الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على جميع صفات الأفعال، دون الحياة والقيومية الدالتين على صفات الذات
…
" 1.
وعن الفرق بينهما يقول: "فما له مبدأ خاص في النفس واستقرار فيها جدير بأن يسمى صفة ذاتية، وما ليس كذلك حقيق بأن يسمى صفة فعل"2.
وأما تقسيم المتكلمين فلا يرضاه الشيخ رشيد لأنه: "اصطلاح ما أنزل الله به من سلطان" 3، ويقول: "إنما نختار طريقة السلف الصالحين فهي باتفاق الخلف أسلم وأحكم، ونقول أيضاً إنها أعلم خلافاً لكثيرين يتوهمون أن هذه الاصطلاحات في علم العقائد تعطي الباحث بصيرة
…
" 4.
1 المصدر نفسه (1/ 75)
2 مجلة المنار (3/ 441)
3 المصدر نفسه (3/ 398)
4 المصدر نفسه (3/ 399)
المطلب الثاني: صفات الذات العقلية:
عرّف الشيخ رشيد صفات الذات بأنها "ما له مبدأ خاص في النفس واستقرار فيها.." 5، ومثّل للعقلية منها بصفات العلم والقدرة والمشيئة والحكمة والوحدة 6.
وسأتناول من هذا القسم من الصفات الذاتية العقلية ما تكلم عنه الشيخ رشيد وهي الحياة والقدرة والإرادة والعلم والسمع والبصر والكلام.
أولاً: الحياة:
ولا يعزب عن ذكرك أن الجهمية لا يصفون الله تعالى بأنه حي، لأن ذلك ـ زعموا ـ تشبيه له بالأحياء 7.
5 مجلة المنار (3/ 441)
6 المصدر نفسه (1/ 135)
7 انظر: البغدادي: الفرق بين الفرق (ص: 211ـ 212)، والأشعري: المقالات (1/ 338)
وأن المعتزلة يجعلونها صفة غير زائدة عن الذات فهو حي بحياة، وحياته ذاته، أو عالم لذاته، قادر لذاته
…
1.
وأما الشيخ رشيد رحمه الله فأثبت لله تعالى صفة الحياة صفة ذاتية، وجعلها من أصول الصفات التي يرجع إليها غيرها، ولو بطريق اللزوم، فيقول: "فالحي ذو الحياة، وهي بأعم معانيها: الصفة الوجودية التي هي الأصل في معقولنا لجميع صفات الكمال في الوجود من صفات ذات أو صفات أفعال كالعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام
…
وكمال الحياة يستلزم الاتصاف بهذه الصفات وبغيرها من صفات الكمال
…
" 2.
ويستدل الشيخ رشيد رحمه الله على صفة الحياة لله تعالى بالكتاب العزيز، فيقول عن قوله تعالى:{ألم. اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} 3 أنها: "تثبت له مع الوحدانية الحياة التي تشعر بكمال الوجود وكمال الإيجاد بإفاضة الحياة على الأحياء
…
" 4.
ويستدل عليها الشيخ رشيد أيضاً من العقل، من وجهين: "أحدهما: أنه تعالى عليم مريد، قدير: وهذه الصفات لا تعقل إلا للحي، وفيه انه من قياس الغائب على الشاهد كما يقولون، أو من قياس الواجب على الممكن.
وثانيهما أن الحياة كمال وجودي، وكل كمال لا يستلزم نقصاً يستحيل على الواجب فهو واجب له
…
" 5 ويقول عن صفة الحياة: "فهي كمال وجودي ويمكن أن يتصف به الواجب 6 وكل كمال وجودي يمكن أن يتصف به وجب أن يثبت له
…
ولو لم يتصف بهذه الصفة لكان في
1 انظر: القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة (ص: 182)
2 تفسير المنار (1/ 73)
3 سورة آل عمران، الآية (1ـ2)
4 تفسير المنار (3/ 28 ـ 29)
5 تفسير المنار (3/ 24)
6 الواجب ليس من أسماء الله تعالى، وإنما يطلق عليه تعالى من باب الخبر، فلا يسمى الواجب ولا يدعى به فيقال:"يا واجب". وانظر (ص:320) من هذا المبحث.
الممكنات ما هو أكمل منه وجوداً ـ وقد تقدم أنه أعلى الوجودات وأكملها فيه ـ والواجب هو واهب الوجود وما يتبعه، فكيف لو كان فاقداً للحياة يعطيها؟ فالحياة له كما أنه مصدرها" 1.
ويفرق الشيخ رشيد بين حياة الخالق تعالى وحياة المخلوق، فلا يفهم من القياس السابق، وهو قياس الأولى الذي اعتمد عليه في الدليل العقلي، أن حياة الخالق تشبه حياة المخلوق، فيقول: "حياة الخالق تعالى أعلى وأكمل من حياة جميع خلقه من الجن والإنس والملائكة، وهي لا تشبهها {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 2 وإنما نفهم من إطلاقها اللغوي مع التنزيه أنها الصفة الذاتية الأزلية الأبدية التي يلزمها اتصافه بما وصف به نفسه من صفات الكمال بدونها، فهي لا يتوقف تعلقها على غيرها من الصفات ويتوقف تعقل الصفات عليها
…
" 3.
العلم:
أثبت أهل السنة "العلم" لله تعالى. صفة من صفات ذاته تعالى 4.
وقد أنكرها الجهمية 5 وأثبت المعتزلة الاسم ونفوا الصفة كمذهبهم في سائر الصفات الإلهية، لأن إثباتها يوجب ـ زعموا ـ تعدد القدماء عندهم، فقالوا: إن الله عالم قادر حي بنفسه لا بعلم وقدرة وحياة 6، وقد تأثر المعتزلة في ذلك بالفلاسفة.
1 تفسير المنار (3/ 25 ـ 26)
2 سورة الشورى؛ الآية (11)
3 المصدر نفسه (1/ 73)
4 انظر: الدارمي: الرد على الجهمية (ص: 58)، وابن خزيمة: التوحيد (ص: 9)، والبيهقي: الأسماء = = والصفات (1/ 195)، وابن منده: التوحيد (2/ 64)
5 ابن خزيمة: التوحيد (ص: 9)، وانظر: البغدادي: الفرق بين الفرق (ص: 211)، والشهرستاني: الملل والنحل (1/ 73)
6 انظر: القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة (ص:162ـ 163)، وانظر: الأشعري: المقالات (1/ 244ـ 247) والشهرستاني: نهاية الإقدام (ص: 90 ـ 91، 100) .
وأثبت الشيخ رشيد صفة العلم لله تعالى كأهل السنة مستنداً في إثباته إلى كتاب الله تعالى.
يقول: "أما الذي قام عليه البرهان من علم الله تعالى فهو أنه بكل شيء عليم، وأن هذا العلم ثابت له أزلاً وأبداً، فهو المحيط بجميع المعلومات قبل وجودها وبعده، وعلمه بها قبل وجودها يسمى علم الغيب، وبعد وجودها يسمى علم الشهادة، وهو سبحانه عالم الغيب والشهادة
…
" 1.
وعن الأدلة التي يستند إليها في ذلك يقول: "أما البرهان على علمه تعالى فحسبك ما أرشد إليه الكتاب العزيز بقوله: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} 2 بلى، فإن العقل لا يتصور أن صانع آلة الساعة ومبدعها غير عالم بها، وبكل ما يتوقف عليه اختراعها وعملها من الفنون الأخرى
…
" 3.
ويقول أيضاً مستشهداً على ثبوت صفة العلم لله تعالى: "
…
ورد وصفه تعالى بعالم الغيب والشهادة في الأنعام 4، والتوبة 5، والرعد 6، والمؤمنون 7، وألم السجدة 8، والحشر 9، والتغابن 10، ووصف بعالم فقط في سور أخرى 11
…
" 12.
وعن إطلاق الاسم عليه يقول: "وأما لفظ عليم فهو الذي كثر إطلاقه عليه
1 مجلة المنار (3/ 441)
2 سورة الملك، الآية (14)
3 مجلة المنار (3/ 441)
4 الآية (73)
5 الآية (94)
6 الآية (9)
7 الآية (92)
8 الآية (6)
9 الآية (22)
10 الآية (18)
11 مثلاً: سورة الجن: الآية (26)
12 مجلة المنار (12/780)
تعالى بصيغتي التعريف والتنكير، لأن وزن فعيل يدل على الصفات الثابتة.. قال تعالى:{وَهُوَ الْخَلَاّقُ الْعَلِيمُ} 1 وقال: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 2.
ويقول: "ولم يرد إطلاق لفظ العالم على الله تعالى في القرآن إلا مضافاً إلى المعلوم، كقوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} 3، وورد: علام الغيوب 4.. "5.
وبهذا يكون الشيخ رشيد قد وافق السلف في إثبات هذه الصفة لله تعالى مع إطلاق الاسم عليه عزوجل.
صفة القدرة:
والأقوال فيها كالأقوال في سابقتيها، فأثبتها أهل السنة 6، وأنكرها المعتزلة والفلاسفة، إلا أن الجهم أثبتها لأنها عنده لا تقتضي التشبيه بالمخلوق لأنه يقول: إنه لا قدرة له 7.
وأثبت الشيخ رشيد القدرة صفة لله تعالى فقد عرف القدرة بأنها: "الصفة التي يكون بها الفعل والتأثير والتحويل والتغيير"8.
وأما أدلتها فيستدل الشيخ رشيد على إثبات هذه الصفة بالكتاب وبالعقل.
فأما الكتاب فإنه استدل بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 9
1 سورة يس: الآية (81)
2 سورة البقرة الآية (29)
3 سورة الرعد، الآية (9)
4 انظر:: سورة المائدة: الآية (109) ، والآية (116)
5 مجلة المنار (3/441)
6 انظر: البيهقي: الأسماء والصفات (1/ 208)، والخطابي: شأن الدعاء (ص: 85 ـ 86)، وابن تيمية: درء التعارض (3/ 21 و123)
7 الشهرستاني: الملل والنحل (1/ 73)
8 مجلة المنار (3/ 465)
9 سورة البقرة، الآية (19)، وانظر: تفسير المنار (1/ 179، 421، 2/ 22) ، ومجلة المنار (3/465)
واستدل أيضاً بالعقل فقال: " ودليلها: ما بيناه أولاً من أن جميع الممكنات صادرة عن الواجب تعالى ثم ما بينّاه أخيراً من أن صدورها عنه إنما هو بتخصيصه المطابق لعلمه، وهل يعقل أن الفاعل بإرادة عن علم لا يكون قادراً؟ كلا
…
" 1.
ويقول عن القدرة مبيناً لبعض أحكامها: "إن قدرة الله تعالى إنما تجري بما خصصته إرادته واقتضته مشيئته"2.
صفة الإرادة:
وأثبت الإرادة صفة لله فيقول: "ما تقدم من البحث في العلم من حيث كونه صفة يأتي في الإرادة وفي غيرها من الصفات الذاتية
…
" 3. وتنقسم الإرادة إلى كونية وشرعية، وسيأتي عند الكلام عن القدر أن رشيد رضا فرق بين الكونيات والشرعيات.
ويعرف رشيد رضا الإرادة قائلا: "الإرادة صفة يخصص بها الفاعل في فعله بعض الوجوه الممكنة المتقابلة على بعض
…
" 4.
ويبين الشيخ رشيد موقف الفرق من هذه الصفة، من المؤولين لها والمشبهين لها بإرادة الإنسان، فيقول:"وقد اشتبه على كثير من الناس فهم الإرادة، فمن الناس من يظن أنها بمعنى المحبة، والرضا، ولذلك قالوا إن ضدها الكراهية. والصواب أن ضدها "عدم الإرادة"
…
ومنهم: من لا يفرق بين إرادة الله وإرادة الإنسان
…
" 5.
ويورد الشيخ رشيد دليلاً عقلياً فيقول: "الدليل على إثبات الإرادة للباري تعالى فهو لازم لدليل إثبات العلم
…
أن الإرادة هي التي رجحت
1 مجلة المنار (3/ 465)
2 تفسير المنار (7/ 476)
3 مجلة المنار (3/ 464)
4 المصدر نفسه والصفحة.
5 المصدر نفسه والصفحة.
بحسب العلم ما كان على ما لم يكن من الوجوه الممكنة
…
" 1. كما أن الشيخ رشيد يثبت الإرادة عند تفسيره لآيات القرآن، فيقول عند قوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} 2: "أي: إن اختصاص الناس بهذه المزايا هو أثر إرادته وتخصيصها فلا مرد له
…
" 3. وعند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} 4 يقول: "أي: يمنع ما أراد منعه
…
وإرادته تكون على حسب علمه المحيط وحكمته البالغة
…
" 5. وإثبات هذه الصفة هو مذهب أهل السنة 6.
السمع والبصر:
تقرر بالأدلة من الكتاب والسنة أن الله سميع بصير، فمن الكتاب قوله تعالى:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} 7 وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} 8 وقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 9، وأما السنة النبوية فأحاديث، منها: قوله صلى الله عليه وسلم على المنبر: " {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} 10 ووضع إبهامه على أذنه وسبابته على عينه"11. وقصده صلى الله عليه وسلم تحقيق اتصاف الله
1 المصدر نفسه والصفحة.
2 سورةالبقرة، الآية (253)
3 تفسير المنار (3/ 8)
4 سورةالمائدة، الآية (2)
5 تفسير المنار (6/ 124)
6 انظر: البيهقي: الأسماء والصفات (1/ 230)، وابن تيمية: شرح الأصفهانية (ص: 46) ط. مكتبة الرشد الرياض، الأولى، 1415هـ.
7 سورة طه، الآية (46)
8 سورة آل عمران، الآية (75)
9 سورة الشورى، الآية (11)
10 سورة النساء، الآية (58)
11 أبو داود: السنن، ك: السنة، باب في الجهمية، ح: 4728 (5/ 96) ت: الدعاس، وقال الحافظ: سنده قوي على شرط مسلم. الفتح (13/ 385)
بهاتين الصفتين. ودل العقل أيضاً على ذلك 1، وبناءً على ورود هذه الصفة في الكتاب والسنة أثبتها السلف على طريقتهم في إثبات ما ورد فيهما 2.
ونفت المعتزلة هاتين الصفتين، وأرجع بعضهم معناها إلى الحياة وبعضهم إلى العلم 3.
وأما الأشعرية فإنهم يجعلون السمع متعلقاً بجميع الموجودات لا المسموعات فقط، وكذلك البصر عندهم يتعلق بجمبع الموجودات لا المبصرات فقط 4. وفي هذا إخراج لهاتين الصفتين عن حقيقتهما إلى حقيقة العلم، وبعضهم يثبتهما متعلقتين بالمسموعات والمبصرات 5.
وتبعاً لمذهب السلف يثبت الشيخ رشيد هاتين الصفتين لله تعالى، مستنداً في ذلك إلى الكتاب والسنة، مع تنزيهه تعالى عن مشابهة سمع المخلوقين وبصرهم.
وينتقد الشيخ رشيد المتكلمين في تحكمهم وتكلفهم في الكلام على هاتين الصفتين، ويرده مبيناً أن الاعتقاد الصحيح هو ما ورد في القرآن في قوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 6.
1 انظر: ابن خزيمة: التوحيد (ص: 46 ـ 47)، وابن تيمية: شرح الأصفهانية (ص:103 ـ 119)
2 انظر: ابن خزيمة: التوحيد (ص: 44)، والأشعري: الإبانة (ص: 22) ت: فوقية حسين، والدارمي: الرد على الجهمية (ص: 2)، والرد على المريسي (ص: 41) ، والبيهقي: الأسماء والصفات (1/ 293)، وابن منده: التوحيد (3/ 43)
3 البغدادي: أصول الدين (ص: 96)، والشهرستاني: المل والنحل (1/ 49)، ونهاية الإقدام (ص:341) ، وابن تيمية: شرح الأصفهانية (ص: 103)، وانظر أيضاً: الدارمي: الرد على المريسي (ص:41 ـ 43)، والأشعري: المقالات (1/ 255)
4 انظر: السنوسي: أم البراهين (ص: 4)[ضمن مهمات المتون] ، ط. الحلبي، مصر. والبيجوري: تحفة المريد (ص: 88)
5 انظر: البغدادي: أصول الدين (ص: 97)
6 سورة الشورى، الآية (11)
فيقول الشيخ رشيد أولاً مبيناً ما يجب اعتقاده في مسألة السمع والبصر: "الواجب اعتقاده هو الوقوف عند ما جاء في الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، وهو: أن الله تبارك وتعالى سميع لأقوال العباد بصير بأعمالهم، وأحوالهم من غير بحث عن كنه هذا السمع وهذا البصر وكيف يحصلان
…
ومن غير مقارنة بينهما وبين العلم ولا البحث في النسبة بينهما
…
" 1.
ثم يقول: "لكن الذين ساروا في تقرير العقائد على طريقة قياس الغائب على الشاهد والقديم على الحادث
…
أوجبوا على الناس أن يعتقدوا بهذه الفلسفة الدينية والتحكم النظري، وإن كان لم يشهد له كتاب ولا سنة ولا لغة، ولم يقل بها أحد من سلف الأمة
…
" 2.
ويقول جواباً لمن زعم أن السمع يتعلق بجميع الموجودات: "وذهب بعض من كتب في علم الكلام إلى سمع الباري تبارك وتعالى يتعلق بجميع الموجودات، لا يختص بالكلام أو بالأصوات، وهو رأي تنكره اللغة ولا يعرفه الشرع وليس للرأي أو العقل أن يتحكم في صفات الله تبارك وتعالى بنظرياته وأقيسته
…
" 3.
وبوضوح يثبت الشيخ رشيد هاتين الصفتين لله تعالى، مع التنزيه اللائق به سبحانه.
فيقول عند قوله عزوجل: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً} 4: "أي: كان السمع والعلم ولا يزالان من صفاته الثابتة فلا يفوته تعالى قول من أقوال من يجهر بالسوء، ولا يعزب عن علمه السبب الباعث له عليه
…
" 5. ويتضح لنا من هذا النقل عن الشيخ رشيد تفرقته بين السمع والعلم مخالفاً بذلك من أرجع السمع للعلم.
1 مجلة المنار (3/ 647)
2 المصدر نفسه (3/ 645)
3 تفسير المنار (4/ 262) ، وقارن مع مجلة المنار (3/ 645)
4 سورة النساء، الآية (58)
5 تفسير المنار (6/ 6)