الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالوا لعروة: إن أخاك يوم خَسَفَت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين مثل الصبح، قال: أجل، لأنه أخطأ السنة (1).
ثم بعد ذلك يخطب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بهم بعد الصلاة وذكرهم وحثهم على الدعاء والصدقة والاستغفار والصلاة، كما في «الصحيحين» ، فقد بوّب عليها الإمام البخاري باباً (2).
قال رحمه الله: (ونُدِبَ الدُّعاءُ والتَّكْبيرُ والتَّصَدُّقُ والاستغفارُ)
أي ويستحب ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «هذه الآيات التي يرسل الله لاتكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوّف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره» وهو في «الصحيح» (3).
وفي رواية «فافزعوا إلى الصلاة» وهو في «الصحيحين» (4).
وفي رواية: «فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا» وهي في «الصحيحين» أيضاً (5).
قال المؤلف رحمه الله:
(باب صلاة الاستسقاء)
و(الاستسقاء)، طلب السُقيا من الله تعالى عند قَحْط المطر.
ودليل مشروعيتها، فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها كما سيأتي في الحديث.
قال المؤلف: (يُسَنُّ عِنْدَ الجَدْبِ ركعتانِ بَعْدَهُما خُطْبَةٌ تتضمن الذِّكْرَ والتَّرْغيبَ في الطاعةِ، والزَّجْرَ عن المعصيةِ، ويَسْتَكْثِرُ الإمامُ ومَنْ مَعَهُ مِنَ الاستغفارِ والدعاءِ برفعِ الجَدْبَ)
صلاة الاستسقاء سنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها ولا يوجد ما يدل على الوجوب.
وتسن عند الجدب أي عند انقطاع المطر، ويبس الأرض (6).
(1) أخرجه البخاري (1046).
(2)
«صحيح البخاري» كتاب الكسوف، باب خطبة الإمام في الكسوف (2/ 35 - طوق النجاة)
(3)
أخرجه البخاري (1095)، ومسلم (912) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
(4)
أخرجها البخاري (1047)، ومسلم (901).
(5)
أخرجها البخاري (1044)، ومسلم (901).
(6)
أخرجه البخاري (933)، ومسلم (897) من حديث أنس رضي الله عنه، وفي «الصحيحين» أحاديث أخرى كثيرة عن عدد من الصحابة.
وهي ركعتان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ركعتين (1).
وخطب بعد الركعتين خطبة، جاء ذلك في حديث أبي هريرة، قال:
وهي خطبة واحدة كخطبة العيد، وردت أحاديث تدل على أنه يبدأ بالدعاء والخطبة قبل الصلاة، والأمر في ذلك واسع.
وكان يرفع يديه في دعاء الاستسقاء، وكذلك يفعل الناس خلفه (3).
وأما الترغيب بالطاعة والزجر عن المعصية، لأن ترك الطاعة وكثرة المعاصي هي سبب الجدب.
قال سبحانه وتعالى {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} [الأعراف: 96].
قال المؤلف: (ويُحَوِّلونَ جميعاً أرديتهم)
تعميم الحكم خطأ، فالثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قلب رداءه (4) ولم يرد في حديث صحيح أن الناس حوّلوا أرديتهم.
فنقتصر على ما ورد، والحديث الوارد في تحويل الناس عند أحمد شاذ.
وأما وقتها، ففي أي وقت ما عدا وقت الكراهة فقط، فلم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عيّن لها وقتاً مُعيّناً.
(1) أخرجه البخاري (1026)، ومسلم (894) من حديث عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه.
(2)
أخرجه أحمد في «مسنده» (8327)، وابن ماجه (1267).
(3)
أخرجه البخاري (1031)، ومسلم (895) من حديث أنس رضي الله عنه.
(4)
تقدم تخريجه.