الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب، ولكن وثقه ابن معين. وقال النسائي: لا بأس به.
وروي عن ابن إسحاق، أنَّه قال: وكانت أوَّل خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن -ونعوذ بالله أن نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل -أنَّه قام فيهم خطيبًا، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثمَّ قال:"أمَّا بعد، أيها الناس! فقدِّموا لأنفسكم تعلمُنَّ والله ليصعقنَّ أحدكم، ثمَّ ليدعنَّ غنمَه ليس لها راع، ثمَّ ليقولنَّ له ربُّه وليس له ترجمان، ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي، فبلَّغك، وآتيتك مالًا، وأفضلتُ عليك؟ فما قدَّمت لنفسك؟ فلينظرنَّ يمينًا وشمالًا فلا يرى شيئًا، ثمَّ لينظرنَّ قُدَّامه فلا يرى غير جهنَّم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشقِّ تمرةٍ فليفعلْ، ومن لم يجد، فبكلمة طيِّبة، فإنَّ بها تُجزى الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وابن إسحاق رأى أبا سلمة بن عبد الرحمن، ولم يرو عنه؛ ولذا رواه بلاغًا، وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث ذكره ابن هشام في "السيرة النبوية"(1/ 500، 501). ثمَّ قال ابن إسحاق: ثمَّ خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، فقال:"إنَّ الحمد لله، أحمده، وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، إنَّ أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زيَّنه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، فاختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنَّه أحسن الحديث، وأبلغه، أحبُّوا ما أحبَّ الله، أحبُّوا الله من كل قلوبكم، ولا تملُّوا كلام الله وذكره، ولا تقس عنه قلوبكم، فإنَّه من كلِّ ما يخلق الله يختار ويصطفي، قد سمَّاه الله خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، واتَّقوه حقَّ تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن يُنكث عهده، والسلام عليكم".
وفي الباب ما روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب يوم الجمعة قائما، ثم يقعد، ثم يقوم فيخطب.
رواه أحمد (2322) والبزار "كشف الأستار"(640) وأبو يعلى (2620) والطبراني في الكبير (12090) كلهم من طريق الحجاج، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره.
والحجاج هو: ابن أرطاة مدلس، كان يدلس عن الضعفاء.
2 - باب اتخاذ المنابر في المساجد للخطب
• عن أبي حازم بن دينار، أنَّ رجالًا أتوا سهل بنَ سعدٍ الساعدي وقد امتروا في المنبر مِمَّ عوده؟ فسألوه عن ذلك؟ فقال: والله! إنِّي لأعرف مما هو، ولقد رأيته
أول يوم وُضِع، وأوَّل يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة -امرأة قد سمَّاها سهلٌ-:"مُري غلامكِ النجَّار أن يعملَ لي أعوادًا أجلس عليهنَّ إذا كلَّمتُ الناسَ". فأمرته فعمِلها من طَرْفاء الغابة، ثمَّ جاء بها، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرَّ بها، فوُضِعت ها هنا، ثمَّ رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى عليها، وكبَّر وهو عليها، ثمَّ ركع وهو عليها، ثمَّ نزل القهقرى فسجد في أصل المنبر، ثمَّ عاد. فلمَّا فرغَ أقبلَ على الناس فقال:"أيُّها الناس! إنَّما صنعتُ هذا لتأتمُّوا ولتعلموا صلاتي".
متَّفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (917) ومسلم في المساجد (544) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، قال: حدَّثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبدٍ القاريُّ القرشيُّ الاسكندراني، قال: حدَّثنا أبو حازم بن دينار، فذكر مثلَه. واللفظ للبخاري، وفي رواية:"فعمل هذه الثلاث درجات".
وقوله: "امتروا": من المماراة، وهي المجادلة، ويؤيِّده ما جاء في رواية مسلم:"أن تماروا"، ومعناه تجادلوا.
وقوله: "طَرْفاء الغابة" الطرفاء: شجرٌ، وهي أربعة أصنافٍ، منها الأَثَل، الواحدة: طرفاءة. والغابة: غيضة ذات شجرٍ كثيرٍ في جهة الشام من المدينة.
وفي الحديث جوازٌ للإمام أن يكون في مكانٍ مرتفعٍ إن كان غرضه تعليم الناسِ. وإلَّا فيُكرهُ ذلك.
• عن سهل بن سعد الساعدي، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبةٍ ذات فُرضَتين، قال: أُراها من دَومٍ، وكانت في مُصلَّاه، فكان يتَّكئ إليها، فقال له أصحابه: يا رسول الله! إنَّ الناسَ قد كثروا، فلو اتَّخذتَ شيئًا تقوم عليه إذا خطبتَ، يراك الناسُ؟ فقال: ما شئتم، قال سهلٌ: ولم يكن بالمدينة إلَّا نجَّارٌ واحدٌ، فذهبتُ أنا وذاك النجار إلى الخافقين، فقطعنا هذا المنبر من أثلةٍ، قال: فقام عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فحنَّت الخشبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا تَعجبون لحنين هذه الخشبة! ؟ " فأقبل الناسُ، وفرِقوا من حنينها حتَّى كثُر بكاؤهم، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتَّى أتاها فوضع يده عليها فسكنت، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فدُفِنت تحت مِنبره، أو جُعِلت في السقف.
حسن: رواه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 250)، والبيهقي في "الدلائل"(2/ 559) عن أبي بكر ابن أبي أُويس، حدَّثني سليمان بن بِلالٍ، عن سعد بن سعيد بن قيسٍ، عن عبَّاس بن سهل بن سعد، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسنٌ؛ من أجل سعد بن سعيد بن قيس، فإنَّه صدوق سيِّء الحفظ، لكن تابعه عُمارة ابن غزية، عن عبَّاس بن سهل، أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4196) من طريق ابن لهيعة،
حدَّثني عُمارة بن غَزيَّة به ولكن قوله: "فدُفِنت تحت مِنبره، أو جُعِلت في السقف" فيه نكارة؛ والصحيح ما سيأتي في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
قوله: "فذهبت أنا وذلك النجار إلى الخافقين". الخافقان: أُفقا المشرق والمغرب؛ لأنَّ الليل والنهار يخفقان فيهما.
وقوله: "فقطعنا هذا المنبر من أَثَلَةٍ". الأَثَلَة: واحدة الأَثلِ، وهو شجرٌ من الطَّرفاء، والجمعُ: أَثلاتٌ.
• عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرةٍ أو نخلةٍ، فقالت امرأةٌ من الأنصار أو رجلٌ: يا رسولَ الله! ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: "إن شئتم". فجعلوا له منبرًا، فلمَّا كان يوم الجمعةِ دُفِع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياحَ الصبي، ثمَّ نزلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه، يئنُّ أنينَ الصبيِّ الذي يُسكَّن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
صحيحٌ: رواه البخاري في المناقب (3584) عن أبي نعيم، ثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: سمعتُ جابر بن عبد الله، فذكره.
• عن جابر بن عبد الله، قال: كان جِذعٌ يقوم إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا وُضِع له المنبرُ سمِعنا للجِذع مثلَ أصواتِ العِشار، حتَّى نزلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فوضعَ يدَه عليه.
صحيح: رواه البخاري في الجمعة (918) عن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني يحيى بن سعيد، قال: أخبرني ابن أنس، أنَّه سمع جابرًا، فذكره.
وخرَّج الحديثَ في المناقب (3585) من طريق سليمان بن بلالٍ، عن يحيى بن سعيد به.
ولفظه: "كان المسجد مسقوفًا على جذوعٍ من نخلٍ، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خطبَ يقومُ إلى جذعٍ منها، فلمَّا صُنِعَ له المنبر، فكان عليه، فسمعنًا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار، حتَّى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها، فسكَنَت".
قوله: "مثل أصوات العشار": العِشار: بالكسرِ، جمع عُشَراء، كفقهاء، وهي الناقة التي أتي عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهرٍ.
• عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى أصل شجرةٍ، أو قال: إلى جذع، ثمَّ اتَّخذ منبرًا، قال: فحنَّ الجذع، قال جابر: حتَّى سمِعه أهل المسجد، حتَّى أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه فسكن، فقال بعضهم: لو لم يأته لحنَّ إلى يوم القيامة.
حسنٌ: رواه ابن ماجه (1417): عن أبي بشرٍ -بكر بن خلف- ثنا ابن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أبي نَضرةَ، عن جابرٍ، فذكره.
ورواه النسائي (1396) من حديث ابن جريج، أنَّ أبا الزبير أخبره، أنَّه سمع جابر بن عبد الله فذكره، وفيه:"فلمَّا وُضع المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية". وإسناده حسنٌ، شيخ ابن ماجه صدوق.
قال البوصيري: "إسناده صحيح، رجاله ثقات".
• عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذعٍ، فلمَّا اتَّخذَ المِنبرَ، تحوَّل إليه، فحنَّ الجذعُ، فأتاه فمسح يده عليه.
صحيح: رواه البخاري في المناقب (3583) عن محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن كثيرٍ أبو غسَّان، ثنا أبو حفصٍ، واسمه: عمر بن العلاء، أخو أبو عمرو بن العلاء، قال: سمعت نافعًا، عن ابن عمر فذكره.
• عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا بدَّن قال له تميمٌ الداري: ألا أتَّخذ لك منبرًا يا رسولَ الله! يجمعُ أو يحمِلُ عِظامَك؟ قال: "بلي". فاتَّخذَ له منبرًا مِرقاتين.
حسنٌ: رواه أبو داود (1081) ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن ابن أبي روَّادٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده حسن، من أجل ابن أبي روَّاد، وهو عبد العزيز، فإنَّه صدوق.
ورواه البيهقي (3/ 195) من طريق شعيب بن عمرو الضُّبَعي، ثنا أبو عاصم به. وزاد فيه: "مرقاتين أو ثلاثة، فجلس عليها، قال: فصعد النبي صلى الله عليه وسلم فحنَّ جِذعٌ كان في المسجد، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطبَ يستند إليه، فنزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاحتضنَه، فقال له شيئًا لا أدري ما هو، ثمَّ صعِد المنبر، وكانت أساطين المسجد جذوعًا، وسقائفه جريدًا.
• عن أُبي بن كعبٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد
عريشًا، وكان يخطب إلى ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه: هل لك أن نجعل
لك شيئًا تقوم عليه يوم الجمعة حتَّى يراك الناس وتُسمعهم خطبتك؟ قال: "نعم".
فصنع له ثلاث درجاتٍ، فهي التي أعلى المنبر، فلمَّا وُضع المنبر، وضعوه في موضعه الذي هو فيه، فلمَّا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقومَ إلى المنبر، مرَّ إلى الجذع الذي كان يخطب إليه، فلمَّا جاوز الجذعَ خار حتَّى تصدَّع وانشقَّ، فنزلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا سمع صوت الجِذْع، فمسحه بيده حتَّى سكنَ، ثمَّ رجع إلى المنبرِ، فكان إذا صلَّي صلَّي إليه، فلمَّا هُدِم المسجد وغُيِّر، أخذ ذلك الجذع أُبي بن كعبٍ، وكان عنده في بيته حتَّى بَلي، فأكلته الأَرَضة، وعاد رُفاتًا.
حسنٌ: رواه ابن ماجه (1414): ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي،
عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن الطفيل بن أُبي بن كعب، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسنٌ؛ من أجل عبد الله بن محمد بن عَقيل، فإنَّه مختلف فيه، غير أنَّه صدوقٌ، حسن الحديث. وقال البوصيري:"هذا إسنادٌ حسنٌ".
ورواه الدارمي (36): عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو به. ولفظه:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع ويخطب إليه إذ كان المسجد عريشًا، فقال له رجل من أصحابه: "ألا نجعل لك عريشًا تقوم عليه
…
" وذكر باقي الحديث.
وقوله: "كان المسجد عريشًا" العرش هنا السقف. والعريش: كلُّ ما يُستظلُّ به. وقوله: "ألا نجعلُ لك عريشًا": المراد بالعريش ههنا: ما يجلس عليه كالسرير، والعرش: سرير الملك.
• عن أنسٍ وابن عباسٍ: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذعٍ، فلمَّا اتَّخذ المنبر، ذهب إليه، فحنَّ الجِذع، فأتاه فاحتضنه، فسكنَ، فقال:"لو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة".
صحيح: رواه ابن ماجه (1415) ثنا أبو بكر بن خلادٍ الباهلي، ثنا بهز بن أسد، ثنا حمَّاد بن سلمة، عن عمَّار بن أبي عمَّار، عن ابن عبَّاس. وعن ثابت، عن أنسٍ، فذكر الحديثَ.
وإسناده صحيح. وإن كان قد اختلف في عمار بن أبي عمار، إلَّا أنَّ جمهور أهل العلم وثّقوه. قال البوصيري:"إسناده صحيح، رجاله ثقات".
• عن أنس بن مالكٍ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب إلى لِزق جِذعٍ، واتَّخذوا له منبرًا، فخطب عليه، فحنَّ الجِذع حنينَ الناقة، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فمسَّه فسكنَ.
حسنٌ: رواه الترمذي (3627): عن محمود بن غيلان، ثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالكٍ، فذكره.
وإسناده حسنٌ، من أجل عكرمة بن عمَّار، فإنَّه صدوق يَغلَط. وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح". وفي نسخة أخرى: "حسن صحيح غريبٌ من هذا الوجه".
هكذا رواه الترمذي مُختصرًا، وصحَّحه ابن خزيمة (1777) فرواه من طريق محمد بن بشَّار، ثنا عمر بن يونس به. وفيه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة فيُسنِد ظهره إلى جِذعٍ منصوبٍ في المسجدِ فيخطبُ، فجاء روميٌّ فقال: ألا نصنعُ لك شيئًا تقعد وكأنَّك قائمٌ؟ فصنع له منبرًا له درجتان، ويقعد على الثالثة، فلمَّا قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على المنبر خار الجِذع خُوار الثورِ، حتَّى ارتجَّ المسجدُ بخُواره حُزنًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فالتزمهُ وهو يخور، فلمَّا التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت، ثمَّ قال:"والذي نفسي بيده! لو لم ألتزمه ما زال هكذا حتَّى تقوم الساعة حزنًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم". فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدُفِن، يعني الجِذْعُ.
وصحَّحه أيضًا ابن حبَّان (6507) فرواه من طريق مبارك بن فَضالة، ثنا الحسن، عن أنس بن