الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا داخل عند البعض في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار» (1)، عند بعض أهل العلم تدخل هذه الصورة في قوله «إلا بيع الخيار» .
قال المؤلف رحمه الله: (وإذا اختلف البيِّعان؛ فالقول ما يقوله البائع)
إذا اختلف البيِّعان: يعني البائع والمشتري، فالقول ما يقوله البائع؛ لحديث ابن مسعود عند أحمد وأبي داود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا اختلف البيِّعان وليس بينهما بيِّنة؛ فالقول ما يقول صاحب السلعة أو يترادان» (2).
معنى ذلك: إذا حصل خلاف بين البائع والمشتري ولا يوجد بيِّنة - أي دليل لأحدهما -؛ فالقول فيه قول البائع أو يُرجع كلُّ واحد منهما ما لصاحبه.
ويوجد ضوابط أخرى موقوفة على صحة الروايات كرواية المبيع يكون مستهلكا أو قائما.
قال الترمذي رحمه الله بعد أن ذكر أن الحديث مرسل، أي منقطع، قال: قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد: إذا اختلف البيعان ولم تكن بينة؟ قال: القول ما قال رب السلعة، أو يترادان.
قال إسحاق: كما قال، وكل من كان القول قوله؛ فعليه اليمين.
قال أبو عيسى - الترمذي يعني نفسَه-: وقد روي نحو هذا عن بعض أهل العلم من التابعين، منهم شريح.
باب السَّلَم
ويقال له أيضاً: السَّلَف من التسليف وهو التقديم.
(1) أخرجه البخاري (2111)، ومسلم (1531).
(2)
أخرجه أحمد (4444)، وأبو داود (3511)، والترمذي (1270)، والنسائي (4648)، وابن ماجه (2186)، رجح بعض أهل العلم فيه الانقطاع.
والسَّلَم من التسليم.
وكلاهما المقصود به تقديم دفع الثمن أو تسليم ثمن البضاعة التي يُراد شراءها.
لذلك سمي بهذا الاسم؛ لأن فيه تقديما وتسليما لدفع الثمن في مجلس العقد.
يعرِّفه المؤلف اصطلاحا، فيقول:(هو أن يُسلِّمَ رأسَ المالِ في مجلسِ العقد)
هذا الشرط الأول لهذا البيع: أن يتم تسليم ثمن البضاعة في المجلس الذي تم فيه الاتفاق على البيع؛ لأنه إذا لم يفعل ذلك دخل في بيع الكالئ بالكالئ الذي اتفقوا على تحريمه.
ثم قال): على أن يُعطيَه ما يتراضَيانِ عليه)
يعني يدفع المشتري المال للبائع على أن يسلمه بضاعة يتفقان عليها بينهما.
قال: (معلوماً)
يجب في بيع السَّلم أن تكون البضاعة بينهما معلومة، وذلك بأن تكون موصوفة وصفاً تتميز به وتخرج عن حيِّز الجهالة، كأن يقول له: زيتون من نوع كذا من بلد كذا بحجم كذا بلون كذا بوزن كذا.
(إلى أجلٍ معلومٍ)
ويجب أن يكون وقت تسليم البضاعة معلوما، كأن يقول له: أسلمك البضاعة بعد سنة من الآن في شهر كذا ويوم كذا. إلى هنا انتهى التعريف.
ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أسلف فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم» .
ذكر هذا في حديث ابن عباس، قال ابن عباس: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُسلِفون في الثمار