الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الباب عن عبد الله بن زيد وصُهيب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وأبي الدرداء وجابر وأبي سعيد الخدري. وغيرهم، وفي جميعها مقال.
2 - باب ما روي في فضيلة أربعين صلاة في جماعة
لم يثبت في هذا الباب شيءٌ، وأما ما روى "من صلَّى أربعين يومًا في جماعة، يُدرك التكبيرةَ الأولى كتبتْ له براءتان: براءةٌ من النار، وبراءةٌ من النفاق" فهو مختلف في رفعه ووقفه.
رواه الترمذي (241) من طريق سلْم بن قتيبة، عن طُعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس مرفوعًا. قال الترمذي:"وقد رُوي هذا الحديث عن أنس موقوفًا، ولا أعلم أحدًا رفعه إلا ما روي سلم بن قتيبة، عن طُعمة بن عمر [عن حبيب بن أبي ثابت] عن أنس، وإنما يُروى هذا الحديث عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس قوله". انتهى.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حبيب هذا من هو؟ فقال: "لا أدري". "العلل"(387).
وكذلك ما روي عن أنس مرفوعًا: "من صلى في مسجدي أربعين صلاةً، لا يفوتُه صلاةٌ كُتِبَتُ له براءةٌ من النار، ونجاةٌ من العذاب، وبرئَ من النفاق" رواه الإمام أحمد (12583)، والطبراني في الأوسط (5440) وفيه نبيط بن عمرو لم يوثِّقه غير ابن حبان.
وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "ضعيف عند أهل التّحقيق فلا يعتمد عليه".
فتاواه (16/ 406). وانظر للمزيد: "المنة الكبرى"(4/ 417 - 420).
وخلاصة القول في هذا أن بعض العلماء جوزوا العمل بالحديث الضعيف الذي فيه ضعف بسير إذا كان يندرج تحت أصل ثابت فقالوا: لا بأس للحاج الذي قصد الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أن يواظب على أداء أربعين صلاة فيه، لأنه مأمور بأداء الصلاة بالجماعة حيث ما كان.
3 - باب ما جاء في وجوب صلاة الجماعة والتشديد في تركها بغير عذر
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده! لقد هممتُ أن آمر بحطَبٍ فيُحطَبَ، ثم آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمرَ رجلًا فيؤُمَّ الناس، ثم أخالفَ إلى رجال، فأحرِّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده! لو يعلم أحدكم أنه يجد عظْمًا سَمِينًا، أو مِرماتين حسنتين لشهد العشاء".
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الجماعة (3) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره. ورواه البخاري في الأذان (644) عن عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك به.
ورواه مسلم في المساجد (651) عن عمرو الناقد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد به وزاد في أول الحديث:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ناسًا في بعض الصلوات"، فقال: فذكر الحديث.
ولم يذكر: المرماتين.
والمرماة: ما بين ظِلْفَي الشاة. قال أبو عبيد: لا أدري ما وجهُه، إِلَّا أنه هكذا يُفسر. وقال ابن الأعرابي: المِرماة: السهم الذي يُرمي به "شرح السنة"(3/ 345).
• عن أم الدّرداء تقول: دخل عليّ أبو الدّرداء وهو مُغَضَبٌ، فقلتُ: ما أغضبَك؟ فقال: والله! ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئًا إِلَّا أنهم يُصَلُّون جميعًا.
صحيح: رواه البخاريّ في الأذان (650) عن عمر بن حفص، قال: حَدَّثَنَا أبيّ، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، قال: سمعتُ سالمًا قال: سمعتُ أم الدّرداء، فذكرت مثله.
وسالم هو: ابن أبي الجعد. وأم الدّرداء: هي الصغرى التابعية، لا الكبرى الصّحابية، لأن الكبرى ماتت في حياة أبي الدّرداء، وعاشت الصغرى بعده زمانًا طويلًا.
وقد جزم أبو حاتم بأن سالم بن أبي الجعد لم يدرك أبا الدّرداء، فعلى هذا لم يدرك أمّ الدّرداء الكبرى. واسم الصغرى: هُجيمة، واسم الكبرى: خيرة.
• عن عبد الله بن مسعود أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: "لقد هممتُ أن آمر رجلًا يُصلي بالناس، ثمّ أحرِّق على رجال يتخلَّفُون عن الجمعة بيوتهم".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (652) من طريق أبي إسحاق، عن أبي الأحوض، سمعه منه، عن عبد الله بن مسعود فذكر مثله.
قال البيهقيّ (3/ 56): "والذي يدل عليه سائر الروايات أنه عبَّر بالجمعة عن الجماعة".
• عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنَادَي بهن، فإن الله شرع لنبيكم سُنن الهُدى، وإنَّهن من سُنن الهُدى، ولو أنكم صلَّيتُم في بيوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلف في بيته لتركتُم سنة نبيكم. ولو تركتُم سنة نبيكم لضللتُم. وما من رجل يتطهر فيُحسن الطُّهور، ثمّ يعمدُ إلى مسجد من هذه المساجد إِلَّا كتب الله له بكل خطوةً يخطوها حسنةً، ويرفعه بها درجةً، ويحطُّ عنه بها سيئةً. ولقد رأيتُنا وما يتخلف عنها إِلَّا منافق معلومُ النفاق، ولقد كان الرّجل يُؤتى به يهادى بين الرجلين حتَّى يُقامَ في الصفِّ.
صحيح: أخرجه مسلم في المساجد (654) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا الفضل بن دُكين، عن أبي العُميس، عن عليّ بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص عنه قال:"لقد رأيتُنا وما يتخلف عن الصّلاة إِلَّا منافق، قد علم نفاقه. أو مريض. إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصّلاة، وقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمَنا سننَ الهدى. وإن من سنن الهديّ، الصّلاةُ