الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صرَّح بالتحديث قال الإمام أحمد (19440) حدثنا حيوة بن شُريح، حدثنا بقيةُ، حدثنا بَحيرُ بن سعد به وفيه:"من بني الله مسجدًا ليُذكر الله عز وجل فيه، بنى الله له بيتًا في الجنة، ومن أعتق نفْسًا مسلمةً كانت فِدْيَتَهُ من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله عز وجل كانت له نورًا يوم القيامة".
• عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بني الله مسجدًا ولو قدر مفحص قطاةٍ بنى الله له بيتًا في الجنة".
صحيح: رواه البزار "كشف الأستار"(401) عن مسلم بن جنادة بن سلم، ثنا وكيع في الدار، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي ذر فذكر مثله. ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 120) من طريق مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، يعني ابن عيينة، عن الأعمش به مثله، وقال: لم يروه عن ابن عيينة إلا مؤمَّل. انتهى.
قلت: مؤمل بن إسماعيل البصري صدوق سيء الحفظ فقوله: سفيان -يعني ابن عيينة- من أوهامه، وإنما هو سفيان الثوري كما في رواية وكيع عند البزار، وعلى هذا فإن مؤمل بن إسماعيل لم ينفرد بل تابعه وكيع.
وللحديث إسناد آخر: رواه ابن أبي شيبة (1/ 310) عن يحيى بن آدم، حدثنا قُطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش به مثله، ورجاله ثقات، غير قطبة بن عبد العزيز بن سِياه الأسدي غير أنه ثقة أيضًا وثَّقه أحمد وقال: شيخ ثقة، وابن معين والترمذي والعجلي وابن حبان وغيرهم.
وقد صحَّح الحديث ابن حبان فأخرجه في صحيحه (1610) عن الحسن بن سفيان، عن أبي بكر بن أبي شيبة به مثله.
فقول الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 138) بعد أن رواه من طريق علي بن المديني، عن يحيى بن آدم به مثله: لم يروه عن قطبة إلا يحيى بن آدم، تفرد به علي بن المديني فيه نظر، فإنه رواه عنه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة.
وللحديث إسناد آخر: رواه البزار (401) عن أحمد بن يونس، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش به مثله.
ورواه البيهقي (2/ 437) من طريق العباس بن محمد الدوري، ثنا أحمد بن يونس، قال العباس، قال أحمد بن يونس: قيل لأبي بكر بن عياش: إن الناس يخالفونك في هذا الحديث لا يرفعونه. فقال أبو بكر بن عياش: سمعنا هذا من الأعمش، والأعمش شاب. انتهى
9 - باب كراهية المباهاة في المساجد
• عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى يَتَبَاهَى الناسُ في المساجد".
صحيح: رواه أبو داود (449)، والنسائي (689)، وابن ماجه (739) كلهم من طريق حماد بن
سلمة، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس فذكر مثله، واللفظ لأبي داود، ولفظ النسائي "من أشراط الساعة أن يتباهَي الناس في المساجد" وإسناده صحيح، وقد صحّحه أيضًا ابن خزيمة (1322)، وابن حبان (1613، 1614) فروياه من طريق حماد بن سلمة به مثله.
وذكره البخاري في الصلاة (1/ 539) معلقًا من قول أنس بن مالك ولفظه: "يتباهون بها، ثم لا يعمرونها إلا قليلًا".
قلت: وصله ابن خزيمة (1321) من طريق سعيد بن عامر، عن أبي عامر الخزاز، قال أبو قلابة الجرمي: انطلقنا مع أنس نريد الزاوية، قال: فمررنا بمسجد حضرت صلاة الصبح، فقال أنس: لو صلينا في هذا المسجد فإن بعض القوم يأتي المسجد الآخر، قالوا: أي مسجد؟ فذكرنا مسجدًا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان يتباهون بالمساجد، لا يعمرونها إلا قليلًا أو قال: يعمرونها قليلًا".
قال ابن خزيمة: الزاوية قصر من البصرة على شبه من فرسخين.
قلت: وأبو عامر الخزاز هو: صالح بن رُستم ضعَّفه ابن معين ومشاه الآخرون، وهو لا بأس به في الاستشهاد، وأما ما عزاه الحافظ في الفتح إلى أبي يعلى الموصلي مع ابن خزيمة فالظاهر أنه وهم فيه، فإن أبا يعلي لم يرو بهذا اللفظ الذي علّقه البخاري، وإنما رواه كما رواه أصحاب السنن من طريق حماد بن سلمة (2798، 2798).
• عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أُمرت بتشييد المساجد".
حسن: روه أبو داود (448) عن محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن، من أجل محمد بن الصباح فإنه حسن الحديث.
وقد صحّحه ابن حبان (1615) فرواه من هذا الوجه.
وذكر البخاري (1/ 539)، وأبو داود، وابن حبان من قول ابن عباس:"لُتزخْرِفُنَّها كما زخرَفَتِ اليهود والنصارى" موقوفًا ومعلقًا، وقد ظن بعض الناس أنه جزء من الحديث المرفوع، وهو ليس كذلك بل كلام النبي صلى الله عليه وسلم مفصول من كلام ابن عباس، قال الحافظ: إنما لم يخرج البخاري المرفوع منه للاختلاف على يزيد بن الأصم في وصله وإرساله.
كذا قال، ولم يبين ذلك لنرى ذلك.
ورواه البيهقي (2/ 438، 439) من طريق أبي داود، ومن طريق علي بن قادم، ثنا سفيان الثوري به مثله ولم يذكر هذا الاختلاف الذي يشير إليه الحافظ.
والمراد من التشييد: رفع البناء وتطويله، ومنه قوله سبحانه وتعالى:{فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [سورة النساء: 78] وهي التي طُوِّلَ بناؤها أفاده البغوي في "شرح السنة"(2/ 349).