الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد صرَّح فيه ابن جريج وشيخه بالتحديث والسماع، وأما ابن حبان فاختار أن يروي عن شيخه ابن خزيمة من الطريق الأولى وليس فيه التحديث، ثم رواه من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا الزبير حدثه، عن ابن باباه (1552، 1553).
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 448) من طريق سفيان به. وقال: صحيح على شرط مسلم.
وأما ما رُوِي عن أبي ذر أنه أخذ بحلْقَةِ باب الكعبة، فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا صلاة بعد العصر حتى تغربَ الشمس، ولا بعد الفجر حتى تطلع الشمسُ إلا بمكة" فهو ضعيف.
رواه أحمد (21462)، والطبراني في الأوسط (851)، والدارقطني (1/ 424)، والبيهقي (2/ 461) كلهم من طريق عبد الله بن مؤمل، عن حُميد مولى عفراء، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، عن أبي ذر فذكر الحديث.
إلا أن حميد مولى عفراء سقط في مسند أحمد. وهو ضعيف كما قال البيهقي وغيره. ومجاهد لم يسمع من أبي ذر كما قال ابن عبد البر في التمهيد (13/ 45)، ورواه ابن خزيمة (2748) وقال: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر.
وفيه أيضًا عبد الله بن مؤمل ضعيف إلا أن إبراهيم بن طهمان قد تابعه عن حميد ومن طريقه رواه البيهقي.
قال ابن عبد البر بعد أن تكلم على حديث أبي ذر وضعَّفه: "ففي حديث جبير بن مطعم ما يُقوِّيه مع قول جمهور علماء المسلمين به. وذلك أن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير والحسن والحسين وعطاء وطاوس ومجاهدًا والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير كانوا يطوفون بعد العصر، وبعضهم بعد الصبح أيضًا، ويصلون بأثر فراغهم من طوافهم ركعتين في ذلك الوقت. وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود بن علي. وقال مالك بن أنس: من طاف بالبيت بعد العصر أخر ركعتي الطواف حتى تغرب الشمس، وكذلك من طاف بالبيت بعد الصبح لم يركعهما حتى تطلع الشمس وترتفع. وقال أبو حنيفة: يركعهما إلا عند غروب الشمس وطلوعها واستوائها".
7 - باب من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ولو كان الوقت مكروهًا
• عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نسي صلاةً فليصلِّ إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [سورة طه: 14].
متفق عليه: رواه البخاري في المواقيت (597) عن أبي نعيم وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس فذكر مثله.
قال موسى: قال همام: سمعته يقول بعد: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} وقال حبان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
ورواه مسلم في المساجد (184) عن هدَّاب بن خالد، حدثنا همام به مثله.
ورواه من طرق أخرى عن أبي عوانة، عن قتادة به ولم يذكر "لا كفارة لها إلا ذلك".
وبوَّب البخاري بقوله: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، ولا يُعيد إلا تلك الصلاة" اسْتُفِيد منه أنه لا يجب غير إعادتها، وذهب مالك إلى أن من ذكر بعد أن صلى صلاة أنه لم يُصل التي قبلها، فإنه يُصلي التي ذكر، ثم يُصلي التي كان صلاها مراعاة للترتيب. انتهى.
ويحتمل أنه أشار بقوله: "ولا يعيد إلا تلك الصلاة" ما وقع في بعض طرق حديث أبي قتادة عند مسلم في قصة النوم عن الصلاة حيث قال: "فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها" فصارت الإعادة مرتين: عند ذكرها، وعند حضور مثلها من الوقت الآتي. انظر:"الفتح"(2/ 71) وهو الحديث الآتي.
• عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيءَ وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليُصلها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (681) من طريق ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة في حديث طويل سبق تخريجه في الأذان.
وقوله: "فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها" معناه أن وقت صلاة الصبح لم يتحول إلى ما بعد طلوع الشمس، فإذا كان الغد فصلُّوا في وقتها المعتاد.
ولكن رواه أبو داود (438) من طريق خالد بن سُمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاريّ من المدينة فقال: حدثني أبو قتادة فذكر الحديث بطوله وفيه: "فمن أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحًا فليقض معها مثلها" وهذا يدل على قضاء الفائتة مرتين، مرة في الحال عند الذكر، ومرة في الغد في وقتها المعتاد.
وإلى هذا ذهب بعض أهل العلم، قال الخطابي: يشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب ليحوز فضيلة الوقت في القضاء، وتعقبه الحافظ في الفتح" (2/ 71) فقال: "ولم يقل أحد من السلف باستحباب ذلك، بل عدوا الحديث غلطًا من راويه.
وحكى ذلك الترمذي وغيره عن البخاري. وقال: ويؤيد ذلك ما رواه النسائي من حديث عمران بن حصين: أنهم قالوا: يا رسول الله! ألا نقضيها لوقتها من الغد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينهاكم الله عن الربا ويأخذه منكم" انتهى.
قلت: قد يكون هذا الخطأ من خالد بن سُمير السّدوسيّ فإنه وصف بالوهم في حفظه فلعله روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه، فإنه لم يتابع على حديثه هذا.
وأما ما أشار إليه الحافظ بقوله: "لا ينهاكم الله عن الربا ويأخذه منكم" في حديث عمران عند النسائي فلم أجده لا في الكبرى ولا في الصغرى، ولكن رواه الإمام أحمد (19964) عن يزيد قال: أخبرنا هشام. وروح، قال: حدثنا هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين فذكر قصة
تعريب النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فقالوا: يا رسول الله! ألا نُعبدها في وقتها من الغَدِ؟ قال: "أينهاكم الله عن الربا ويقبله منكم؟ " ورواه أيضًا ابن خزيمة (994) وعنه ابن حبان في صحيحه (1461) عن محمد بن يحيى الذهلي، نا يزيد بن هارون به مثله.
ورواه ابن حبان (2650)، واليهقي (2/ 217) من أوجه أخرى عن هشام به مثله. وروح هو: ابن عبادة. وهشام هو: ابن حسان.
ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه الحسن البصري وهو مدلِّس وقد عنعن، وقد قيل إنه لم يسمع من عمران بن حصين ولكن أثبت الحاكم في "المستدرك، (1/ 274) صحة سماعه من عمران بن حصين وفي مسند أحمد (19965) عقب الرّواية السّابقة، حدثنا معاوية، حدثنا زائدة، عن هشام، قال: زعم الحسنُ أن عمران بن حصين حدَّثه قال: أسرَينا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فذكر الحديث.
وسبق تخريج هذا الحديث في أبواب الأذان. باب الأذان للفائت.
• عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاةً أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها".
حسن: رواه البزّار "كشف الأستار"(394) عن أحمد بن المقدام، ثنا إسماعيل ابن عُلية، عن عُيينة، عن أبيه، عن أبي بكرة فذكر الحديث.
قال البزار: لا نعلمه عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه، ولم يحدث به عن ابن عُلية إلا أحمد بن المقدام. انتهى.
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 322): "رواه البزار ورجاله موثقون".
قلت: وهو كما قال، فإن أكثر رجال الإسناد صدوق وهم من رجال التهذيب.
• عن أبي جُحَيْفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعتِ الشمسُ فقال: "إنكم كنتُم أمواتًا، فرد الله إليكم أرواحكم، فمن نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ، ومن نسي صلاة فليصل إذا ذكر".
حسن: رواه أبو يعلى المقصد العلي (203) عن أبي خيثمة، ثنا الفضل بن دُكين، ثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني، عن عون بن أبي جُحَيْفة، عن أبيه فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل عبد الجبار بن العباس الهمداني الشِبامي تكلم فيه من قبل حفظه غير أنه حسن الحديث.
قال الهيثمي في "المجمع"(1803): رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات".
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري رواه أبو يعلى "المقصد العليُّ"(204) وفيه الحسن مدلس وقد عنعن، وعن عبد الله بن مسعود في قصة تعريس النبي صلى الله عليه وسلم رواه أحمد (3710) وأبو يعلى
"المقصد العلي"(202)، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعوديّ مختلط والرّاوي عنه عبد الرحمن بن مهدي روى عنه بعد الاختلاط. وفيه من النكارة أنّ الحارس في هذه القصة عبد الله بن مسعود نفسه والصّحيح أنه بلال كما في صحيح مسلم وغيره.
وعن سمرة بن جندب رواه البزار "كشف الأستار"(397) وفيه يوسف بن خالد السَّمْتي كذاب كما قال الهيثمي.
وفي أحاديث الباب دليل على أنه متى ذكرها في وقت أو في غير وقت فإنه يُصليها، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقال أهل الكوفة: من نام عن صلاة العصر فاستيقظ عند غروب الشمس فلا يُصلي حتى تغرب الشمس. وكذلك مَن استيقظ عند طلوع الشمس فلا يُصلي حتى تطلع الشمس.
انظر كلام الترمذي على حديث أبي قتادة (177)، وحديث أنس (178).
• * *