الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحمر)، متفق عليه
(1)
.
والثاني: طريق طاوس عن أبي هريرة موقوفًا، ولفظه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أُرسِل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكَّهُ
(2)
، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينه وقال: ارجع فقل له: يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رميةً بحجر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)، متفق عليه
(3)
.
بيان وجه الإشكال
استشكل هذا الحديث من حيث إن موسى عليه السلام قد لطم ملك الموت، إذ كيف يجوز أن يفعل نبي الله هذا الصنيع بملَكٍ من ملائكة الله، جاءه بأمر من أمره، فيستعصي عليه ولا يأتمر له؟ ! ثم كيف يخالف الملَك أمر ربه فيعود إليه دون أن ينفذ أمره بقبض روح موسى عليه السلام؟ !
وقد عنون ابن حبان لهذا الحديث بقوله: "ذكر خبر شَنَّع به على منتحلي سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم مَن حُرم التوفيق لإدراك معناه"
(4)
.
= وكشف المشكل (3/ 443)، والفتح (6/ 442)].
(1)
البخاري: كتاب: الأنبياء، باب: وفاة موسى وذكره بعدُ (3/ 1250) ح (3226) ذكر سنده بعد الحديث الموقوف، ولم يذكر متنه. ومسلم واللفظ له: كتاب: الفضائل، باب: من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (15/ 136) ح (2372).
(2)
أي: لطمه كما في الرواية السابقة.
(3)
البخاري في موضعين: في كتاب: الجنائز، باب: من أحب الدفن في الأراضي المقدسة أو نحوها (1/ 449) ح (1274)، وفي كتاب: الأنبياء، باب: وفاة موسى وذكره بعدُ (3/ 1250) ح (3226).
ومسلم: كتاب: الفضائل، باب: من فضائل موسى عليه السلام (15/ 136) ح (2372).
(4)
صحيح ابن حبان (14/ 112)، وانظر: أعلام الحديث (1/ 696)، والمعلم (3/ 132)، وكشف المشكل (3/ 443 - 444)، والمفهم (6/ 220).