الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه العقيليّ في "الضعفاء"(2/ 37) عن يحيى بن عثمان بن صالح، قال: حدّثنا داود بن عثمان الثغري، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعيّ، عن أبي معاذ، عن أبي هريرة، فذكره.
قال العقليّ: "داود بن عثمان الثّغري كان يُحدِّث بمصر عن الأوزاعيّ وغيره بالبواطيل منها حديث يحيى بن عثمان" فذكره.
وقال: "هذا يُروى عن الحسن وغيره من قولهم، وليس له أصل مسند".
وأخرجه ابن الجوزيّ في "الموضوعات"(2/ 407) من طريق العقيليّ، وأقرّه على قوله السّابق، وذكر له شاهدًا من حديث سهل بن سعد مرفوعًا:"جاء جبريل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! أحببْ من شئتَ فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزي به، وعشّ ما شئت فإنّك ميّت، واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه باللّيل، وعِزّه استغناؤه عن النّاس". وقال: "هذا لا يصح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإنّ في طريقه محمد بن حميد قد كذّبه أبو زرعة وابنُ وارة، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثّقات بالمقلوبات. وفيه شيخه زافر بن سليمان، قال ابن عدي: لا يتابع على عامة ما يرويه". انتهى.
7 - باب ذم ترك قيام اللّيل
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله! لا تكن مثلَ فلانٍ كان يقومُ من اللّيل فترك قيام اللّيل".
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (1152) من طريق مبشر، وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.
ثم قال البخاري: وقال هشام: حدثنا ابن أبي العشرين - قال: حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، قال: حدثني أبو سلمة مثله. وتابعه عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي". انتهى.
قال الحافظ في الفتح: "هشام هو ابن عمار، وابن أبي العشرين - بلفظ العدد - هو عبد الحميد بن حبيب كاتب الأوزاعي، وأراد المصنف (البخاري) بإيراد هذا التعليق التنبيه على أن زيادة عمر ابن الحكم - أي ابن ثوبان - بين يحيى وأبي سلمة من المزيد في متصل الأسانيد، لأن يحيى قد صرَّح بسماعه من أبي سلمة، ولو كان بينهما واسطة لم يصرح بالتحديث، ورواية هشام المذكورة وصلها الإسماعيلي وغيره".
"وقوله: تابعه عمرو بن أبي سلمة - أي تابع ابن أبي العشرين على زيادة عمر بن الحكم. ورواية عمر المذكورة وصلها مسلم في الصيام (1159/ 185) عن أحمد بن يُونس عنه. وظاهر صنيع البخاري ترجيح رواية يحيى عن أبي سلمة بغير واسطة. وظاهر صنيع مسلم يخالفه لأنه
اقتصر على الرواية الزائدة، والراجح عند أبي حاتم والدارقطني وغيرهما صنيع البخاري، انتهى كلام الحافظ.
وصنيع مسلم لا يُعلّ بصنيع البخاري، لأن الظاهر أن يحيى بن أبي كثير سمع أولًا من عمر بن الحكم، عن أبي سلمة فوقع هذا لمسلم فروي من طريقه، ثم تسير له السماع من أبي سلمة مباشرةً فروي عنه، وهذا الذي وقع للبخاري فروي من طريقه، وعلى الطريق المزيد فترجح ما عند البخاري عما عند مسلمٍ لعلو إسناده.
• عن عبد الله بن مسعود قال: ذُكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقيل: ما زال نائمًا حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة. فقال: ذاك رجل بال الشيطانُ في أُذُنِه - أو قال: في أذُنَيه".
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (1144)، ومسلم في صلاة المسافرين (774) كلاهما من طريق منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
وقوله: "ما قام إلى الصلاة" يراد به صلاة الليل، وقد يراد به فريضة الصبح أيضًا.
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَعقِد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاثَ عُقدٍ. يضربُ مكانَ كلِّ عُقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عقدة، فإن توضأ انحلَّت عُقدةٌ، فإن صلَّى انحلَّتْ عُقَدُهُ. فأصبح نشيطًا طيِّب النفس، وإلا أصبح خبيث النفسِ كسْلان".
متفق عليه: رواه مالك في قصر الصلاة (95) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر الحديث. ورواه البخاري في التهجد (1142) من طريق مالك به مثله.
ورواه مسلم في صلاة المسافرين (776) من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد به وفيه:"وإذا توضأ انحلَّت عُقْدتان. فإذا صَلَّى انحلَّتِ العُقَدُ".
• عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ذَكَرٍ ولا أُنثى إلا وعلى رأسه جرير معقودٌ ثلاثَ عُقَدٍ حين يرقُد، فإن استيقظَ فذكر اللهَ انحلتْ عقدةٌ، فإذا قام فتوضأَ انحلتْ عقدةٌ، فإذا قام إلى الصلاة انْحَلَّتْ عُقَدُه كلُّها".
صحيح: رواه الإمام أحمد (14387) عن أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه ابن خزيمة (1133) وعنه ابن حبان (2554) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش وفيه:"على رأسه جرير معقود حين يرقُد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإذا قام فتوضأ وصلَّى انحلت العُقد".
ورواه ابن خزيمة من طريق شيان، عن الأعمش، وزاد فيه: وأصبح خفيفًا".
ورواه أبو يعلى (2298) من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش وزاد فيه:
"وأصبح نشطًا قد أصاب خيرًا، وإن هو نام لا يذكر الله أصبح عليه عقده ثقيلا".
ورواه ابن حبان (2556) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش وزاد فيه:
"وإن أصبح ولم يذكر الله أصبح وعُقَدُه عليه، وأصبح ثقيلًا كسلانًا لم يُصب خيرًا".
وللحديث طرق أخرى عن الأعمش والتي ذكرتها هي أصحها.
قال ابن خزيمة: "الجرير - الحبل".
• عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عُقَدٌ فيتوضأ، فإذا وضَّأ يديه انحلَّتْ عُقدة، وإذا وضَّأ وجْهَه انحلَّتْ عقدةٌ، وإذا مسح برأسه انحلَّتْ عقدةٌ، وإذا وضَّأ رجليه انحلت عقدةٌ. فيقول الله للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسَه يسألني، ما سألني عبدي فهو له".
صحيح: رواه الإمام أحمد (17790) عن هارون، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا عُشَّانة حدَّثه، أنه سمع عقبة بن عامر فذكر الحديث وصحّحه ابن حبان (2555) ورواه عن طريق ابن وهب به مثله.
وسبق تخريجه في كتاب الوضوء، باب ما جاء في ثواب الطهور.
• عن السائب بن يزيد أن شُريحًا الحضرمي ذُكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لا يتوسد القرآن".
صحيح: رواه النسائي (1873) عن سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، قال: أنبأنا يونس، عن الزهري، قال: أخبرني السائب بن يزيد، فذكره.
رواه أيضًا أحمد (15724)، والطبراني في الكبير (7/ 176) كلاهما من طريق عبد الله، وهو ابن المبارك به ولفظ أحمد:"ذاك رجل لا يتوسّد القرآن". وإسناده صحيح.
والذي قيل إنه: "مخرمة بن شريح" فهو وهم كما قال الحافظ في الإصابة (2/ 147)؛ لأنه رواه الطبراني من طريق النعمان بن راشد، يحدث عن الزهري، والنعمان بن راشد سيء الحفظ، وله أسانيد أخرى إلا أنها كلها معلولة والصواب أنه: شريح الحضرمي، وشُريح الحضرمي هذا كان من أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب ثم ذكر الحديث.
وقوله: "لا يتوسَّد القرآنَ" بنصب القرآن على المفعولية، معناه أنه لا يجعل القرآن تحت رأسه فينام عليه، بل يقوم قيام الليل بما معه من القرآن، فيداوم على قراءته.