: 717

- أن استشكال النصوص راجع إلى سببين رئيسيين هما:

ا- الغلط في الفهم.

2 -

وضعف النص.

فمتى صح النص وحسن الفهم لم يُستشكل شيء في النصوص.

- أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى هما صحيحا البخاري ومسلم، عليهما رحمة الله، كما قرر ذلك جمع من أهل العلم.

- أن مذهب السلف في الصفات: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته من غير تحريف أو تعطيل ومن غير تكييف أو تمثيل.

- أن الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم: (خلق الله آدم على صورته) راجع إلى الله تعالى، ولا يلزم من ذلك التمثيل، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم:(أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر)، حيث لم يقل أحد: بأن هؤلاء يدخلون الجنة مماثلين لصورة القمر من كل وجه.

- أن قوله صلى الله عليه وسلم: (فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون) يدل على أنهم رأوه رؤية متقدمة على هذه الرؤية في غير هذه الصورة، كما هو صريح بعض الروايات.

- أن لأهل العلم في دلالة حديث: (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) على إثبات صفة الهرولة لله تعالى قولَيْن: الأول عدم دلالته على ذلك وأن المراد به ضرب مثل لكرم الله وجوده، فكلما ازداد العبد من الطاعات قابله الله تعالى بالثواب والأجر بما هو أقوى وأزيد.

والثاني: دلالة الحديث على إثبات صفة الهرولة لله تعالى، وكلُّ من أصحاب القولين يرى أنه قد عمل بظاهر الحديث، والذي توصلت إليه: اختيار القول الأول، والله تعالى أعلم.

- أن حديث: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة) لا يدل على حصر أسماء الله تعالى بهذا العدد، وإنما المراد

ص: 718

منه أن من أحصى هذا العدد فهو موعود بدخول الجنة، ولم يرِد حديث صحيح في تعيين هذه الأسماء التسعة والتسعين.

- أن معنى الإحصاء في الحديث المتقدم: حفظها وفهم معانيها والتعبد لله تعالى بمقتضاها.

- أن الملل صفة ثابتة لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله، لكن لا يوصف الله تعالى بها على وجه الإطلاق، وإنما بالقيد المذكور في الحديث:(لا يمل الله حتى تملوا) شأنها شأن بقية الصفات التي لا يوصف الله تعالى بها على وجه الإطلاق، كالمكر والخداع والاستهزاء والكيد

وتفسير الملل بلازمه وهو الترك، لا ينبغي أن يكون طريقًا لنفي الصفة، ولا يعني هذا عدم إثبات اللازم، فلازم الحق حق.

- أن حديث: (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني

) قد بين الله تعالى فيه مراده وأوضح مقصوده -كما في بقية الحديث- بما يرفع الإشكال ويدفع الاشتباه، فبين أن العبد هو الذي مرض واستطعم واستسقى.

- أن أهل السنة والجماعة لم يختلفوا في إثبات صفة الصبر لله تعالى، ومعناها عندهم: الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة، بل يزيد على ذلك أن يحسن إليهم فيعافيهم ويرزقهم.

- إثبات صفة التردد لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كما فى دل على ذلك قوله تعالى -في الحديث القدسي-: (وما ترددت في شيء أنا فاعله

)، مع القطع بأن تردده سبحانه ليس كتردد المخلوق، فإذا كان منشأ التردد عند المخلوق قد يكون لعدم الجزم بأحد الطرفين أو عدم العلم بعواقب الأمور، فإن تردد الله تعالى ليس كذلك، بل الحديث يدل على نفي هذه المعاني عن الله تعالى، وتردده سبحانه قد جاء مفسرًا في الحديث نفسه حيث قال:(يكره الموت وأكره مساءته)، فهذا هو حقيقة تردده سبحانه وهو كون الفعل مرادًا له من وجه، ومكروهًا له من وجه.

ص: 719

- أن معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به

): أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره

فتكون هذه الأعضاء مشغولة بالله تعالى طاعة وامتثالًا.

- أن المراد بالظل المضاف إلى الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله

): ظل العرش كما جاء ذلك مفسرًا في بعض روايات الحديث.

- أن (الدهر) ليس اسمًا لله تعالى، وأما ما ورد من قوله (وأنا الدهر)، (فإن الله هو الدهر)، فإن المراد به: مدبر الدهر ومصرفه ومقلبه، كما جاء مُفَسَّرًا بهذا في الحديث نفسه.

- أن الرحم ليست جزءًا من الله تعالى ولا صفة من صفاته، و (من) في قوله:(الرحم شجنة من الرحمن) لابتداء الغاية وليست للتبعيض، فهي من الله خلقًا وإيجادًا، ومعنى الحديث: أن الرحم لها علقة بالله تعالى، حيث اشتق اسمها من اسمه: الرحمن.

- أن قوله صلى الله عليه وسلم: (قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن) يدل على إثبات صفة الحقو لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله، وقد نص على ذلك جمع من أهل العلم.

- أن إنكار الإنسان لصفة من صفات الله تعالى، أو شكَّه فيها، بسبب جهله بها -ومثله يمكن أن يجهلها- عذر يدرأ عنه الحكم بكفره، كما في حديث الرجل الذي أوصى بنيه بحرقه وطحنه وذرِّه في الريح وقال: (فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا

).

- أن الاحتجاج بالقدر على المصائب، أو على الذنوب والمعاصي لكن بعد التوبة منها والإنابة أمر سائغ لا محذور فيه، وعلى هذا يحمل حديث:(فحج آدم موسى).

- أن حديث: (خلق الله التربة يوم السبت) مخالف لصريح القرآن، وقد ضعفه جمع من الأئمة وأهل العلم بالعلل والأسانيد من جهة سنده ومتنه.

ص: 720

- أن مجرد الأعمال غير كافٍ في دخول الجنة، إذ لا بد من رحمة الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا يُدخِل أحدًا الجنةَ عملُه)، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة)، وأما قوله تعالى:{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ، فالمراد به أن الأعمال سبب في دخول الجنة، وهذا لا يعني أنها تستقل بذلك عن رحمة الله تعالى.

- أن الأنبياء معصومون من الشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم:(نحن أحق بالشك من إبراهيم) فمعناه: لو كان الشك متطرقًا إلى إبراهيم عليه السلام لكنا نحن أحق به منه، فإذا كنا نحن لم نشك فإبراهيم عليه السلام أولى ألَّا يشك، فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام.

- أن السحر ثابت وموجود، له حقيقة وأثر لا يمكن إنكاره ولا نفيه وعلى هذا أهل السنة والجماعة.

- أن ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من السحر وتأثره به حق لا يمكن رده، لدلالة الحديث الصحيح عليه، وهو لا يستلزم نقصًا ولا محالًا شرعيًا، لأنه نوع من الأعراض البشرية كالأمراض والأحزان وغيرها، ولم يؤثر البتة فيما يتعلق بالتبليغ.

- أن الرمي بالشهب كان موجودًا في الجاهلية لكن لم يكن متواصلًا ومستمرًا في كل وقت، وفي كل حال، ومن كل جانب، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم شُدد في حراسة السماء وكثر الرمي بالشهب، وهذا هو وجه الجمع بين حديثي ابن عباس في إرسال الشهب والرمي بها على الشياطين.

- أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى الخلة من جانبه لأحد من المخلوقين، ولا يعارض هذا ما ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم من اتخاذهم الرسول صلى الله عليه وسلم خليلًا، لأن حصولها من طرف لا يلزم منه حصولها من الطرف الآخر.

- أن طريق شريك في حديث الإسراء قد اشتمل على عدد من المخالفات والإشكالات، ولهذا انتقده أهل العلم، وبينوا ما فيه من

ص: 721

المخالفات، وأنه لا يُطمئن إلى ما انفرد به عن بقية الرواة، لا سيما وهم أوثق منه وأحفظ.

- أن موسى عليه السلام حين لطم ملك الموت عليه السلام، لم يكن يعرف أنه ملك الموت لأنه أتاه في صورة بشرية، فظنه شخصًا معتديًا، ومجيء الملائكة على صورة البشر وعدم معرفة الأنبياء لهم، له نظائر كما في قصة إبراهيم ولوط عليه السلام.

- وجوب تقديم القرشي في الإمامة بشرط إقامته الدين وعلى هذا انعقد الإجماع، وأما حديث (اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كان رأسه زبيبة) فمحمول على وجوب طاعته حينما يكون مستعملًا من قبل الإمام الأعظم القرشي، أو في حالة تغلبه وقهره درءًا للفتنة.

- أن الطائفة التي لا تزال على الحق ظاهرة، تستمر إلى قرب قيام الساعة، حيث يرسل الله تعالى ريحًا باردة طيبة لا تدع مؤمنًا إلا قبضته، حتى إذا خلت الأرض من الأخيار ولم يبقَ فيها إلا الأشرار قامت عليهم الساعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق).

- أن الأولية في قوله صلى الله عليه وسلم: (إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها

) نسبية إضافية، أي: بالنسبة إلى آيات معينة، فهي أول الآيات السماوية غير المألوفة، وليست أول الآيات على الإطلاق.

- أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من طواف الدجال بالبيت لا ينافي ما ثبت من تحريم دخول مكة والمدينة عليه، لأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من طوافه رؤيا منام، ورؤيا المنام لا يلزم وقوعها في الخارج كما كانت في الرؤيا، بل قد يكون لها تعبير وتأويل يخالف الظاهر منها.

- أن الزمان نفسه يتقارب حقيقة تقاربًا حسيًا، وذلك بنقصه وقصره عمَّا هو معتاد، كما أن أيام الدجال تطول حقيقة. وكل ذلك من علامات الساعة وقرب زوال الدنيا.

ص: 722

- أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولدت الأمة ربتها) أي: سيدها، وصورة ذلك: أن يستولد السيد أمته ومملوكته فيكون ولده منها بمنزلة السيد. وذلك إشارة إلى كثرة الفتوحات ووقع السبي وفشو النعمة.

- أن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال كل ذلك يوزن لورود النص الصحيح به، وإن كان المعتبر في الثقل والخفة إنما هو العمل نفسه دون العامل أو الصحيفة.

- أن قوله صلى الله عليه وسلم: (إن أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة المصورون) أي: أشد العصاة عذابًا، وليس المراد: أشد جميع الناس، لأن النصوص يفسر بعضها بعضًا، وقد دلت نصوص الشريعة على أن المذنب لا يكون أشد عذابًا من الكافر، وأن المعصية مهما عظمت فإنها لا تكون أعظم من الشرك والكفر بالله تعالى.

- أن إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها قولها عندما توفي صبي من الأنصار: (طوبى له عصفور من عصافير الجنة): لأنها شهدت لمعين بالجنة من غير دليل قاطع، وعلى هذا فالحديث يدل على أنه لا يقطع لأحد من أطفال المؤمنين بعينه في الجنة لأنه من علم الغيب، ولا يمنع هذا من إطلاق القول: بأن أطفال المؤمنين في الجنة لأن هناك فرقًا بين الإطلاق والتعيين، وهذا بناءً على القول بصحة الحديث، وأما على القول: بضعفه -وهو ما ذهب إليه بعض أهل العلم- فلا إشكال.

- أن ظاهر الروايات في الذين يُذادَوْنَ عن الحوض يدل على أنهم نفر قليل ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد بعد موته، وهم الذين قاتلهم أبو بكر رضي الله عنه، وليس فيهم أحد من مشاهير الصحابة رضوان الله عليهم، وإنما غالبهم من الأعراب وحديثوا العهد بالإسلام، ولا يمنع هذا أن يذاد غير هؤلاء عن الحوض ممن كان بعدهم وصنع مثل صنيعهم وإن لم يكن ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم. حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى علة الذود والطرد عن حوضه.

- أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب وانتفاع أبي طالب بها في

ص: 723

تخفيف العذاب عنه لا يعارض قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} ؛ لأن هذا خاص بأبي طالب بسبب نصرته للنبي صلى الله عليه وسلم وحمايته له، فالحديث مُخَصِّصٌ للآية.

- أن الأصل عدم سماع الموتى لكلام الأحياء، فلا يُثبت منه إلا ما ورد النص بإثباته، كحديث القليب وغيره، وأما اعتراض عائشة رضي الله عنها على سماع أهل القليب فقد بيَّن أهل العلم أن ذلك وهم منها، لأن سماعهم ورد من أكثر من طريق. والله تعالى أعلم.

هذا ما أمكنني ذكره هنا، وهو مبسوط في موضعه من هذا البحث.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

ص: 724

الفهارس

وفيه الفهارس الآتية:

* فهرس الآيات.

* فهرس الأحاديث.

* فهرس الآثار.

* فهرس الأعلام المترجمين.

* فهرس الفرق.

* فهرس الكلمات الغريبة.

* فهرس المصادر والمراجع.

* فهرس المحتويات.

ص: 725