الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهيثمي في "المجمع"(2/ 31): "رجاله رجال الصحيح"، فهو ليس بصحيح فإن مؤمَّل بن إسماعيل ليس من رجال الصحيح.
يبدو أن حُميد الطويل يروي هذا الحديث مطولًا ومختصرًا ففي المطول قصّة رجل جاء فدخل الصف، وقد حَفَزَه النَفَسُ فقال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
…
كما مضى في استفتاح الصلاة من حديث مسلم رواه من طريق عفان، عن حماد، أخبرنا قتادةُ وثابت وحُميد، عن أنس إلا أنه لم يذكر: "إذا جاء أحدكم
…
إلخ"، ولكن رواه أبو داود (763) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد به وقال: زاد حُميد فيه: "إذا جاء أحدكم فليمش نحو ما كان يمشي فليُصل ما أدركهـ، وليفض ما سبقه".
وكذلك رواه الإمام أحمد (12034) عن ابن أبي عدي وسَهْلِ بن يوسف - كلاهما عن حُميد.
وعن أبي كامل (12713) عن حماد بن سلمة، عن قتادة وثابت وحُميد به فجمع بين دعاء الاستفتاح، وتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم لمن أسرع في المشي.
16 - باب ما يكره من الصلاة عند الإقامة
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلا المكتوبة".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (710) عن أحمد بن حنبل وهو في مسنده (9873)، قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبةُ عن وَرْقاء، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة فذكره.
وورقاء هو: ابن عمر اليشكري، أبو بشر الكوفي من رجال الجماعة.
وبعض الرواة رووا عن عمرو بن دينار فوقفوه عليه، والصواب أنه مرفوع وعليه أكثر الثقات.
انظر للمزيد: "المنة الكبرى"(2/ 305 - 306).
وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عمر. رواه عبد الله بن مروان الدمشقي عن ابن أبي ذئب، عن ابن عمر. ومن طريقه رواه الطحاوي في مشكله (4132) وتكلم الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن مروان وقال:"وهذا المتن إنما هو لعمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعًا".
لأنه كما قال ابن حبان عن عبد الله بن مروان: "روي عن ابن أبي ذئب، وعنه سلمان. يلزق المتون الصحاح بطرق أُخر. لا يحل الاحتجاج به".
وأما الاشتغال بركعتي الفجر عند الإقامة فانظر أحاديثه في جماع أبواب النوافل التابعة للفرائض باب كراهية الاشتغال بركعتي الفجر إذا أقيمت الصّلاة.
17 - باب ما جاء في أداء الصلوات الفائتة بالجماعة
• عن عمر بن الخطاب أنه جعل يَسُبُّ كفَّارَ قُريش يومَ الخندقِ وقال: يا رسول الله!
والله! ما كِدْتُ أن أَصَلّي العصْرَ حتَّى كادتْ أن تغربَ الشمسُ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فوالله! إن صَلَّيْتُها" فنزلنا إلى بُطْحانَ فتوضأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وتوضَّأنا. فصَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العصرَ بعد ما غربتِ الشمسُ، ثمَّ صَلَّى بعدها المغربَ.
متفق عليه: رواه البخاري في المواقيت (596) وفي المواضع الأخرى، ومسلم في المساجد (631) كلاهما عن هشام (الدستوائي) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، عن عمر بن الخطاب فذكر مثله. واللفظ لمسلم، وقوله:"فوالله! إن صليتُها" معناها ما صليتُها وإنما حلف النبي صلى الله عليه وسلم تطييبًا لقلب عمر، فإنه شق عليه تأخير العصر إلى المغرب، فأخبره أنه لم يُصلها أيضًا. وجاء التصريح بذلك في حديث البخاري فقال فيه:"والله! ما صَلّيتُها".
• عن أبي قتادة قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتَّى ابهارَّ الليلُ وأنا إلى جنبه. قال: فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال عن راحلته. فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى تهوَّر الليلُ، مال عن راحلته. قال: فدعمته. من غير أن أوقظه. حتَّى اعتدل على راحلته. قال: ثمَّ سار حتَّى إذا كان من آخر السَّحر مال ميلةً هي أشدُّ من المَيْلَتين الأُولَيين. حتَّى كاد ينجفلُ. فأتيته فدعمته. فرفع رأسه فقال: "من هذا؟ ". قلت: أبو قتادة. قال: "متى كان هذا مسيرك منِّي؟ ". قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة. قال: "حفظك الله بما حفظت به نبيَّه". ثمَّ قال: "هل ترانا نخفي على الناس؟ ". ثمَّ قال: "هل ترى من أحدٍ؟ ". قلت: هذا راكبٌ. ثمَّ قلت: هذا راكبٌ آخر. حتَّى اجتمعنا فكنا سبعة رَكب. قال: فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق، فوضع رأسه. ثمَّ قال:"احفظوا علينا صلاتنا". فكان أوَّل من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره. قال: فقمنا فزعين. ثمَّ قال: "اركبوا" فركِبنا. فسرنا حتَّى إذا ارتفعت الشمس نزل. ثمَّ دعا بميضأَةٍ كانت معي، فيها شيءٌ من ماء. قال: فتوضَّأ منها وضوءًا دون وضوءٍ. قال: وبقي فيها شيءٌ من ماء. ثمَّ قال لأبي قتادة: "احفظ علينا ميضأتك، فسيكون لها نبأٌ". ثمَّ أذَّن بلالٌ بالصلاة. فصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين. ثمَّ صلى الغداة، فصنع كما يصنع كل يوم. قال: وركب رسول الله وركبنا معه. قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثمَّ قال: "أما لكم فيَّ أسوة؟ ". ثمَّ قال: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنَّما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتَّى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلِّها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند
وقتها". ثمَّ قال: "ما ترون الناس صنعوا؟ ". قال: "أصبح الناسُ فقدوا نبيَّهم. فقال أبو بكر وعمر: رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم. لم يكن ليُخلِّفكم. وقال الناسُ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم. فإن يُطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا".
قال: فانتهينا إلى الناس حين امتدَّ النهار وحمِي كلُّ شيءٍ. وهم يقولون: يا رسول الله! هلكنا. عطشنا، فقال:"لا هُلكَ عليكم". ثمَّ قال: "أطلقوا لي غُمَري". قال: ودعا بالميضأَةِ. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ وأبو قتادة يسقيهم. فلم يَعْدُ أن رأى الناسُ ماءً في الميضأَةِ تكابّوا عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحسنوا الملأَ، كلُّكم سيَروَى". قال: ففعلوا. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم. حتَّى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ثمَّ صبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "اشرب". فقلت: لا أشرب حتَّى تشربَ يا رسول الله! قال: "إنَّ ساقي القوم آخرهم شربًا"، قال: فشربتُ. وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأتى الناس الماء جامِّين رواءً. قال: فقال عبد الله بن رباح: إني لأُحدِّث هذا الحديثَ في مسجد الجامع إذ قال عمرانُ بنُ حصين: انظر أيُّها الفتي كيف تحدِّث. فإنِّي أحدُ الرَّكْب تلك اللّيلة. قال، قلت: فأنت أعلم بالحديث. فقال: ممن أنت؟ قلت: من الأنصار. قال: حدِّث فأنتم أعلم بحديثكم. قال: فحدَّثتُ القوم. فقال عمرانُ: لقد شهدتُ تلك الليلةَ وما شعرت أنَّ أحدًا حفظه كما حفظته.
متَّفق عليه: رواه مسلم في المساجد (681) عن شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان (يعني ابن المغيرة) حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة فذكره.
ورواه البخاري في مواقيت الصلاة (595) من وجهٍ آخر عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه مختصرًا.
وفي الصلاة الفائتة أحاديث أُخرى انظرها في جميع الأذان، باب الأذان والإقامة الصلاة الفائتة، وجموع الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، باب من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها.
شرح المفردات الغريبة:
ابهارَّ الليلُ: أي انتصف. تهوَّرَ الليلُ: ذهب أكثرُه.
دعمته: أي أقمت ميله من النوم، وصرت تحته كالدعامة للبناء فوقها.
أطلِقوا غُمرِي: أي ايتوني به. والغمر القدح الصغير.
أحسنوا الملأَ: أي الخلق والعشرة.
جامِّين رواءً: أي مستريحين قد رووا من الماء.