الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كذلك مبطلة لقول مجوس الأمة: القدرية الذين أخرجوا عن ملك الرب وقدرته أفعال عباده من الملائكة، والجن، والإنس، فلم يثبتوا له عليها قدرة، ولا جعلوه خالقاً لها
…
فمن علم معنى هذه الكلمات في التلبية، وشهدها، وأيقن بها، باين (1) جميع الطوائف المعطلة.
الفائدة التاسعة عشرة: في عطف الملك على الحمد والنعمة
بعد كمال الخبر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحمد والنعمة لك والملك)) ولم يقل: إن الحمد
والنعمة والملك لك، لطيفة بديعة، وهي أن الكلام يصير بذلك جملتين مستقلتين؛ فإنه لو قال: إن الحمد والنعمة والملك لك، كان عطف الملك على ما قبله عطف مفرد على مفرد، فلما تمت الجملة الأولى بقوله:((لك)) ثم عطف الملك كان تقديره: والملك لك، فيكون مساوياً لقوله:((له الملك وله الحمد)) ولم يقل: له الملك والحمد، وفائدته تكرار الحمد في الثناء.
الفائدة العشرون: لما عطف النعمة على الحمد ولم يفصل بينهما بالخبر
، كان فيه إشعار في اقترانهما وتلازمهمها، وعدم مفارقة أحدهما للآخر، فالإنعام والحمد قرينان.
الفائدة الحادية والعشرون: في إعادة الشهادة بأنه لا شريك له
، لطيفة، وهي أنه أخبر أنه لا شريك له عقب إجابته بقوله:((لبيك)) ثم أعادها عقب قوله: ((إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)) وذلك يتضمن أنه لا شريك له في: الحمد، والنعمة، والملك، والأول يتضمن أنه لا شريك له في إجابة هذه الدعوة، وهذا نظير قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ
(1) باين: أي خالفهم في مذهبهم، وفارقهم ولم يكن منهم.