الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نوع الملائكة المعصومين لقوله تعالى في العرب الذين كانوا يقولون أن الملائكة بنات الله: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} فالتحقيق إذن أن إبليس وذريته نوع من هذا الجنس أي الجن المكلفين غير المعصومين ومنهم أشرار كالشياطين"2.
وكون إبليس من الملائكة أو قبيل منهم فهو مروي عن بعض السلف رحمهم الله، قال ابن عباس:" كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن"3.
1 سورة الصافات، الآية (158)
2 مجلة المنار (34/ 691)، وقارن مع ابن تيمية: مجموع الفتاوى (19/ 33 ـ 34)
3 انظر: ابن كثير: التفسير (3/ 87)
المطلب الثاني: وظائف الملائكة وخصائصهم:
وقد ذكر رشيد رضا بعض وظائف الملائكة وخصائصهم. فذكر من وظائف الملائكة التوفي؛ مقرراً هذه الوظيفة ومبيناً عدم تعارضها مع التوحيد فقال: "إن تفويض التوفي إلى بعض الملائكة كتفويض تبليغ الوحي للأنبياء إلى بعضهم، وكتفويض تبليغ الرسالة للناس إلى المرسلين، وكتفويض غير ذلك من الأعمال إلى المخلوقين، كل ذلك لا ينافي التوحيد، والله سبحانه هو المتصرف في الكون
…
" 4.
إن تفويض هذه الأعمال إلى الملائكة لا يعني أنهم يتصرفون في الكون بإرادتهم ولكنهم موكلون من الله تعالى بهذه الأعمال، وبإقداره تعالى لهم "وهو الذي سخرهم ولو سلبهم ما أعطاهم لما قدروا على شيء
…
" 5. وفيما يتعلق بتوفي الملائكة للبشر وهل يقوم بذلك ملك واحد فقط أو ملائكة متعددة، يقول الشيخ رشيد في ذلك: "
…
وللموت
4 مجلة المنار (10/ 285)
5 المصدر نفسه والصفحة.
أصناف كثيرة لكل منها سنن ونظام في الحياة خاص به، فقبض الألوف من الأرواح في كل لحظة ووضعها في المواضع اللائقة بها عمل عظيم واسع النطاق يقوم بإدارته ونظامه رسل كثيرون، وكل عمل عظيم منظم لا بد أن تكون له جهة واحدة هي مكان الرياسة والنظام منه
…
" 1.
فقبض الأرواح والتوفي يقوم به ملائكة ذوو عدد كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} 2 "وهؤلاء الرسل هم أعوان ملك الموت الذي قال الله فيه: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} 3 كما يقول الشيخ رشيد رحمه الله 4.
ومن وظائف الملائكة التي تكلم عنها الشيخ رشيد كتابة أعمال بني آدم وحفظها في الصحف التي تنشر يوم الحساب وهي المرادة ـ كما يقول الشيخ رشيد ـ بقوله تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} 5 قال: "وهؤلاء الحفظة هم الملائكة الذين قال الله تعالى فيهم: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} 6
…
وقيل إن الحفظة من الملائكة غير الكاتبين للأعمال، وهم المعقبات في قوله تعالى من سورة الرعد:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} 7 قيل: إنهم ملائكة يحفظونه من الجن والشياطين، وقيل من كل ضرر يكون عرضة له لم يكن مقدراً أن يصيبه فإذا جاء القدر تخلو عنه، ولكن لم يصح في ذلك شيء يعتد به
…
وليس عندنا من الأحاديث الصحاح في هذه المسألة إلا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما مرفوعاً: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار،
1 تفسير المنار (7/ 484)
2 سورة الأنعام، الآية (61)
3 سورة السجدة، الآية (11)
4 تفسير المنار (7/ 484)
5 سورة التكوير، الآية (10)، وانظر: تفسير المنار (7/ 482)
6 سورة الإنفطار، الآيات (10 ـ 12)
7 سورة الرعد، الآية (11)