الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحجة أن الجهر في صلاة النهار لم يثبت، في حين روى أبو داود (1188) من وجه آخر عن الأوزاعي ونص فيه بالجهر، رواه عن العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي، أخبرني الزهري، أخبرني عروة، عن عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قراءة طويلة يجهر بها، يعني في صلاة الكسوف، ومن هذا الطريق رواه الحاكم (1/ 334) وعنه البيهقي (3/ 336)، قال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين".
قلت: وإلى هذا ذهب الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وجماعة من أصحاب الحديث فقالوا بالجهر في صلاة الكسوف.
وأما ما رواه الدارقطني (1/ 64)، والبيهقي (3/ 336) من طريق سعيد بن حفص خال النُفيلي، حدثنا موسي بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات يقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت أو الروم، وفي الثانية بـ {يس} واللفظ للدارقطني، ولفظ البيهقي: قرأ في الأولى بالعنكبوت، وفي الثانية بلقمان أو الروم. فهو ضعيف.
قال ابن القطان: سعيد بن حفص خال الثقيلي لا أعرف حاله.
• عن محمود بن لبيد قال: كسفت الشمسُ يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: كسفتِ الشمسُ لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، ألا وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتُموهما كذلك فافزَعوا إلى المساجد" ثم قام فقرأ فيما ترى بعض {الر كِتَابٌ} [سورة إبراهيم] ثم ركع، ثم اعتدل، ثم سجد سجدتين، ثم قام ففعل مثل ما فعل في الأولى.
حسن: رواه الإمام أحمد (23629) عن يحيى بن آدم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغَسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لَبِيد فذكره.
ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 207) غير أن عبد الرحمن بن سليمان بن الغَسِيل فإنه حسن الحديث.
8 - باب من قال لا يجهر في صلاة الكسوف
• عن عبد الله بن عباس قال: انخسفتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلّي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام طويلًا نحوًا من قراءة سورة البقرة في حديث طويل.
متفق عليه: رواه مالك في الكسوف (2) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس فذكره في حديث طويل، انظر الحديث الكامل في باب: أربع ركعات في ركعتين.
ورواه البخاري (1052)، ومسلم (907) كلاهما من طريق مالك.
قال الشافعي: في هذا دليل على أنه لم يسمع ما قرأ، لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره، ذكره البيهقي في "الكبري"(3/ 335).
قلت: وقد جاء التصريح من ابن عباس بأنه لم يسمع له صوتًا وهو ما رواه الإمام أحمد (2673)، وأبو يعلى (2745) عن حسن -يعني ابن موسي-، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الكسوف، فلم أسمع منه فيها حرفًا من القرآن. وابن لهيعة فيه كلام معروف.
ولكن رواه عنه عبد الله بن المبارك بهذا الإسناد، رواه الإمام أحمد (2674) عن علي بن إسحاق، عنه به ولفظه: "صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخسوف، فلم أسمع منه فيها حرفًا واحًدا. وهذا إسناد حسن، لأن عبد الله بن المبارك سمع من ابن لهيعة قبل الاختلاط.
• عن عائشة قالت: كسفتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فحزرتُ قراءته، فرأيتُ أنه قرأ بسورة البقرة، وساق الحديث، ثم سجد سجدتين، ثم قام فأطال القراءة، فحزرتُ قراءتَه فرأيتُ أنه قرأ بسورة آل عمران.
حسن: رواه أبو داود (1187) عن عبيد الله بن سعد، حدثنا عمي، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني هشام بن عروة وعبد الله بن أبي سلمة، عن سليمان بن يسار، كلهم قد حدثني عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن لأجل محمد بن إسحاق فإنه مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث.
وعبيد الله بن سعد هو: ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وعمه: يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وعبد الله بن أبي سلمة هو: الماجشون.
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 333) وقال: "صحيح على شرط مسلم".
وفي الباب عن سمرة بن جندب في حديث طويل قال: "فاستقدم فصلَّى، فقام بنا أطول ما قام بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتًا".
رواه أبو داود (1184)، والترمذي (562)، والنسائي (1184)، وابن ماجة (1264) وصحَّحه ابن خزيمة (1397)، والحاكم (1/ 329 - 331) كلّهم من طريق الأسود بن قيس، قال: حدثني ثعلبة بن عباد العبدي، من أهل البصرة أنه شهد خطبة يومًا لسمرة بن جندب قال: فقال سمرة بن جندب فذكره.
قال الترمذي: "حسن صحيح، وذهب بعض أهل العلم إلى هذا، وهو قول الشافعي" انتهى.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
والصّواب أنه ليس على شرط أحدهما فإن ثعلبة بن عباد من رجال السنن فقط، وإنما أخرج له