الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأخبار ولكن لا نشتق له منها صفات: كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا 1.
وأيضاً فباب الصفات أوسع من باب الأسماء، فليس كل ما صح صفة صح اسماً: كالمتكلم والمريد والمستوي والنازل والضاحك مع أنها صفات وُصِف بها الرب تعالى 2.
وهذا ما يقرره الشيخ رشيد إذ يقول: "ولا يجوز أن يشتق له تعالى أسماء من كل ما أخبر به عن نفسه ولو بصيغة اسم الفاعل، فلم يقل أحد بإطلاق اسم الزارع عليه تعالى من قوله {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} 3، ولا الماكر من قوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} 4، ولا المخادع أو الخادع من قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} 5.."6.
ومن هذا يتبين لنا أن الشيخ رشيد يقول بالتوقيف كأهل السنة وهو الصحيح.
1 ابن القيم: بدائع الفوائد (1/161)
2 ابن تيمية: شرح الأصفهانية (ص: 19)
3 سورة الواقعة، الآية (64)
4 سورة المائدة، الآية (54)
5 سورة النساء، الآية (142)
6 تفسير المنار (9/ 443)
المطلب الرابع: عدد أسماء الله تعالى:
فإذا كان توقيف الشرع هو مصدر العلم بأسماء الله تعالى، وكان العلم بها أصل للعلم بكل معلوم 7، فما هو الوارد منها في الكتاب والسنة من حيث العدد ومن حيث تعيينها، وما ثواب وفائدة حفظها وإحصائها؟
7 ابن القيم: بدائع الفوائد (1/ 163)
فقد جاء في الصحيح 1 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "لله تسعة وتسعون اسماً ـ مائة إلا واحد ـ لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر".
وفي رواية في غير الصحيح 2 ورد ذكر هذه الأسماء التسعة والتسعين، على خلاف شديد في سردها مع الزيادة والنقص 3.
ففي هذا الحديث مسائل: الأولى: عدد أسماء الله تعالى، فقد انقسم الناس فيها إلى فريقين، الأول: ومعه الحق، على أن أسماء الله تعالى لا تنحصر في عدد معين. وهو قول جمهور العلماء 4. وحكى النووي الاتفاق عليه 5،
وذهب الفريق الثاني: إلى أن أسماء الله تعالى معروفة العدد، ولكنهم اختلفوا في هذا العدد.
فيذهب ابن حزم إلى أنه تسعة وتسعون، تمسكاً بظاهر الحديث السابق، وقد أجيب بأن الحصر المذكور باعتبار الوعد الحاصل لمن أحصاها، ولا يلزم من ذلك ألا يكون هناك اسم زائد 6. وحديث "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك" 7 يشهد للفريق الأول.
1 البخاري: ك: الدعوات، باب: لله مائة اسم غير واحد
…
ح: 6410 (11/218)
2 انظر: الترمذي، ك: الدعوات، باب: 83، ح: 3507 (5/ 530)، وابن ماجه: ك: الدعاء، باب أسماء الله عز وجل، ح:3861.
3 انظر: ابن حجر: فتح الباري (11/ 219)
4 انظر: البيهقي: الأسماء والصفات (1/ 27 ـ 28)، والخطابي: شأن الدعاء (ص: 24 ـ25)، وابن= = تيمية: درء التعارض (3/ 332 ـ 333) والفتاوى له (22/ 482)، وابن القيم: بدائع الفوائد (1/ 166)، وابن حجر: الفتح (11/ 221)
5 شرح مسلم (17/ 5) ط. دار الريان.
6 انظر: الفتح (11/ 221) والمراجع في الحاشية رقم (9)(ص:322)
7 أحمد: المسند (1/ 391)، والحاكم في المستدرك: ك: الدعاء (1/ 509)