الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة. سألتُه أن لا يبتلي أمتي بالسنين، ففعل، وسألتُه أن لا يُظهر عليهم عدوَّهم، ففعل، وسألته أن لا يلبِسَهم شيعًا فأبى عليَّ".
حسن: رواه الإمام أحمد (12486)، والنسائي في "السنن الكبرى"(489) كلاهما من طريق عمرو ابن الحارث، عن بكير بن الأشج، أن الضحاك بن عبد الله القرشي حدَّثه، عن أنس بن مالك فذكره. وصححه ابن خزيمة (1228)، والحاكم (1/ 314).
ولكن قال البخاري في "تاريخه"(4/ 334): "الضحاك بن عبد الله القرشي، عن أنس، روي عنه بكير بن الأشج، إن لم يكن ابن خالد فلا أعرفه".
قلت: الظاهر هو: الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد الأسدي الحزامي من رجال مسلم والسنن وهذا الذي ترجمه المزي في تهذيب الكمال، والحافظ في فروعه وقال فيه:"صدوق يهم" وقال فيه أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به".
وأما الضحاك بن عبد الله بن خالد فلا يوجد في كتب الحديث، والغالب أن الرواة حذفوا اسم أبيه، ونسبوه إلى جده فوقع الالتباس في اسمه، وهو أمر شائع في كتب الرجال.
فالخلاصة: أنه رجل واحد لا اثنان، ولذا نفي البخاري معرفته للثاني.
4 - باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
• عن مورق قال: قلت لابن عمر أتصلِّي الضُّحي؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بكر؟ قال: لا، قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إخاله.
صحيح: رواه البخاري في التهجد (1175) عن مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن توبة، عن مورُّق به مثله.
• عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، أن أباه رأى أناسًا يصلون صلاة الضُّحى فقال: أما إنَّهم يصلون صلاة ما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عامَّة أصحابه.
حسن: رواه الدارمي (1463)، والنسائي في الكبري (480) كلاهما من حديث معاذ بن معاذ، قال: حدثني شعية، عن فُضيل بن فضالة، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة فذكره.
وفُضيل بن فَضالة هو: القيسي البصري. قال علي بن المدني: لا نعرف أحدًا روي عن هذا الشيخ غير شعبة، ووثقه ابن معين وابن شاهين وغيرهما. وهو حسن الحديث.
5 - باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
• عن زيد بن أرقم أنَّه رأى قومًا يصلون من الضُّحي فقال: أما لقد علموا أنَّ الصلاة في غير هذه الساعة أفضلُ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الأوَّابين حين
تَوْمَضُ الفصال".
وفي رواية: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء، وهم يُصلُّون. فقال:"صلاة الأوابين إذا رَمِضَت الفصالُ".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (748) الرواية الأولى من طريق إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم فذكره، والرواية الثانية من طريق يحيى بن سعيد، عن هشام بن أبي عبد الله قال: حدثنا القاسم به فذكره. والقاسم هو: ابن عوف الشيباني، قال فيه أبو حاتم:"مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق". ورآه شعبة وتركه ولم يَروِ عنه.
قلت: إلَاّ أنَّ مسلمّا انتقي من حديثه ما أصاب فيه.
وقد رواه أيوب السختياني عنه، عن ابن أبي أوفى مثله. أخرجه عبد بن حميد (527) عن أبي نعيم، ثنا ابن عيينة، عن أيوب به مثله. فلا أدري هل هذا من اضطرابه؟ أم له فيه شيخان.
قوله: الأوَّاب - وهو المطيع، وقيل: الراجع إلى الطاعة.
وقوله: تَرْمَضُ: كعَلِم يَعْلَم -والرمضاء الرمل الذي اشتدت حرارته.
والفِصال جمع فصيل. وهو من أولاد الإبل إذا فُصِل عن أمِّه، واستغني عن الرضاع.
بالشمس، أي: حين تحترق أخفاف الفصال، وهي الصغار من أولاد الإبل، جمع فصيل، وذلك من شدة حر الرمل.
واستدلوا به على أنَّ تأخير الضُّحى إلى اشتداد الحر أفضل.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحافظ على صلاة الضُّحى إلا أوَّاب" قال: "وهي صلاة الأوَّابين".
حسن: رواه ابن خزيمة (1224) عن محمد بن يحيى، نا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ببغداد، ثنا خالد بن عبد الله، وحدثني محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
ورواه أيضًا الحاكم في "المستدرك"(1/ 314) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة به مثله. وقال: "صحيح على شرط مسلم".
وهو وهم منه فإن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ليس من رجال الستة أصلاً، إنما هو من رجال التميز كما قال الحافظ في التقريب، وهي إشارة إلى أنه ذكر ليتميز عن غيره. غير أنه "صدوق".
قال الذهبي في "الكاشف" في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن خالد العبدري الرقي السكري قاضي دمشق، وهو من رجال ابن ماجه.
قال: ووهم ابن عساكر فذكر بدله: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي وذا قديم الموت. انتهى ولكن أعل ابن خزيمة الحديث بقوله: "لم يتابع هذا الشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا