الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه
هذه قاعدة جليلة القدر، عظيمة النفع، عاصمة -بإذن الله- من الوقوع في الزلل والخطأ والغلط والتحريف، ولهذا فقد نص عليها السلف وعملوا بها وأكدوا على أهميتها، لا سيما في النصوص المشكلة أو المتشابهة
(1)
.
وسوف أتناول هذه القاعدة -أو هذا المبحث- من خلال الحديث عن عدة قضايا، وهي: معنى المحكم والمتشابه في اللغة وفي الاصطلاح، والعلاقة بين المشكل والمتشابه، وعمل السلف بهذه القاعدة، وبيان أن الوضوح والإشكال من الأمور النسبية، وهل صفات الله تعالى من المتشابه؟ وأخيرًا: أسباب استشكال النصوص أو الاشتباه فيها.
فأولًا: معنى المحكم والمتشابه في اللغة وفي الاصطلاح:
المحكم في اللغة:
قال ابن فارس: "الحاء والكاف والميم: أصل واحد وهو المنع، وأول ذلك الحكم، وهو المنع من الظلم، وسميت حَكَمة الدابة، لأنها تمنعها، يقال: حَكَمْت الدابة وأحكمتها، ويقال: حكمت السفيه وأحكمته، إذا أخذت على يديه"
(2)
.
"والعرب تقول: حَكَمْتُ وأحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بمعنى: منعت ورددت"
(3)
.
(1)
انظر: مجموع الفتاوى (17/ 386)، ومنهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد (2/ 495).
(2)
معجم مقاييس اللغة (2/ 91)، وانظر: الصحاح للجوهري (4/ 1545)، والمفردات للراغب (248)، والمعجم الوسيط (1/ 190) كلها مادة (حكم).
(3)
تهذيب اللغة للأزهري (4/ 69)، وانظر: لسان العرب (12/ 141) مادة (حكم).