الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"المجمع"(2/ 28) وعزاه للبزار وحده وقال: رجاله ثقات.
وفي الباب عن أسامة بن زيد قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَدْخِلْ عليَّ أصحابي" فدخلوا عليه فكشف القِناعَ ثم قال: "لعن الله اليهود والنصاري، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
رواه الإمام أحمد (21774)، والبزار (2609)، والطبراني في "الكبير"(1/ 127، 131)، كلهم من طرق عن قيس بن الربيع، حدثنا جامع بن شدَّاد، عن كلثوم الخزاعي، عن أسامة بن زيد فذكر مثله.
وفيه قيس بن الربيع الأسدي ضعيف، ضعَّفه ابن معين وعلي بن المديني وابن سعد والدارقطني وغيرهم، وقال أبو داود:"ليس بشيء"، وقال النسائي:"ليس بثقة"، وقال العجلي:"الناس يضعفونه".
وأما ابن عدي فكان حسن الرأي فيه فقال: عامة رواياته مستقيمة، وقال ابن حبان: لما كبر ساء حفظه، وامتحن بابن سوء فكان يُدخِل عليه الحديث فيجيب فيه ثقةً منه بابنه فوقع المناكير في أخباره من ناحية ابنه. فلما غلب المناكير على صحيح حديثه، ولم يتميز استحق مجانبته عند الاحتجاج "المجروحين"(2/ 222) ولم يذكره في الثقات.
وأما الهيثمي فقال في "المجمع"(2/ 30)"رجاله موثقون"، كذا قال مع أن ابن حبان لم يذكره في الثقات.
وفي الباب أيضًا عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهودَ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ".
رواه أحمد (21604، 21605)، والطبراني في "الكبير"(4907) وعبد بن حميد (244) كلهم من طريق عقبة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن زيد بن ثابت فذكره.
وعقبة بن عبد الرحمن هو: ابن أبي مَعْمر الحجازي قال فيه الحافظ: "مجهول".
وأما الهيثمي فعلى قاعدة توثيق المجاهيل اعتمادًا على ما ذكره ابن حبان في الثقات فقال: "رجاله مُوَثَّقون" لأنه ذكره ابن حبان في الثقات (7/
244).
26 -
باب نومُ الرجالِ في المسجد لمن اضطر إلى ذلك
• عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليًّا في البيت فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيءٌ فغاضبني فخرج، فلم يَقِلْ عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان:"انظر أين هو؟ " فجاء فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداءَه عن شِقِّه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: "قم أبا تراب، قم أبا تُراب".
متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (441)، ومسلم في فضائل الصحابة (2409) كلاهما عن
قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد فذكره.
واللفظ للبخاري، وفي حديث مسلم قصة وهي: استُعْمِل على المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشْتِم عليًّا قال: فأبي سهل، فقال له: أما إذا أبيت فقل له: لعن الله أبا التراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها، فقال له: أخبرنا عن قصته لِم سُمِّي أبا تراب، فذكر مثل ما مضى.
وقد أشار البخاري إلى هذه القصة باختصار (3703).
• عن عبد الله بن عمر أنه كان ينام -وهو شاب أعزب لا أهل له- في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (440) ومسلم في الفضائل (2479) كلاهما عن طريق عبيد الله بن عمر قال: حدثني نافع، قال: أخبرني عبد الله بن عمر، فذكره، واللفظ للبخاري.
• عن أسماء بنت زيد أن أبا ذر كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فرغ من خدمته آوي إلى المسجد، وكان هو بيته يضطجع فيه. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فوجد أبا ذر منجدلًا في المسجد فَنَكَتَهُ رسول الله برجله حتى استوى جالسًا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أراك نائمًا"؟ قال أبو ذر يا رسول الله! فأين أنام وهل لي بيت غيره؟ فذكر الحديث بطوله.
حسن: رواه الإمام أحمد (27588)، والطبراني في الكبير (1623) كلاهما من طريق عبد الحميد بن بهرام، قال: حدثنا شهْر بن حوشب قال: حدثتني أسماء بنت يزيد فذكرته بطوله. وهو مذكور بكامله في موضعه.
وإسناده حسن لأجل الخلاف في شهر بن حوشب فقد ضعفه البعض، ووثقه البعض غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت ما ينكر عليه، انظر كلام أهل العلم فيه في كتاب الطهارة: الأذنان من الرأس.
ورواه الطبراني في "الأوسط"(7946) من وجه آخر عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن أبي ذر أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فرغ من خدمته أتي المسجد فاضطجع فيه، -وعبد الرحمن بن غَنْم- بفتح الغين وسكون النون -من نقات التابعين، وقيل: كان له صحبة.
وفيه إسماعيل بن عياش صدوق إذا روى عن أهل بلده الشاميين، ومخلط إذا روى عن غير أهل بلده. وعبد الله بن عبد الرحمن أبو حسين النوفلي مكي.
ورواه الدارمي (1405) من وجه آخر من طريق أبي حرب بن أبي الأسود الدِّئلي، عن عمِّه، عن أبي ذرٍّ قال: أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في المسجد، فضربني برجله قال:"ألا أرَاك نائما فيه"