الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسن: رواه أبو داود (1110) والترمذي (514) كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المُقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيُّوب، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، فذكر الحديثَ.
وإسناده حسن؛ من أجل أبي مرحوم (واسمه: عبد الرحيم بن ميمون المدني) فإنَّه مختلف فيه، غير أنَّه حسن الحديث. وسهل بن معاذ لا بأس به. قال الترمذي:"هذا حديث حسن". وصحَّحه ابن خُزيمة (1815) والحاكم (1/ 289) فرويأه من هذا الوجه. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه".
قوله: "نهى عن الحُبوَة" يقال: حِبوة، بكسر الحاء، وحُبوة، بضمِّها، والكسرُ أعلى. والاحتباء هو أن يجمع ظهره ورجليه بثوبٍ. قاله الخطَّابي في "غريب الحديثِ"(3/ 37، 38).
أما ما رواه أبو داود (1111) عن يعلى بن شدَّاد بن أوسٍ أنَّه قال: "شهِدتُ مع معاوية بيت المقدِس، فجمَّع بنا، فنظرتُ فإذا جلُّ من في المسجد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيتهم محتبين والإمام يخطب". فهو ضعيفٌ؛ تفرَّد به خالد بن حيَّان الرقي، عن سليمان بن عبد الله بن الزبرقان، عن يعلى بن شدَّاد.
وابن الزبرقان لم يوثقه إلَّا ابن حبان، ولم يرو عنه إلَّا الرقي، والرقي مختلَفٌ فيه، وقال الحافظ:"صدوق يُخطئ". وقال في ابن الزبرقان: "ليِّنُ الحديثِ".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر أنَّه كان يَحتبي والإمام يخطب".
رواه البيهقي (3/ 235)، وفي إسناده أيوب بن سويد، وهو ضعيفٌ؛ ضعَّفه أحمد وغيره. ورُوي نحوه عن غيره من الصحابة، وليس فيها شيءٌ ثابت.
17 - باب من نَعَس يوم الجمعة فليتحوَّلْ من مجلسه
• عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحوَّل من مجلسه ذلك".
حسن: رواه أبو داود (1119) والترمذي (526) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، فذكره.
واللفظ للترمذي، وليس في أبي داود ذكر الجمعة.
وإسناده حسن، من أجل ابن إسحاق؛ فهو صدوق حسن الحديث إذا صرَّح بالسماع، وقد صرَّح بالتحديث عند الإمام أحمد (6187) فزالت بذلك شبهة تدليسه. قال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح". وصحَّحه ابن خزيمة (1819) وابن حبان (2792) والحاكم (1/ 291) فرووه من طرق عن ابن إسحاق، عن نافع به. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه".
ورواه البيهقي (3/ 237) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر نحوه مرفوعًا. وهذه متابعة جيِّدة لابن إسحاق.
ورواه البيهقي من طريق الربيع بن سليمان، عن الشافعي، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، قال:"يقول للرجل إذا نعس يوم الجمعة والإمام يخطب أن يتحوَّلَ منه".
واختلف العلماء في هذا الحديثِ؛ فذهب الجمهور إلى تصحيحه مرفوعًا.
وقال ابن المديني: "نظرت في كتاب ابن إسحاق، فما وجدتُ عليه إلَّا في حديثين، ومن الممكن أن يكونا صحيحين". هكذا نقل عنه البخاري (كما في تهذيب الكمال: 6/ 224). ونقل عنه يعقوب بن سفيان الفَسوي، قال: "لم أجد لابن إسحاق إلَّا حديثين منكرين
…
". فذكر هذا الحديث، وحديثًا آخر، وكذلك ذهب البيهقي إلى إعلال هذا الحديث، فقال: "لا يثبُت رفع هذا الحديث، والمشهور عن ابن عمر من قوله".
وتعقَّبه ابن التركماني قائلًا: "الرفع زيادة ثقة، وقد رُوِيت من وجهين، فوجب الحكم لها .... ". انتهى باختصار.
وقد سبق أنَّه صحَّحه كلٌّ من الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، فأقلُّ أحواله أن يكون حسنًا؛ لأنَّ ابن إسحاق قد صرَّح بالتحديثِ، وابن المديني مع أنَّه ممن يرى تعليلَ هذا الحديث لكن أشار إلى أنَّه يمكن أن يكون صحيحًا، كما سبق نقل ذلك عنه. والله أعلم.
• * *