الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه أيضًا بإسناده عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح فأوتر. قال: كذا وجدتُه في الفوائد الكبير.
ثم رواه عن أبي مجلز قال: أصبح ابن عمر، ولم يوتر، أو كان يُصبح ثم أوتر. وهذا أشبه. انتهى. يعني الموقوف أصح.
12 - باب أداء ركعتين بعد الوتر
• عن أبي سلمة قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان يُصلي ثلاث عشرة ركعة. يُصلي ثمان ركعات، ثم يُوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (738/ 126) عن محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة فذكره.
وأما ما روي عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين وهو جالس. فالصّواب فيه أنه من فعل أم سلمة نفسها، كما قال العقيلي في الضعفاء.
والحديث رواه الترمذي (471)، وابن ماجه (1195) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا ميمون بن موسى المرئي، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة فذكرته.
وميمون بن موسى تكلم فيه النسائي وأبو أحمد الحاكم، وقال الساجي: كان يدلس وقال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
ومشّاه أبو حاتم وأبو داود.
كما أن فيه الحسن وهو مدلس وقد عنعن، وأمه اسمها:"خيرة" وهي مولاة أم سلمة. ذكرها ابن حبان في الثقات ووثَّقها ابن حزم.
• عن أبي أمامة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتر بِتِسع حتَّى إذا بَدُن وكَثُر لحمُه أوتر بسبعٍ، وصلَّى ركعتين وهو جالس، يقرأ فيهما:{إِذَا زُلْزِلَتِ} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} .
حسن: رواه أحمد (22313)، والطبراني في الكبير (8/ 332)، والبيهقي (3/ 33)، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (55) كلهم من طريق عُمارة بن زاذان، ثنا أبو غالب، عن أبي أمامة فذكره.
ورواه الإمام أحمد (22246)، والطبراني، والبيهقي (8/ 332) كلهم من طريق عبد الصمد، يعني ابن عبد الوارث، ثنا أبي، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة فذكرهُ مختصرًا وهو قوله:"كان يُصلِّي ركعتين بعد الوتر، وهو جالس يقرأ فيهما .... ".
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 241): "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات".
قلت: وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي غالب غير أنه حسن الحديث.
وعمارة بن زاذان فيه كلام يسير إلا أنه توبع؛ ولذا قد يكون وهم في رواية هذا الحديث عن ثابت،
عن أنس، قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع ركعات، فلما أسنَّ وثقل أوتر بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهنّ بالرحمن والواقعة. قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار {إِذَا زُلْزِلَتِ} [الزلزلة: 1]، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] ونحوهما.
رواه ابن خزيمة (1079) من طريقين عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، به. فإنه لم يتابع على هذه الرواية.
ولذا قال البيهقي (3/ 33): "وخالف عمارة بن زاذان في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فيهما سائر الرواة" ونقل عن البخاري أنه قال: عمارة بن زاذان ربما يضطرب في حديثه.
وقد رُوي أيضًا عن أنس بن مالك، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس ويقرأ في الركعة الأولى بأمّ القرآن، و {إِذَا زُلْزِلَتِ} ، وفي الثانية:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} . رواه البيهقي (3/ 33) وغيره عن بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
وبقية بن الوليد مدلّس وقد عنعن، وعتبة بن أبي حكيم ضعيف. وأعلّه البيهقيّ بعتبة بن أبي حكيم، وأبي غالب الذي في حديث أبي أمامة.
• عن ثوبان قال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: "إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن استيقظ وإلّا كانتا له".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (2/ 87)، والبزار "كشف الأستار"(692) كلاهما من حديث عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن ثوبان فذكره.
وعزاه الهيثمي في "المجمع"(2/ 163) إلى البزار وحده، وهو تقصير منه، ثم عزاه مرَّةً أخرى (2/ 246) إلى الكبر والأوسط ولم يعز إلى البزار وفيه تقصير أيضًا، وقال في الموضعين:"فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، واختلف في الاحتجاج به"، وقال في الموضع الثاني:"وفيه كلام".
قلت: وهو كما قال، ولكنه توبع، فقد رواه الدارمي (1601)، وابن خزيمة (1106)، وابن حبان (2577) كلهم من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، عن شريح بن عيد، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، به مثله.
ولكن سقط في صحيح ابن حبان "عن أبيه" بين عبد الرحمن بن جبر وين ثوبان، وهو لابد منه كما في المصادر الأخرى.
وكذلك اختلف لفظ الدارمي من قوله: "هذا السفر" إلى "هذا السهر" وأَعتقد أنه أيضًا خطأ.
وبهذه المتابعة ارتفع الحديث إلى درجةِ الصحيح لغيره.
وفي الحديث دليل على أن أداء الركعتين بعد الوتر لا كراهية فيه.
قال ابن خُزيمة: "إن الصلاة بعد الوتر مباحة لجميع من يريد الصلاة بعده، وأن الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصليهما بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته؛ إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا