الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعًا يديه على منكبي رجلين، وهو يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح ابن مريم، ثم رأيت رجلًا وراءه جَعْدًا قَطَطًا
(1)
، أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن
(2)
، واضعًا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال)، متفق عليه
(3)
.
بيان وجه الإشكال
أن هذا الحديث ينص على طواف الدجال بالبيت، وهذا يعني: دخوله مكة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة، كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس لها من نقابها نَقْبٌ إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها)
(4)
.
قال ابن حجر: "رؤيته إياه بمكة مشكلة مع ثبوت أنه لا يدخل مكة ولا المدينة"
(5)
.
(1)
الجعد القطط هو: الشعر الذي زادت جعودته، أي تثنيه وتكسره. [انظر: أعلام الحديث (3/ 1592)، وتفسير غريب ما في الصحيحين (264، 182)، والنهاية (1/ 275)، و (4/ 81)، والفتح (6/ 476)].
(2)
ذكر الزهري أنه رجل من خزاعة، هلك في الجاهلية [انظر: صحيح البخاري (3/ 1270)، و (6/ 2577)، والفتح (6/ 488)، وتنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم (84)].
(3)
البخاري في مواضع: في كتاب: الأنبياء، باب:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (3/ 1269 - 1270) ح (3257، 3256)، وفي كتاب: اللباس، باب: الجعد (5/ 2211) ح (5562)، وفي كتاب: التعبير، باب: رؤيا الليل (6/ 2569) ح (6598)، وباب: الطواف بالكعبة في المنام (6/ 2577) ح (6623)، وفي كتاب: الفتن، باب: ذكر الدجال (6/ 2607) ح (6709).
ومسلم: كتاب: الإيمان، باب: ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال (2/ 590، 593) ح (169، 171).
(4)
البخاري (2/ 665) ح (1782)، ومسلم (18/ 296) ح (2943).
(5)
الفتح (13/ 98)، وانظر: عون الباري (4/ 154).