الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحبُّ إلي من أن أعتق أربعة".
حسن: رواه أبو داود (3667) عن محمد بن المثنى، حدثني عبد السلام، يعني ابن مطهر (أبو ظفر)، حدثنا موسى بن خلف العمي، عن قتادة، عن أنس فذكره.
وعبد السلام بن مطهر صدوق. وموسى بن خلف انفرد فيه ابن حبان فقال: أكثر من المناكير، ووثقه العجلي، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
• عن عبد الله بن عمرو قال: صلَّينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغربَ فرجع مَن رجع، وعقَّب من عقَّب. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسرِعًا قد حفزه النَّفَسُ، وقد حسر عن رُكبتيه، فقال:"أبشروا! هذا ربُّكم قد فتح بابًا من أبواب السماء، يُباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضةً، وهم ينتظرون أُخرى".
صحيح: رواه ابن ماجه (801) عن أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدَّثنا النضر بن شُمَيلٍ، قال: حدَّثنا حمَّاد، عن ثابت، عن أبي أيُّوب، عن عبد الله بن عمرو .. فذكر الحديث. وإسناده صحيحٌ.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (6750) عن عفَّان، حدَّثنا حمَّاد -يعني ابن سلمة. وزاد في أوَّلِ الحديث فضيلة لا إله إلَّا الله. وسيأتي في كتاب الأدعية.
8 - باب فضل بناء المساجد والحثّ عليها
• عن محمود بن لبيد أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد. فكره الناس ذلك. فأحبوا أن يدعَه على هيئته. فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثلَه".
متفق عليه: رواه مسلم في المساجد (533/ 25) من طريق الضحاك بن مخلد، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني أبي، عن محمود بن لبيد به فذكره.
ورواه الشيخان: البخاري في الصلاة (450)، ومسلم كلاهما من طريق ابن وهب، قال:
أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكيرًا حدَّثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدَّثه، أنه سمع عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بني مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم: إنكم أكثرتم عَليَّ، وإني سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"من بنى مسجدًا -قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله- بنى الله له مثله في الجنة".
وفي رواية عند مسلم: "بيتًا في الجنة".
وقوله: حين أراد أن يبني: أي يوسع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبد الله بن عمر أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيًّا باللَّبِنِ، وسقفُه الجريدُ، وعُمُدُه خشْبُ النخلِ، فلم يزد فيه أبو
بكر شيئًا، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللَّبِنِ والجريد، وأعاد عمدَه خشبًا، ثم غيَّره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرةً، وبنى جِداره بالحجارة المنقوشة والقَصَّةِ، وجعل عُمُدَهُ من حجارة منقوشة، وسقَفَه بالساج" رواه البخاري في الصلاة (446) عن علي بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، قال: حدثنا نافع، أن عبد الله أخبره فذكر مثله.
وقوله: وزاد فيه عمر وبناء على بنيانه، أي بجنس الآلات المذكورة، ولم يغير شيئًا من هيئته إلا توسيعه.
وقوله: ثم غيره عثمان: أي من الوجهين: التوسيع وتغيير الآلات.
وقوله: القَصَّة بفتح القاف وتشديد الصاد: وهي الجصُّ بلغة أهل الحجاز.
والسَّاج: نوع من الخشب معروف يؤتى به من الهند. انظر "الفتح"(1/ 540).
• عن عمر بن الخطاب قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجدًا يُذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتًا في الجنة".
صحيح: رواه ابن ماجه (735) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في المصنف (1/ 310) قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا ليث بن سعد.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الله الجعفري، عن عبد العزيز بن محمد جميعًا عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدويّ، عن عمر بن الخطاب فذكره.
وإسناده صحيح. صحّحه ابن حبان (1608)، كما رواه أيضًا الإمام أحمد (126) كلاهما من طريق ليث بن سعد به مثله.
وعثمان بن عبد الله بن سراقة هو ابن زينب بنت عمر بن الخطاب، وقد أثبت الحافظ ابن حجر سماعه من جده من جهة أمه بناء على ما رواه أبو جعفر ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" وبناء على إخراج ابن حبان في صحيحه. والحاكم ذكر في المستدرك (2/ 89)، هذا الإسناد لحديث:"من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهَّز غازيًا حتى يستقل بجهاده فله مثل أجره" وقال: هذا صحيح الإسناد، وقد احتج البخاري بعثمان بن عبد الله بن سراقة وهو: ابن ابنة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.
قلت: عثمان بن عبد الله بن سراقة ليس ابن ابنة عثمان، وإنما هو ابن ابنة عمر بن الخطاب كما سبق، والمستشهد أنهما أثبتنا سماع عثمان بن عبد الله بن سراقة من عمر بن الخطاب.
وأما المزّي فزعم أنه أرسله عن عمر بن الخطاب بناء على اعتماده ما ذكره الواقدي من سنة وفاته، فوهَّمه الحافظ في ذلك راجع:"تهذيب التهذيب".
والوليد بن أبي الوليد القرشي من رجال مسلم، وثَّقه أبو زرعة، وقال فيه أبو داود: خيرًا، ووثَّقه الذهبي في "الكاشف".
• وعن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى مسجدًا لله كمفحصِ قطاةٍ، أو أصغر، بنى الله له بيتًا في الجنة".
صحيح: رواه ابن ماجه (738) حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله فذكر مثله.
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (1292)، وأخرجه في صحيحه عن يونس بن عبد الأعلى وعيسى بن إبراهيم الغافقي، كلاهما عن ابن وهب به، وقال في أول الحديث:"من حفر ماءً لم يشرب منه كبد حري من جن، ولا إنس، ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة".
ورُوِي مثل هذا عن أبي بكر الصديق وفيه الحكم بن يعلى قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر، والحكم بن يعلى متروك الحديث ضعيف الحديث"، "العلل"(1/ 140).
قلت: هو الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، ترجمه ابن عدي في "الكامل"(2/ 628)، وقال:"منكر الحديث، عنده عجائب" وأسند الحديث المذكور عن جعفر الفريابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا الحكم بن يعلى، ثنا محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق فذكر مثله، وقال: هذا لا يرويه عن محمد بن طلحة وهو: محمد بن طلحة بن مصرف غير الحكم بن يعلى. انتهى.
تنبيه: لقد تحرف في العلل: الحكم بن يعلى بن عطاء إلى الحكم بن يعلى عن عطاء.
وقوله: "كمفحص قطاة": وهو الموضع الذي تَجْثُم فيه وتَبيضُ، والقَطَاةُ واحدة القطا، وهو نوع من اليمام يُوثر الحياة في الصحراء، ويتخذ أُفْحوصَة في الأرض، والتشبيه للمبالغة، وإلا فأقلُ المسجد أن يكون موضعًا لصلاة واحدٍ.
• عن عمرو بن عَبَسَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بنى مسجدًا يُذكر الله فيه، بني الله عز وجل له بيتًا في الجنة".
حسن: رواه النسائي (688) عن عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية، عن بَحير، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عَبَسة فذكر مثله.
ورواه الترمذي (1635) عن حيوة بن شريح الحِمصي، عن بقية به إلا أنه لم يذكر الجزء المتشهد به وإنما ذكر فيه:"من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة" وقال: حسن صحيح غريب.
قلت: هو حسن فقط، فإن في الإسناد بقية بن الوليد وهو صدوق مدلس تدليس التسوية، إلا أنه