الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عني مناسككم)) (1)، فيجب على كل قارنٍ ومتمتِّعٍ أن يأخذ وقت النحر من نبيه صلى الله عليه وسلم، فيجب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم.
الدليل الثاني: لم ينحر عن أحد من أزواجه صلى الله عليه وسلم إلا بعد رمي جمرة العقبة
، وهذا لا شك فيه ولا ريب، وقد كانت أزواجه كلهن متمتعات إلا ما كان من عائشة رضي الله عنها، فإنها كانت قارنة.
الدليل الثالث: لم ينحر كلُّ من كان معه من أصحابه إلا يوم النحر
، وقد كان معه جمٌّ غفير، قيل: بأنهم كانوا نحو مائة وثلاثين ألفاً، وقد كان أصحابه الذين قدموا معه بين قارنٍ ومتمتِّعٍ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم بعد أن طاف بالبيت وبين الصفا والمروة أمر من لم يسق الهدي أن يحل ويجعلها عمرة، ولم يذكر أنه صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لواحدٍ منهم، ولا أمره بذبح الهدي قبل يوم النحر.
الدليل الرابع: جرى عمل الخلفاء الراشدين، والمهاجرين، والأنصار
، وجميع الصحابة كلهم أجمعوا على هذا، فلم ينقل عن واحد منهم: أنه
نحر هدي تمتعه أو قرانه قبل يوم النحر البتة، ولن يُصْلِحَ آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
الدليل الخامس: قول اللَّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}
(2)، ولا شك أن من الأسوة اتباعه في أفعاله صلى الله عليه وسلم.
الدليل السادس: قول اللَّه عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ
(1) مسلم بنحوه، برقم 1297، والبيهقي بلفظه، في السنن الكبرى، 5/ 125.
(2)
سورة الأحزاب، الآية:21.