الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالنَّاسُ بَيْنَ قَاعِدٍ وَقَائِمٍ)) (1).
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِمِنًى، فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا، حَتَّى كُنَّا نَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِى مَنَازِلِنَا، فَطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ حَتَّى بَلَغَ الْجِمَارَ فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:((بِحَصَى الْخَذْفِ))، ثُمَّ أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ، فَنَزَلُوا فِى مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الأَنْصَارَ، فَنَزَلُوا مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ نَزَلَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ)) (2).
3 - خطبته صلى الله عليه وسلم ووصيته لأمته في أوسط أيام التشريق:
وخطب صلى الله عليه وسلم الناس في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة وهو ثاني أيام التشريق ويُقال له: يوم الرؤوس؛ لأن أهل مكة يسمونه بذلك؛ لأكلهم رؤوس الأضاحي فيه، وهو أوسط أيام التشريق (3) ، فعن أبي نجيح عن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهما من بني بكر، قالا: رأينا رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التي خطب (4) بمنى (5).
(1) أبو داود، كتاب المناسك، باب أي وقت يخطب يوم النحر، برقم 1956، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 549.
(2)
أبو داود، كتاب المناسك، باب ما يذكر الإمام بخطبته بمنى، برقم 1957، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 549.
(3)
انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود، 5/ 432، وفتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود، 2/ 100، وفتح الباري، 3/ 574.
(4)
ومعنى قوله: ((وهي خطبته التي خطب بمنى)) أي مثل الخطبة التي خطبها يوم النحر بمنى، فالخطبتان: في يوم النحر، وفي ثاني أيام التشريق اليوم الثاني عشر متحدتان في المعنى. انظر: عون المعبود 5/ 431، وفتح الملك المعبود 2/ 100.
(5)
أبو داود، كتاب المناسك، باب أيّ يوم يخطب بمنى، برقم 1952، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 548، ويشهد له حديث سرَّاء بنت نبهان، قالت: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس فقال: ((أي يومٍ هذا؟)) قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال:((أليس أوسط أيام التشريق؟)) [أبو داود، برقم 1953، وحسنه الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام، فقال على الحديث رقم 739:((رواه أبو داود بإسناد حسن))،وقال عبد القادر الأرنؤوط في جامع الأصول، 3/ 428:((وفي سنده ربيعة بن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن الحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن))،والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود، برقم 1953.
وعن أبي نضرة قال: حدثني من سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وسْطَ أيام التشريق فقال: ((يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟)) قالوا: بلَّغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال:((أي يوم هذا؟)) قالوا: يوم حرام. ثم قال: ((أيُّ شهر هذا؟)) قالوا: شهر حرام، ثم قال:((أي بلد هذا؟)) قالوا: بلد حرام. قال: ((فإن اللَّه قد حرَّم بينكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، كَحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلغت؟)) قالوا بلَّغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: ((ليبلغ الشاهد الغائب)) (1).
وهناك جُمَلٌ من خطبه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في الأماكن المقدسة منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال: ((إن الشيطان قد يئس أن يُعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا، إني قد تركت فيكم ما إن
(1) أحمد بترتيب عبد الرحمن البناء، 12/ 226، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال:((رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح))، 3/ 266. وانظر: حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه، قال: ((كنت آخذ بزمام ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس
…
))، وذكر فيه جملاً تراجع، ويراجع سند الحديث في مسند أحمد، 5/ 72.