الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسجد الذي يؤذَّنُ فيه". انتهى.
• عن أبي الدّرداء قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقامُ فيهم الصّلاةُ إِلَّا قد استحوذ عليهم الشّيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئبُ القاصيةَ".
حسن: رواه أبو داود (547)، والنسائي (848) كلاهما من طريق زائدة بن قدامة قال: حَدَّثَنَا السائب بن حبيش الكلاعيّ، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال لي أبو الدّرداء: أين مسكنك؟ قلت: في قرية دُوين حمص، فقال أبو الدّرداء: فذكر الحديث.
قال زائدة: قال السائب: يعني بالجماعة، الصّلاة في الجماعة، وأخرجه ابن خزيمة (1486)، والحاكم (1/ 246) كلاهما من طريق زائدة.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. وقال النوويّ في "الخلاصة"(2261): رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
قلت: رجاله ثقات غير السائب بن حبيش الكلاعي الحمصي فهو "حسن الحديث"، وثَّقه العجلي وابن حبان، وقال الدَّارقطنيّ: صالح الحديث.
وقد سبق التخريج بالتفصيل في باب تأكيد الأذان.
أخذ الإمام أحمد بهذه الأحاديث فقال بوجوب صلاة الجماعة إِلَّا أنه نص على أن الجماعة ليست شرطا لصحة الصّلاة، وذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي إلى فضيلة صلاة الجماعة على صلاة الفذ.
4 - باب ما جاء في حضور الجماعة على من سمع النداء
• عن أبي هريرة قال: أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودُني إلى المسجد. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيُصلِّي في بيته. فرخَّص له. فلمّا ولَّى دعاه فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ " فقال: نعم. قال: "فَأَجِبْ".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (653) من طريق مروان القراريّ، عن عبيد الله بن الأصمِّ، قال: حَدَّثَنَا يزيد بن الأصَمِّ، عن أبي هريرة فذكره.
وهذا الأعمى هو: ابن أم مكتوم كما جاء في الرواية الآتية.
• عن ابن أم مكتوم أنه سأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني. فهل لي رخصةٌ أن أصلِّيَ في بيتي؟ . قال:"هل تسمع النداء؟ " قال: نعم، قال:"لا أجد لك رخصة".
حسن: رواه أبو داود (552)، وابن ماجة (792) كلاهما من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي
رَزين، عن ابن أم مكتوم فذكره.
وإسناده حسن، وأبو رَزين هو: مسعود بن مالك الأسدي ثقة فاضل من رجال مسلم.
وعاصم بن بهدلة "صدوق له أوهام حجة في القراءة"، وحديثه في الصحيحين مقرون.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا ابن خزيمة (1480)، والحاكم (1/ 247) من طريق عاصم به.
ورواه أيضًا أبو داود (553)، والنسائي (852) من طريق سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن أم مكتوم قال: يا رسول الله! إن المدينة كثيرةُ الهوام والسِّباع، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"أتسمع حيَّ على الصّلاة، حيَّ على الفلاح؟ قال: نعم، قال: "فحيَّ هلا" ولم يرخص له.
قال أبو داود: وكذا رواه القاسم الجرميّ، عن سفيان. وليس في حديثه "حيَّ هلا". وإسناده صحيح.
وصحَّحه ابن خزيمة (1478) بعد أن رواه من طريق سفيان به مثله. ورواه أيضًا الحاكم (1/ 246 - 247) من طريق سفيان إِلَّا أنه أسقط "عبد الرحمن بن أبي ليلى" وقال: صحيح الإسناد إن كان ابن عابس سمع من ابن أم مكتوم.
قلت: لم أجد من نص على أن عبد الرحمن بن عابس سمع من ابن أم مكتوم.
ورواه أيضًا هو واللّفظ له، والإمام أحمد (15491) وابن خزيمة (1479) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن شداد، عن ابن أم مكتوم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقل الناس في صلاة العشاء فقال: "لقد هممتُ أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن هذه الصّلاة، فأحرق عليهم بيوتهم" فقام ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله! لقد علمت ما بي، وليس لي قائد، قال:"أتسمع الإقامة؟ " قال: نعم، قال:"فاحضرها"، قال: يا رسول الله! إن بيني وبينها نخلًا وشجرًا. وليس لي قائد. قال: "أتسمع الإقامة؟ قال: نعم، قال: "فاحضرها" ولم يرخص له.
قال الحاكم: إسناده صحيح.
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: "من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إِلَّا من عذر".
فالصحيح أنه ضعيف أو موقوف.
رواه أبو داود (551)، وابن ماجة (793)، وابن حبان (2064)، والحاكم (1/ 245)، والبيهقي (3/ 57) كلّهم من طريق عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وعن عدي بن ثابت طريقان:
الأوّلى: ما رواه أبو جناب، عن مغراء العبدي عنه. وأبو جناب هو يحيى بن أبي حية الكلبي ضعيف.
ومغراء العبدي تكلّم فيه الذّهبيّ وغيره.
والرّواية الثانية: ما رواه هشيم بن بشر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت بإسناده.
وأكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس.