الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: الملائكة
المطلب الأول: وجوب الإيمان بالملائكة جملة وتفصيلاً
…
المطلب الأول: وجوب الإيمان بالملائكة جملة وتفصيلاً:
بناء على ما تقدم من أدلة الكتاب العزيز من بيان وجوب الإيمان بالملائكة، وكذلك ما ورد من حديث جبريل المشهور، يجب الإيمان بالملائكة جملة وتفصيلاً فيما ورد مفصلاً. وهذا ما قرره الشيخ رشيد رحمه الله إذ قال:"الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان، فيجب الإيمان بهم إجمالاً وبمن وردت النصوص بأسمائهم أو صفاتهم تفصيلاً.." 1 وأعاد الشيخ رشيد هذا المعنى كثيراً 2.
وبيّن الشيخ رشيد وجوب الإيمان بهذا الركن وبيّن حكم إنكاره، فقال: "
…
والملائكة من عالم الغيب الذي يجب على كل مؤمن الإيمان به كما ورد في خبر الوحي من غير تأويل ولا تحريف، ويكفي في ذلك كونه ممكناً عقلاً
…
" 3.
1 مجلة المنار (29/ 660 ـ 661)
2 انظر: تفسير المنار (1/ 175و 3/ 144و 5/ 459)
3 مجلة المنار (18/ 602ـ 604)
وأما المنكر لهذا الركن فهو كما يقول الشيخ رشيد: "لا يؤمن بوحي الله إلى رسله ولا يكون مسلماً ولا يهودياً ولا نصرانياً ولا ملياً وثنياً
…
" 1، وذلك لأن الملائكة مذكورون في جميع هذه الديانات وكتبها.
وكما ذكرت قبل أن الملائكة عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، ووظائفهم متعددة، وذكر القرآن من أسمائهم: جبريل وهو ملك الوحي 2، وميكال وهو الموكل بالقطر وتصاريفه، وورد في القرآن أيضاً منهم:: مالك وهو خازن النار 3.
وورد في السنة منهم إسرافيل وهو الموكل بالصور 4.
فما ورد في الكتاب والسنة من أسمائهم يجب الإيمان به ثم التوقف فيما وراء ذلك. وهذا هو ما قرره الشيخ رشيد إذ قال معلقاً على أسماء لم ترد في الشرع: "وأما تسمية ملك الموت بعزرائيل 5 وما أوهمه كلام بعضهم من وجوب الإيمان بهذا الاسم فغير صحيح، فإن اسم عزرائيل لم يرد في القرآن كاسم جبريل وميكال ـ وهو ميكائيل ـ، ومالك، ولا في الأحاديث الصحيحة المرفوعة كاسم إسرافيل
…
" 6.
وأما إبليس فقد وقع خلاف في حقيقته هل هو من الملائكة أو من الجن 7. والذي رجحه الشيخ رشيد أنه من الملائكة لأنه ظاهر الآيات في قصة السجود لآدم، وأما معارضة قوله تعالى: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} 8 فيجيب عنه الشيخ رشيد بأن: "الجن جنس لهؤلاء المخلوقات الخفية ومنهم
1 المصدر نفسه (32/ 753)
2 انظر: البخاري: الصحيح، ك: التفسير، باب: قوله: {من كان عدواً لجبريل} ، ح: 4480، (8/ 15)
3 انظر: سورة البقرة، الآية (98) ، والزخرف الآية (77)
4 انظر: مسلم: الصحيح، ك: صلاة المسافرين، ح: 200 (770)(1/ 534)
5 انظر: ابن كثير: البداية والنهاية (1/ 50) ، والتفسير (3/ 441)
6 مجلة المنار (29/ 660 ـ 661)
7 انظر الأقوال في ذلك عند ابن كثير: التفسير (3/ 87)
8 سورة الكهف، الآية (50)