الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فذكر كما ذكره أبو داود.
قال الترمذيّ: "حديث أنس حديث حسن"، وفي رواية:"صحيح" وقد كره قوم من أهل العلم أن يُصَفَّ بين السواري، وبه يقول أحمد وإسحاق، ورخَّص قوم من أهل العلم في ذلك". انتهى.
قلت: إسناده حسن، فإن عبد الحميد بن محمود المِغْوَلي من المقلين قال فيه أبو حاتم: شيخ، ووثَّقه النسائي، وبقية رجاله ثقات.
وقد صححه ابن خزيمة (1568)، وابن حبان (2218)، والحاكم (1/ 210)، والحافظ في الفتح (1/ 578).
وقيل: إن الحكمة في ذلك انقطاع الصف وذلك بالنسبة للجماعة، وأمن المنفرد فلا يكره أن يصلي بين السواري وبوَّب البخاري بقوله: الصلاة بين السواري، في غير جماعة، وأخرج فيه حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة، وصلَّى بين العمودين المقدمين. (رقم الحديث في الفتح 504).
وفي رواية: جعل عمودًا عن يساره، وعمودًا عن يمينه، وفي رواية: عمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه. وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلَّى (رقم الحديث في الفتح 505).
وأما ما رواه ابن ماجه (1002) عن زيد بن أخْزم أبي طالب، قال: حدثنا أبو داود وأبو قتيبة، قالا: حدثنا هارون بن مسلم، عن قتادة، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه، (قُرة بن إياس) قال:"كُنَّا نُنْهى أن نَصُفَّ بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونُطْردَ عنها طَرْدًا. فهو ضعيف، فإن هارون بن مسلم أبو مسلم البصري قال فيه أبو حاتم والذهبي: مجهول، وجعله الحافظ في درجة "مستور" والحديث في مسند أبي داود (1169).
وأما ابن حبان فذكر هارون بن مسلم في الثقات (7/ 581) على قاعدته.
وأخرج الحديث شيخه ابن خزيمة (1567) وعنه هو نفسه في صحيحه (2219) من هذا الوجه. وأما أبو قتيبة فهو سَلْم بن قتيبة الشَعيري الخراساني، نزيل البصرة "صدوق" من رجال البخاري كما في التقريب.
قال البزار: "لا نعلم روي هذا الحديث عن قتادة إلا هارون" ذكره الحافظ في ترجمته في التهذيب. قال البيهقي رحمه الله تعالى (3/ 104): لأن الإسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف، فإن كان منفردا ولم يجازوا ما بين السارتين لم يكره إن شاء الله تعالى لما رُوينا في الحديث الثابت عن ابن عمر قال: سألت بلالًا أين صلى رسول الله - يعني في الكعبة -. فقال: بين العمودين المقدمين".
28 - باب كراهية من يصلي وحده خلف الصف
• عن وابصة بن معبد: "أن رجلًا صَلَّى خلفَ الصَفِّ وحده، فأمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُعيد الصلاةَ".
حسن: رواه أبو داود (682)، والترمذي (231) كلاهما من طريق شُعبة، عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد فذكر الحديث.
اختلف علي وابصة. فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة أصح.
وقال بعضهم: حديث حصين، عن هلال بن يَساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد أصَحُّ.
قال الترمذي بعد أن نقل هذا الخلاف: وهذا عندي أصحُّ من حديث عمرو بن مرة، لأنه قد رُوي من غير حديث هلال بن يَساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة. انتهى.
وحديث زياد بن أبي الجعد رواه الترمذي (230)، وابن ماجه (1004) كلاهما من طريق حصين، عن هلال بن يَساف قال: أخذ زياد بن أبي الجَعد بيدي، ونحن بالرقَّةِ، فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخُ: "أن رجلًا صَلَّى خلف الصفِّ وحده - والشيخ يسمعُ - فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعيد الصلاة".
وقال البيهقي (3/ 104) بعد أن روى عن عمرو بن مرة: "وخالفه حصين بن عبد الرحمن فرواه عن هلال بن يساف .. فروى من طريقه عن زياد بن أبي الجعد كما سبق.
قلت: وهذا إسناد حسن فإن زياد بن أبي الجعد الكوفي روى عن عمرو بن الحارث ووابصة، وعنه أخوه عبيد وهلال وثقه ابن حبان، وحسَّن حديثه الترمذي فهو توثيق له، على أنه قد توبع كما في الإسناد السابق، وإن كان فيه عمرو بن راشد الأشجعي مجهول، وجعله الحافظ في درجة مقبول" وصحّحه ابن حبان وأخرجه في صحيحه (2200).
زياد بن أبي الجعد في درجة "مقبول" لأنه توبع، إذ أن هلال بن يساف كان حاضرًا في المجلس عند ما قرأ زياد بن أبي الجعد الحديث على وابصة، وكان وابصة قد أقَرَّ ما قرئ عليه، فيكون هلال بن يساف ممن سمع الحديث قراءة على الشيخ مباشرة ولذا قال الترمذي:"هذا أصح عندي من حديث عمرو بن مرة".
وقال ابن حبان: "سمع هذا الخبر هلال بن يَساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد، وسمعه من زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، والطريقان جميعًا محفوظان"(5/ 578).
ولا يصح ما روي عن مقاتل بن حيان قال: قال النبي: إن جاء رجل فلم يجد أحدًا فليختلجْ إليه رجلًا من الصف فليقُم معه، فما أعظم أجرَ المختلَجِ" لأنه مرسل. رواه أبو داود في "المراسيل" (83) عن الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الحجَّاج بن حسان، عن مقاتل بن حبَّان فذكر مثله. ورواه البيهقي (3/ 105) عن أبي داود.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن الشعبي عن وابصة بزيادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا صلَّى خلف