الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الذّهبيّ في المغني (3922): المختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، ضعَّفه أحمد بن حنبل، وقال النسائيّ: لا بأس به" انتهى.
وفيه أيضًا شيخه عليّ بن يزيد وهو: ابن أبي زياد الألهاني صاحب القاسم بن عبد الرحمن قال فيه الدَّارقطنيّ: متروك، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال النسائيّ: ليس بثقة، وأطلق عليه الحافظ كلمة:"ضعيف".
ولذا قال البوصيري في الاتحاف: "هذا إسناد ضعيف، قال ابن معين: عليّ بن يزيد الألهاني عن القاسم، وعنه عبيد الله هي ضعفاء كلها".
ومنها حديث عصمة بن مالك قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد صلَّى الظهر، وقعد في المسجد، إذ دخل رجل يُصَلِّي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا رجل يقوم فيتصدق على هذا فيُصَلِّي معه؟ " رواه الدَّارقطنيّ (1/ 277) من طريق الفضل بن المختار، عن عبيد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك فذكره.
قال الزيلعي في "نصب الراية"(3/ 58): "وهو ضعيف بالفضل بن المختار، قال ابن عدي: الفضل بن المختار أحاديثه منكرة، وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول، وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل، قاله ابن الجوزي في التحقيق". انتهى.
ومنها حديث سلمان أن رجلًا دخل المسجد، والنبي صلى الله عليه وسلم قد صَلَّى. فقال:"ألا رجل يتصدق على هذا فيُصَلِّي معه" رواه الطبرانيّ في الكبير، وفيه محمد بن عبد الملك أبو جابر قال أبو حاتم: أدركه وليس بالقوي في الحديث. ورواه البزّار وفيه الحسن بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدًّا، وقد وثَّقه ابن حبان. انتهى. انظر "مجمع" الزوائد" (2182).
وبهذا قال جماعة من الصّحابة منهم ابن مسعود، وجماعة من التابعين وغيرهم، وهو مذهب الإمام أحمد بأنه لا يكره إعادة الجماعة في المسجد إذا صلى إمام الحي وحضر جماعة أخرى، وأمّا في مساجد الأسواق والممرات فلا خلاف في إعادة الجماعة فيها.
9 - باب فضل صلاتَي العشاء والفجر في الجماعة
• عن أبي هريرة قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ليس صلاة أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا، لقد هممتُ أن آمر المؤذِّن فيقيمَ، ثمّ آمر رجلًا يؤمَّ الناس، ثمّ آخد شًعلًا من نار فأُحَرِّق على من لا يخرجُ إلى الصّلاة بعدُ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (657)، ومسلم في المساجد (651/ 252) كلاهما من طريق الأعمش، قال: حَدَّثَنِي أبو صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ، وفي لفظ مسلم، ثمّ أنطلق مَعِي برجال معهم حُزَم من حَطَبٍ إلى قوم لا يشهدون الصّلاة، فأحرق
عليهم بيوتهم بالنار".
• عن عبد الرحمن بن أبي عمرةَ قال: دخل عثمان بن عفَّان المسجد بعد صلاة المغرب، فقعد وحده، فقعدتُ إليه، فقال: يا ابن أخي! سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصفَ الليل. ومن صلَّى الصبحَ في جماعة فكأنما صلى كلَّه".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (656) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزوميّ، حَدَّثَنَا عبد الواحد (وهو ابن زياد) حَدَّثَنَا عثمان بن حكيم، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي عمرة فذكره، وفي رواية أبي داود (555)، والتِّرمذيّ (221) من طريق عثمان بن حكيم به بلفظ: "من شهد العشاءَ في جماعة كان له قيامُ نصفِ ليلةٍ، ومن صَلَّى العِشاءَ والفجرَ في جماعة كان له كقيام ليلةٍ، قال الترمذيّ: حسن صحيح.
• عن جندب بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى الصُبح فهو في ذمة الله، فلا يَطلبَنَّكم الله من ذِمَّته بشيء فيدركَه فيكبَّه في نار جهنّم".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (157) عن نصر بن عليّ الجهضميّ، حَدَّثَنَا بشر (يعني ابن مفضَّل) عن خالد، عن أنس بن سيرين قال: سمعتُ جندبَ بن عبد الله يقول فذكره. ورواه أيضًا عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن الحسن، عن جندب بن سفيان، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بهذا ولم يذكر:"فيكبه في نار جهنّم".
ومن هذا الوجه رواه الترمذيّ (222) فقال: حَدَّثَنَا محمد بن بشار، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون به مثله، وقال:"حسن صحيح".
ولا يضر رواية أبي داود الطيالسي (980) عن شعبة، عن أنس بن سيرين موقوفًا فإنه قال: وروى هذا الحديثَ بشرُ بن المفضَّل، عن خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين، عن جندب، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. فلعل أنس بن سيرين روي على وجهين. ويكون المرفوع هو الوجه الأخير، وهو الذي اختاره مسلم فرواه من حديث بشر بن المفضَّل.
وجندب هو: ابن عبد الله بن سفيان البجليّ، وربما نسب إلى جده.
• عن سمرة بن جندب عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: من صلى صلاة الغداة فهو في ذمة الله، فلا تخفروا الله في ذمته.
صحيح: رواه ابن ماجة (3946)، وأحمد (20113) واللّفظ له، كلاهما من حديث روح بن عبادة، حَدَّثَنَا أشعث (هو ابن عبد الملك الحمرانيّ، عن الحسن، عن سمرة بن جندب فذكره.
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا المنذري في الترغيب (613).
والطريقان محفوظان فإن الحسن البصري ممع جندب بن عبد الله بن سفيان كما سمع من سمرة بن جندب، وفي معناه ما رُوي عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"من صلي الصبح فهو في ذمة الله، فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته".
رواه الترمذيّ (2164) عن بندار، حَدَّثَنَا معدي بن سليمان، حَدَّثَنَا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وبهذا الإسناد رواه أيضًا ابن ماجة كما ذكره المزي في تحفة الأشراف (10/ 250)، ولم أجده في النسخ المطبوعة.
وإسناده ضعيف من أجل معدي بن سليمان وهو ضعيف، ضعَّفه أبو زرعة، والنسائيّ، وقال ابن حبان: "يروي المقلوبات عن الثّقات، والملزقات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وأمّا الترمذيّ فقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
وفي معناه أيضًا ما رُوي عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله. فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتَّى يكبه في النّار على وجهه".
رواه ابن ماجة (3945) عن عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن خالد الوهبيّ، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم، عن حابس اليمانيّ، عن أبي بكر الصديق فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل الانقطاع؛ فإن سعد بن إبراهيم لم يدرك حابس بن سعد.
وأمّا حابس اليماني وهو حابس بن سعد، ويقال: ابن ربيعة بن منذر بن سعد الطائيّ، فهو مختلف في صحبته، فذكره ابن سعد في تسمية من نزل الشام من الصّحابة. وقال البخاريّ:"أدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم".
وهذا الذي رجَّحه ابن حجر في "التهذيب" بعد ذكر أقوال أهل العلم الأخرى في إثبات صحبته.
وأمّا قول الدَّارقطنيّ: "إنه مجهول متروك" فيبدو أنه لم يقف على قول ابن سعد والبخاري وغيرهما ممن سبقوه.
والخلاصة فيه: أن هذا الحديث صحيح من حديث جندب بن عبد الله، وسمرة بن جندب، وأمّا حديث أبي بكر الصديق فلا، من أجل الانقطاع.
وفي معناه روي أيضًا عن عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وطارق بن أشيم، وفي أسانيدها مقال.