الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معين، وقال أبو حاتم:"صدوق". ولكن وصفه أحمد والعجلي بالتدليس، وهو من المرتبة الثالثة عند الحافظ في المدلسين. والحسن هو ابن أبي الحسن الإمام المشهور، وهو مدلِّسٌ أيضًا، ولكنَّه مشَّاه الأئمة، فأخرجوا حديثَه بالعنعنة في الصحيحين وغيرهما. وقد قال أبو حاتم:"إنَّما الحسن عن جابرٍ كتابٌ". هذا مع أنَّه أدرك جابرًا، وهي وِجادة مقبولة عند الشيخين وغيرهما.
وأمَّا ما رُوي عن معاذ بن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تخطَّى رقابَ الناسِ يومَ الجمعةِ اتخذ جسرًا إلى جهنَّم".
فهو ضعيف؛ رواه الترمذي (513) وابن ماجة (1116) من حديث رشدين بن سعد، عن زبان ابن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، فذكره.
ورِشدين بن سعد وشيخه زبان ضعيفان. قال ابن حبان: "زبان بن فائد ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنَّها موضوعة، لا يُحتجُّ به".
قلت: وهذا من حديث سهلٍ، فكأنَّه من تلك النسخة. والله أعلم.
وفي الباب أحاديث أخرى، ولا يصح منها شيءٌ.
6 - باب جامع آداب يوم الجمعة
ِ
• عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة وتطهَّر بما استطاع من طهرٍ، ثمَّ ادهن، أو مسَّ من طيبٍ، ثمَّ راح فلم يُفرِّق بين اثنين فصلَّي ما كُتب له، ثمَّ إذا خرج الإمام أنصت، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى".
صحيح: أخرجه البخاري في الجمعة (910) عن عبدان، أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا ابن أبي ذئبٍ، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان الفارسي، فذكره.
قال الحافظ في الفتح (2/ 371): "وهذا من الأحاديث التي تتبعها الدارقطني على البخاري، وذكر أنَّه اختُلِف فيه على سعيد المقبري؛ فرواه ابن أبي ذئب عنه هكذا، ورواه ابن عجلان فقال:
عن أبي ذرٍّ، بدل سلمان، وهو سيأتي، وأرسله أبو معشرٍ عنه، فلم يذكر سلمان ولا أبا ذر. ورواه عبيد الله العمري عنه فقال: عن أبي هريرة". انتهى كلام الدارقطني.
قال الحافظ: "فأمَّا ابن عجلان؛ فهو دون ابن أبي ذئبٍ في الحفظ، فروايته مرجوحةٌ، مع أنَّه يحتمل أن يكون ابن وديعة سمعه من أبي ذر وسلمان جميعًا". انتهي.
وهذا الذي نراه صحيحًا؛ لأنَّه يتَّفق مع قواعد علم الحديث.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من اغتسل ثمَّ أتى الجمعةَ فصلَّي ما قُدِّر له، ثمَّ أنصتَ حتَّى يفرغ من خطبته، ثمَّ يُصلِّي معه، غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى، وفضل ثلاثة أيَّامٍ".
وفي رواية: "من توضَّأ فأحسن الوضوءَ، ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمع وأنصتَ، غُفِر له ما بينه وبين الجمعةِ، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مسَّ الحصى فقد لغا".
صحيح: رواه مسلمٌ في الجمعة (857) عن أميَّة بن بسطام، ثنا يزيد (يعني ابن زُرَيع) ثنا رَوح، عن سُهَيل، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، فذكره.
والرواية الثانية رواها من طريق أبي معاوية -محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرةَ.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل، وغسل رأسه، ثمَّ تطيَّب من أطيب طيبه، ولبِس من صالح ثيابه، ثمَّ خرج إلى الصلاةِ، ولم يُفرِّق بين اثنين، ثمَّ استمع للإمام، غُفِر له من الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيَّام".
صحيح: رواه ابن خزيمة (1803) عن أحمد بن نصر، عن عبد العزيز بن عبد الله، حدَّثني سليمان بن بلالٍ، عن صالح بن كيسان، عن سعيد المقبري، أنَّ أباه حدَّثه، أنَّ أبا هريرةَ قال، فذكر الحديث.
وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. أحمد بن نصر: هو ابن زياد النيسابوري، وعبد العزيز ابن عبد الله: هو الأُويسي المدني الفقيه.
• عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرةَ، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه ومسَّ من طيبٍ إن كان عنده، ثمَّ أتي الجمعةَ، فلم يتخطَّ أعناق الناس، ثمَّ صلَّى ما كتب الله له، ثمَّ أنصت إذا خرج إمامه حتَّى يفرغ من صلاته، كانت كفَّارةً لما بينها وبين جمعته التي قبلها". قال: ويقول أبو هريرةَ: "وزيادةُ ثلاثةِ أيَّامٍ". ويقول: "إنَّ الحسنةَ بعشر أمثالها".
حسن: رواه أبو داود (343) من طرق عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي أمامة بن سهل، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرةَ، فذكرا الحديثَ.
وإسناده حسن؛ محمد بن إسحاق وإن كان مدلِّسًا لكنَّه صرَّح بالتحديثِ عند الإمام أحمد (11768) وابن خزيمة (1762) والحاكم (1/ 283). فانتفت شبهة التدليس.
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "من اغتسل يوم الجمعة، ومسَّ من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه، ثمَّ لم يتخطَّ رِقابَ الناسِ، ولم يلغُ عند الموعظةِ، كانت كفارة لما بينهما، ومن لغا وتخطَّي رِقابَ الناسِ كانت له ظهرًا.
حسن: رواه أبو داود (347) من طريق ابن وهبٍ، عن أُسامة بن زيدٍ (هو الليثي)، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وإسناده حسن من أجل أسامة بن زيد، وعمرو بن شعيب، فهما صدوقان. وصحَّحه ابن خزيمة (1810) فأخرجه من هذا الوجه.
• عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحضر الجمعة ثلاثةُ نفرٍ: رجلٌ حضرها يلغو، وهو حظُّه منها، ورجلٌ حضرها يدعو، فهو رجلٌ دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصاتٍ وسكوتٍ، ولم يتخطَّ رقبةَ مسلمٍ، ولم يُؤذِ أحدًا، فهي كفَّارةٌ إلى الجمعةِ التي تليها، وزيادةُ ثلاثةِ أيَّامٍ؛ وذلك بأنَّ الله عز وجل يقول:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام 160].
حسن: رواه أبو داود (1113) من طريق يزيد، عن حبيبٍ المعلِّم، عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وإسناده حسنٌ، من أجل عمرو بن شعيب، عن أبيه شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، فهما صدوقان. وصحَّحه ابن خزيمة (1813) فأخرجه من طريق حبيب المعلِّم به.
• عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غُسلَه، وتطهَّر فأحسنَ طهوره، ولبس من أحسن ثيابه، ومسَّ ما كتب الله له من طيب أهله، ثمَّ أتي الجمعةَ، ولم يلغُ، ولم يُفرِّق بين اثنين، غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى".
حسنٌ: رواه ابن ماجه (1097) عن سهل بن أبي سهلٍ، وحَوْثرة بن محمد، قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذرٍّ، فذكر الحديثَ.
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان؛ فهو صدوق، وباقي رجاله ثقات. قال البوصيري:"هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
ورواه الحميدي في مسنده (1/ 76) عن سفيان، عن ابن عجلان، وزاد فيه:"وزيادة ثلاثة أيام". وصحَّحه ابن خزيمة (1812)، والحاكم (1/ 290)، فروياه من هذا الوجه.
ثمَّ قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
وفي الباب: عن أبي أيوب الأنصاري أنَّه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغتسل يوم الجمعة ومسَّ من طيب إن كان عنده، ولبس من أحسن ثيابه، ثمَّ خرج حتَّى يأتي المسجد فيركع إن بدا له، ولم يؤذِ أحدًا ثمَّ أنصتَ إذا خرج إمامه حتَّى يُصلِّي، كانت كفارةً لما بينها وبين الجمعة الأخرى".
أخرجه أحمد (23571) والطبراني (4006، 4007) من طرق عن محمد بن إسحاق، حدَّثني
محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمران بن أبي يحيى، عن عبد الله بن كعب بن مالكٍ، عن أبي أيوب الأنصاري، فذكره.
وفي إسناده عمران بن أبي يحيي، وهو من رجال "التعجيل"، ولم يُنقل فيه جرح ولا تعديلٌ، إلَّا أنَّ ابن حبَّان ذكره في الثقات، وصحَّح هذا الحديث ابن خزيمة (1775) فرواه من طريق ابن إسحاق به.
وفي الباب عن عدد من الصحابة، منهم:
أبو الدرداء، أخرج حديثه أحمد (2179) والطبراني (2/ 320 - مجمع) وفيه انقطاع؛ قال الهيثمي "رواه أحمد والطبراني في الكبير، عن حرب بن قيس، عن أبي الدرداء. وحرب لم يسمع من أبي الدرداء". وهو كما قال.
ومنهم: نُبَيشة الهذلي، أخرج حديثه أحمد (20721)، وقال الهيثمي:"رجاله رجال الصحيح خلا شيخ أحمد، وهو ثقة".
قلت: وهو كذلك، إلَّا أنَّ فيه انقطاعًا أيضًا؛ لأنَّه من رواية عطاء الخرسانيّ، عن نُبيشة، ولم يثبت له منه سماعٌ، وقد ذكر المزيُّ عددًا من الصّحابة ممن روى عنهم عطاءٌ وقال:"حديثه عنهم مرسلٌ".
• * *