الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحده من الميقات في أشهر الحج قائلاً عند نية الدخول في الإحرام: ((لبيك حجاً))؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: ((قدمنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن نقول: لبيك اللَّهم لبيك بالحج، فأمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجعلناها عمرة)) (1).
وعمل المفرد كعمل القارن سواء بسواء إلا أن القارن عليه هدي - كالمتمتع - شكراً لله أن يسر له في سفرةٍ واحدةٍ: عمرةً وحجاً.
أما المفرد فليس عليه هدي. والأفضل للقارن وكذا المفرد
إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ولم يكن معه هدي أن يجعلها عمرة فيقصر أو يحلق ويكون بهذا متمتعاً كما فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأمره في حجة الوداع (2).
ويدل على مشروعية هذه الأنساك الثلاثة
حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: ((خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع: فمنَّا من أهل بعمرة، ومنَّا من أهل بحجٍّ وعمرة، ومنَّا من أهلَّ بالحجِّ
…
)) (3). وفي لفظ لمسلم،
قالت: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: ((من أراد منكم أن يهلّ بحجٍّ وعمرة فليفعل، ومن أراد أن يهلَّ بحجٍّ فليهل، ومن أراد أن يهلَّ بعمرة فليُهل)) (4).
(1) البخاري، كتاب الحج، باب من لبَّى بالحج وسمَّاه، برقم 1570.
(2)
البخاري، كتاب الحج، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، برقم 1650، 1651، ومسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 1218.
(3)
هذا من لفظ البخاري، برقم 1562.
(4)
من لفظ مسلم، برقم 114 - (1211).
وفي لفظٍ للبخاري ومسلم: ((من كان معه هدي فليهل بالحجِّ مع العمرة، ثم لا يحلَّ حتى يحلَّ منهما جميعاً
…
)) (1). وفي رواية لمسلم أن عائشة رضي الله عنها قالت: ((خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج حتى جئنا سرف فطمثت (2)، فدخل عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال:((ما يبكيك؟)) فقلت: واللَّه لوددت أني لم أكن خرجت العام، قال:((ما لك لعلّكِ نفست؟ (3))) قلت نعم، قال:((هذا شيء كتبه اللَّه على بنات آدم، افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري)). قالت: فلما قدمتُ مكة قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((اجعلوها عمرة))، فأحلّ الناس إلا
(1) من البخاري، برقم 1556، ومن مسلم، برقم 11 - (1211).
(2)
فطمثت: أي حضت.
(3)
لعلك نفستِ: أي حضتِ.