الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في صلاته ما لم يلتفِتْ فإذا التفت انصرف عنه".
حسن: رواه أبو داود (909)، والنسائي (1195) كلاهما عن يونس، عن الزّهريّ، قال: سمعتُ أبا الأحوص يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب، وابن المسيب جالى أنه سمع أبا ذرّ يقول: فذكره. وهذا الطريق رواه الدَّارميّ أيضًا (1429).
وصحّحه ابن خزيمة (481، 482) والحاكم (1/ 236) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا مولى بني اللّيث تابعي من أهل المدينة، وثَّقه الزّهريّ، وروى عنه. وجرت بينه وبين سعد بن إبراهيم مناظرة في معناها، وقد تُكُلِّم في أبي الأحوص غير أنه حسن الحديث.
وفي الباب عن أبي هريرة، رواه الإمام أحمد (7595) وفيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي ضعيف، وشيخه لا يعرف، ورواه أيضًا أبو يعلي (2611) وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي متروك.
وفي الباب أيضًا عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الضاحكُ في الصّلاة، والملتفتُ، والمفقِّعُ أصابعَه بمنزلة واحدة".
رواه الإمام أحمد (15621)، والطَّبرانيّ في "الكبير"(20/ 189، 190) كلاهما عن ابن لهيعة، عن زبَّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه فذكر الحديث.
وفي الإسناد ابن لهيعة ضعيف، وشيخه زبان بن فائد البصري أبو جُوين، قال فيه ابن معين: شيخ ضعيف، وقال الإمام أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا.
وأخرجه أيضًا الطبرانيّ في "الكبير"(20/ 190) من طريق رشدين بن سعد، والبيهقي (2/ 289) من طريق اللّيث بن سعد، كلاهما عن زبَّان به مثله.
قال البيهقيّ: زبَّان بن فائد غير قوي.
وفي الباب أحاديث أخرى في كراهية الالتفات في الصّلاة، ولم يصح منها إِلَّا ما ذكرته.
7 - باب الرخصة في الالتفات في الصّلاة لحاجة
• عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فقال: "شغلتني أعلامُ هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم، وائتوني بأنْبَجَانِيةٍ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (752)، ومسلم في المساجد (556) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة فذكرته. انظر للمزيد: جموع أبواب ما يصلِّي فيه.
• عن جابر قال: اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسْمِعُ الناسَ تكبيرَه. فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلَّينا بصلاته قُعودًا، فلمّا سلَّم قال: "إن كِدتُم آنفًا لتفعلون فعلَ فارسَ والروم، يقومون على ملوكهم، وهم قعود، فلا تفعلوا ائتموا بأئمتِكم. إن صلَّى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإن صلَّى قاعدًا
فصلوا قُعودًا".
صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (413) من طرق عن اللّيث بن سعد، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكر مثله.
وفي الباب أيضًا حديث عائشة أخرجه البخاريّ في الأذان (688)، ومسلم في الصّلاة (412) وفيه "فأشار إليهم أن اجلسوا"، ولم يذكر فيه الالتفات، إِلَّا أن الإشارة تستلزم الالتفات، لأنه لم يُشر إليهم بالجلوس إِلَّا لما التفت ورآهم قيامًا وسيأتي في أبواب ما يباح في الصّلاة من الإشارة.
• عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصّلاة يمينًا وشمالًا، ولا يَلْوي عنقَه خلْف ظهره.
صحيح: رواه الترمذيّ (587)، والنسائي (1201) كلاهما من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر مثله. واللّفظ للترمذي.
وصحّحه ابن خزيمة (485، 871) ومن طريقه ابن حبان (2288)، كما أخرجه أيضًا الحاكم (1/ 236، 237) كلّهم من طريق الفضل بن موسى به مثله.
قال الحاكم: صحيح على شرط البخاريّ، ولم يخرجاه.
وأعَلَّه الترمذيّ فقال: "هذا حديث غريب، وقد خالف وكيعُ الفضلَ بن موسى في روايته".
وهو يقصد ما رواه هو: عن محمود بن غيلان والإمام أحمد (2486) كلاهما عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن رجل من أصحاب عكرمة، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلحظُ في صلاته من غير أن يلْوِيَ عنقَه".
وفيه مع الإرسال جهالة رجل من أصحاب عكرمة.
والحق أن هذه العلة غير قادحة، لأن الفضل بن موسى ثقة ثبت فزيادته مقبولة على قواعد علوم الحديث. وقد سبق أن صحَّحه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، والإمامُ أحمد روي مرة مرسلًا، وأخرى متصلًا (2485) من حديث الفضل بن موسى، وقد صحَّحه ابن القطان فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 90):"هذا حديث صحيح، وإن كان غريبًا لا يُعرف إِلَّا من هذه الطريق، فإن عبد الله بن سعيد وثور بن زيد ثقتان، وعكرمة احتج به البخاريّ، فالحديث صحيح". ولم يلتفت إلى التعليل بالارسال.
ولا منافاة بين حديث عائشة وبين حديث ابن عباس كما قال الحاكم: "هذا الالتفات غير ذلك (يعني به حديث عائشة) فإن الالتفات المباح أن يلحظ بعينه يمينًا وشمالًا. إِلَّا أنه وهم في عزو حديث عائشة إلى الشَّيخين والصَّواب أنه مما انفرد به البخاريّ.
• وعن سهل ابن الحنظِليَّة قال: ثُوِّب بالصلاة، يعني صلاة الصبح، فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلي، وهو يلتفت إلى الشِّعب.
صحيح: رواه أبو داود (916) عن الربيع بن نافع، حَدَّثَنَا معاوية - يعني ابن سلّام، عن زيد، أنه سمع أبا سلّام قال: حَدَّثَنِي السَّلُوليُّ - وهو أبو كبشة - عن سهل ابن الحنظلية فذكر مثله.
وإسناده صحيح. وصحّحه ابن خزيمة (487)، والحاكم (1/ 237) وروياه من هذا الوجه مختصرًا، ورواه أبو داود في كتاب الجهاد (2501) عن أبي توبة، ثنا معاوية به مطوَّلًا، وسيعاد في كتاب الجهاد.
قال أبو داود: وكان أرسل فارسًا إلى الشِّعْب من الليل يُحرس.
قال البغوي في "شرحه"(3/ 254): الالتفات في الصّلاة مكروه، فإن كان الأمر يحدثُ فلا بأس، ثمّ ذكر حديث سهل ابن الحنْظَليَّة.
وقد ثبت في حديث سهل بن سعد الساعدي أن أبا بكر التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكُث مكانك، وهو مخرج في الصحيحين وسبق تخريجه في صلاة الجماعة، تقديم الجماعة إذا تأخر الإمام.
وأمّا النظر إلى الشيء فلا بأس به، والأحسن أن يكون نظره إلى موضع سجوده.
وأمّا ما رُوِيَ عن أنس أنَّ النَّبِيّ قال: "يا أنس! اجعل بصرك حيث تسجدُ" فهو ضعيف بل موضوع.
رواه البيهقيّ (2/ 284) من طريق عُلَيلَة بن بدر، ثنا عُنْطُوانة، عن الحسن، عن أنس فذكره.
قال العقيلي في الضعفاء (1468) في ترجمة عُنْطُوانة: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ.
روى عنه الربيع بن بدر، والربيع متروك. هكذا قال:"الربيع بن بدر" وأورده الذّهبيّ في "الميزان"(3/ 303) وقال: لا يُدري مَن هذا؟ لكن تفرّد به عنه عُلَيلَة بن بدر - واه. فالذي يظهر أن اسمه: الربيع بن بدر، وعُلَيلة لقبه كما في تاريخ الخطيب (8/ 415) وقال فيه النسائيّ: متروك. انظر "الميزان"(2/ 38).
وقال الحافظ في "لسان الميزان"(4/ 385): الربيع هو: عُلَيلَة بالتصغير.
قال البيهقيّ: وروينا عن مجاهد وقتادة أنَّهما كانا يكرهان تغميض العينين في الصّلاة، ورُوِيَ فيه حديث مسند ليس بشيء". انتهى.
وفي أحاديث الباب أن الالتفات في الصّلاة لا يفسد الصّلاة ما لم يتحوَّل عن القبلة بجميع بدنه.
وأمّا ما رُوِيَ عن انس بن مالك قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا بُنيَّ! إياك والالتفات في الصّلاة، فإن الالتفات في الصّلاة هلكةٌ، فإن كان لابد منه ففي التطوع، لا في الفريضة". فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (589) عن أبي حاتم مسلم بن حاتم البصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأنصاريّ، عن أبيه، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال أنس بن مالك فذكر مثله.
قال الترمذيّ: "حسن غريب". ونقل الزيلعي عنه: "حسن صحيح".
والصواب أنه ضعيف فإن عليّ بن زيد المعروف بابن جُدعان "ضعيف". وقد ضعَّفه النسائيّ