الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأم علقمة اسمها: مرجانة وهي مقبولة، لأنَّها توبِعَتْ متابعة قاصرة. وبهذا يكون إسناد مالك حسنًا.
ثمّ رواه مرسلًا عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس خَميصةً لها علَمٌ، ثمّ أعطاها أبا جهم، وأخذ من أبي جهم أنْبَجَانِيةً له، فقال يا رسول الله! ولِم! فقال:"إني نظرتُ إلى علمها في الصّلاة".
قال ابن عبد البر: هذا مرسل عند جميع الرواة عن مالك.
وقوله: خميصة: وهي كساء مربع من صوف.
وقوله: "بأنْبَجَانِية: قال القاضي عياض: رُوِينا بفتح الهمزة وكسرها، وبفتح الباء وكسرها أيضًا في غير مسلم، وبالوجهين ذكرها ثعلب.
قال: ورُوِيناه بتشديد الياء في آخرها، وبتخفيفها معًا في غير مسلم. إذ هو في رواية لمسلم:(بأنْبَجَانِية) مشدد مكسور على الإضافة إلى أبي جهم، وعلى التذكير كما جاء في الرواية الأخرى:"كساء له أنْبَجَانِيا"، قال ثعلب: هو كل ما كثف، قال غيره: هو كساء غليظ لا علم له، فإذا كان للكساء علم فهو خميصة، فإن لم يكن فهو: أنْبَجَانِية. كذا في شرح النوويّ.
وقال ابن الأثير في النهاية: كساء أنْبَجَانِي منسوب إلى مَنْبِج، المدينة المعروفة، وهي مكسورة الباء، ففتحتْ في النسب، وأبدلتْ الميم همزة، وقيل: إنها منسوبة إلى موضع اسمه: أَنْبِجان وهو أشبه.
10 - باب الصّلاة في النِّعال
• عن سعيد بن يزيد الأزدي قال: سألتُ أنس بن مالك: أكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في نعليه؟ قال: نعم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (386) وفي اللباس (5850)، ومسلم في المساجد (555) كلاهما من طريق أبي مَسْلَمة سعيد بن يزيد الأزدي به مثله.
جعل ابن دقيق العيد الصّلاة في النعال من الرُّخَص، لا من المستحبّات.
قلت: وإذا لم أجد من أهل العلم من نصَّ على أن الصّلاة فيه من الزينة التي أمر الله بها.
• عن أنس بن مالك قال: لم يخلع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نعليه في الصّلاة إِلَّا مرة، فخلع القومُ نعالهم، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"لِمَ خلعتُم نعالكم؟ قالوا: رأيناك خلَعْتَ فخلعنا. فقال: "إنَّ جبريل عليه السلام أخبرني أن بها قذرًا".
حسن: رواه الطبرانيّ في "الأوسط"(4305) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حَدَّثَنِي إبراهيم بن الحجاج الساميّ، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا ثمامة، عن أنس فذكره.
ورواه البزّار "كشف الأستار"(605) من وجه آخر عن عبد الله بن المثنَّى به مختصرًا.
قال الهيثميّ في "المجمع"(2260) رجال الطبرانيّ رجال الصَّحيح، ورواه البزّار باختصار.
قلت: ليس كما قال، فإن إبراهيم بن حجَّاج السَّاميّ، بالمهملة، أبو إسحاق البصري ليس من
رجال الصَّحيح، وإنما هو من رجال النسائيّ غير أنه ثقة.
وعبد الله بن المثنى وإن كان من رجال البخاريّ إِلَّا أنه ضُعِّف من قبل حفظه، غير أنه حسن الحديث.
وثُمامة هو: ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاريّ، روى عن جده، من رجال الشّيخين.
قال البزّار: لا نعلمه عن أنس إِلَّا من هذا الوجه.
قلت: وهو كما قال إِلَّا أنه شاهد قويٌّ لحديث أبي سعيد الخدريّ، وهو الحديث الآتي.
• عن أبي سعيد الخدريّ قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بأصحابه إذ خلع نعليه، فوضعهما عن يساره، فلمّا رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال:"ما حملكم على إلقاء نعالكم؟ " قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن جبريل عليه السلام أتانيّ، فأخبرني أن فيها قذرًا" أو قال: "أذًى" وقال: "إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا، أو أذًى فليمسحه وليصلِّ فيهما".
صحيح: رواه أبو داود (650) عن موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد، عن أبي نُعامة السعديّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ فذكر مثله.
وإسناده صحيح. وحماد هو ابن سلمة كما في مسند الإمام أحمد (11153) وصحّحه ابن خزيمة (1017)، والحاكم (1/ 260) كلاهما من طريق حمّاد بن سلمة. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
• عن شدَّاد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا اليهود، فإنَّهم لا يصلون في نِعالهم، ولا خِفافهم".
حسن: رواه أبو داود (652) عن قُتَيبة بن سعيد، ثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن هلال بن ميمون الرمليّ، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه فذكر الحديث.
وفيه هلال بن ميمون، وشيخه يعلى بن شداد صدوقان وصحّحه ابن حبان (2186)، والحاكم (1/ 260) وروياه من طريق مروان بن معاوية، قال الحاكم: صحيح. وزاد ابن حبان في حديثه: "والنصارى".
• عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي حافيًا ومنتعِلًا.
حسن: رواه أبو داود (653)، وابن ماجة (1038) كلاهما من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.
وعمرو بن شعيب صدوق. انظر للمزيد: باب الانصراف عن اليمين وعن الشمال في جموع أبواب التسليم.
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلَّى أحدكم فليلبس نعليه، أو ليخلعهما بين رجليه، ولا يؤذي بهما غيره".
صحيح: رواه ابن خزيمة (1009) عن يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، نا عياض بن عبد الله القرشيّ، وغيره، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وعنه رواه ابن حبان في صحيحه (2183)، ورواه أيضًا الحاكم (1/ 259) من طريق عبد الله بن وهب به مثله. وقال:"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
ولكن رواه أبو داود (655) من طريق محمد بن الوليد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدًا، ليجعلهما بين رجليه، أو ليصلي فيهما".
ورواه ابن حبان في صحيحه (2182)، والحاكم في المستدرك (1/ 260) كلاهما من طريق محمد بن الوليد به مثله. وصحّحه الحاكم، . ومحمد بن الوليد هو: الزُّبيدي من رجال الشّيخين.
قلت: فزاد فيه "عن أبيه".
وقد ثبت سماع سعيد بن أبي سعيد وأبيه من أبي هريرة، فلعله سمعه أولًا من أبيه، ثمّ سمعه من أبي هريرة فروى الحديث على وجهين، ولا حاجة إلى تخطئة محمد بن الوليد أو عباض بن عبد الله القرشي فكلاهما ثقتان، وما دام أمكن الجمع فلا حاجة إلى ترجيح.
وأمّا ما رواه ابن ماجة (1432) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة:"الزم نعليك قدميك، فإن خلعتهما فاجعلهما بين رجليك، ولا تجعلهما عن يمينك، ولا عن يمين صاحبك، ولا وراءك، فتُوذي من خلفك" فهو ضعيف جدًّا فإن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد ضعَّفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي والحاكم وابن عدي وغيرهم، وقال الحافظ:"متروك".
• عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي قائمًا وقاعدًا، وحافيًا ومنتعلًا.
حسن: رواه الإمام أحمد (7384) حَدَّثَنَا سفيان، عن عبد الملك بن عُمَير، عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه البزّار "كشف الأستار"(601) من وجه آخر عن عبد الله بن عُمَير به، وإسناده حسن لأجل أبي الأوبر وقد سماه ابن معين والنسائي وغيرهما: زيادًا الحارثيّ، وثَّقه ابن حبان، قال الحافظ في العجيل (343):"وقد جزم الحُسيني بأنه أبو الأوبر، وهو معروف، ولكنه مشهور بكنيته أكثر من اسمه، وقد سماه زيادًا النسائيّ والدولابي وأبو أحمد الحاكم وغيرهم، ووثَّقه ابن معين وابن حبان وصحَّح حديثه". انتهى.
وتردد فيه الحافظ الهيثميّ فقال مرة: "لم أجد من ترجمه بثقة، ولا ضعف". "مجمع الزوائد"(2/ 54) وأخرى: "ثقة"(8/ 293).
انظر للمزيد: الانصراف عن اليمين والشمال بعد التسلم.
وللحديث إسناد آخر أخرجه أبو الشّيخ في "أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"(ص 120) عن إبراهيم بن محمد بن الحارث، نا محمد بن عمرو بن جَبَلَة، نا محمد بن مروان العُقَيليّ، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال: إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى حافيًا ومنتعلًا.
وفيه محمد بن مروان بن قدامة العُقيلي مختلف فيه غير أنه حسن الإسناد. قال أبو داود: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في الثّقات.
• عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِخّير، عن أبيه قال:"رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في نعليه".
صحيح: رواه الإمام أحمد (16309) عن عبد الرزّاق، حَدَّثَنَا معمر، عن سعيد الجُريريّ، عن أبي العلاء به مثله.
والحديث في "مصنف عبد الرزّاق"(1500).
ورواه البزّار "كشف الأستار"(603) عن أحمد بن عبدة، ثنا يزيد بن زُريع، ثنا الجُريريّ، به وفيه: رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلي في نعليه، ثمّ بزق، ثمّ دلكها بنعله.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (16310) عن عبد الرزّاق، ثنا معمر، عن سعيد الجُريريّ، عن أبي العلاء به وفيه. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَليّ، ثمّ تنخَّم تحت قدمه، ثمّ دلكها بنعله وهي في رجله.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات، وسعيد الجُريري وإن كان اختلط بأخره فإن معمرًا ويزيد بن زُريع رويا عنه قبل الاختلاط.
وصحّحه ابن حبان (2184) فرواه من وجه آخر عن كهمس بن الحسن، عن أبي العلاء، عن أبيه، أنه رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وعليه نعل مخصوفة.
• عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائمًا وقاعدًا، ويُصلي منتعِلًا وحافيًا، وينصرف من الصّلاة عن يمينه وعن يساره.
حسن: رواه الطبرانيّ في "الأوسط"(1235) عن أحمد، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن حكيم المقدِّمُ، قال: حَدَّثَنَا مخلد بن يزيد الحرانيّ، عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عطاء، عن عائشة. فذكرت الحديث.
ورجاله ثقات غير مَخلد بن يزيد فهو متكلم فيه من قبل حفظه غير أنه حسن الحديث، وهو من رجال الشّيخين.