الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيميل الشيخ رشيد إلى معنى الدعاء بها ويرد القول بعدها عداً مجرداً عن الفهم والتدبر.
المطلب السادس: اسم الله الأعظم:
أسماء الله تعالى كلها عظيمة، لكن منها واحد هو أعظمها، من دعا به استجيب له. كما قال صلى الله عليه وسلم:"..لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب"1.
ورغم ذلك فقد أنكر بعضهم أن يكون في أسماء الله تعالى اسم أعظم من اسم، واختلفت مآخذهم في ذلك، فالأشعرية يرجعون مذهبهم هذا إلى أصلهم في كلام الله تعالى وأنه معنى واحد في النفس لا يتبعض ولا يتفاضل. والحق أن كلام الله يتفاضل، قال تعالى:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} 2.
وذهب جمهور أهل السنة إلى إثبات الاسم الأعظم تمسكاً بالحديث المشار إليه، وإلى أن كلام الله تعالى يتفاضل من جهة موضوعه وإن تشابه من جهة مصدره 3.
والذين أثبتوه اختلفوا في تعيينه اختلافاً كثيراً وتعددت أقوالهم وأوصلها بعضهم إلى أربعة عشر قولاً 4، وبعضهم إلى عشرين قولاً 5، وبعضهم إلى أربعين قولاً 6.
1 الترمذي، ك: الدعوات، باب: 64، ح: 3475 (5/ 516) وقال: حسن غريب، والحاكم: المستدرك (1/ 683) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وانظر: الطبراني: الدعاء (2/ 831 ـ 835) ت: محمد سعيد البخاري.
2 سورة البقرة، الآية (106)، وانظر ابن تيمية: درء التعارض (7/ 12، 271)
3 ابن تيمية: المصدر نفسه (7/ 273)
4 ابن حجر: فتح الباري (11/ 227)
5 السيوطي: الدر المنظم مع الحاوي للفتاوي (1/ 394 ـ 397)
6 الشوكاني: تحفة الذاكرين (ص: 71) ط. مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الأولى 1408هـ
وأقوى هذه الأقوال قولان:
الأول: أنه الحي القيوم 1.
الثاني: أنه الله 2.
وأما الشيخ رشيد فله رأي يجمع بين هذين الرأيين فإنه يرى أن اسم الله الأعظم هو "الله الحي القيوم" يقول الشيخ رشيد: "وبجمع هذين الاسمين 3 الكريمين هذه المعاني وغيرها من معاني الكمال الأعلى كان القول بأنهما مع اسم الجلالة ما يعبر عنه بالاسم الأعظم هو القول الراجح المختار عندنا"4.
ويقول: "وهذا الذي قلناه في بيان معنى الحي القيوم يجلي لمن وعاه ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذا الاسم هو اسم الله الأعظم"5.
ويستدل الشيخ رشيد على ذلك من السنة فيقول: "وقد أخرج أحمد 6 وأبو داود 7 والترمذي 8 وابن ماجه 9 عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَاّ
1 روي هذا القول عن ابن عباس. انظر الرازي: شرح الأسماء الحسنى (ص: 30 ـ 31)، وابن القيم: مختصر الصواعق (1/ 100) ، وزاد المعاد له (4/ 205) ط. مؤسسة الرسالة، ت: شعيب الأرناؤوط، ومدارج السالكين (1/ 448) وذكر أنه رأي شيخ الإسلام، وابن حجر: فتح الباري (11/ 227)
2 يروى عن جابر بن زيد والشعبي. انظر: الدارمي: الرد على المريسي (ص: 11)، وهو رأي الخطابي: شأن الدعاء (ص: 25)
3 يعني "الحي القيوم".
4 تفسير المنار (1/ 74)
5 المصدر نفسه (3/ 28)
6 المسند (6/ 461)
7 السنن: كتاب الصلاة، باب: الدعاء، ح: 1496 (2/167)
8 الجامع الصحيح: ك: الدعوات، ح: 3478، وقال: حسن صحيح (5/517)
9 السنن: ك: الأدب، باب: اسم الله الأعظم، ح:3855.