الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا فِي قُرَيْشٍ رَجُلٌ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ، قَالَتْ مَا لَنَا مِنْهُ شَيْءٌ؟ أَمَّا نَهَارُهُ فَصَائِمٌ وَأَمَّا لَيْلُهُ فَقَائِمٌ، قَالَ: فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"يَا عُثْمَانُ أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٍ قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: "أَمَّا أَنْتَ فَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، صَلِّ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ" قَالَ: فَأَتَتْهُمُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ، فَقُلْنَ لَهَا: مَهْ، قَالَتْ: أَصَابَنَا مَا أَصَابَ النَّاسَ.
رواه ابن حبان (316) عن أحمد بن عليّ بن المثنى، حَدَّثَنَا محمد بن الخطّاب البلدي الزاهد، حَدَّثَنَا أبو جابر محمد بن عبد الملك، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.
وفيه محمد بن الخطّاب البلدي الزاهد قال فيه أبو حاتم: "ليس بقوي"، "الجرح والتعديل"(8/ 5).
وقال الهيثميّ في "المجمع"(4/ 301، 302): رواه أبو يعلى والطَّبرانيّ بأسانيد، وبعض أسانيد الطبرانيّ رجالها ثقات".
وسيأتي في كتاب النكاح حديث أنس بن مالك المخرج في الصحيحين البخاريّ (5063)، ومسلم (1401) وفيه:"أنتم الذين قلتم كذا وكذا. أما والله! إني لأخشاكم الله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". واللّفظ للبخاريّ.
وله شاهد آخر عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عثمان بن مظعون فوقف على الباب فقال: "ما لك يا كحيلة متبذلةً؟ أليس عثمان شاهدًا" قالت: بلى، وما اضْطَجَعَ على فراشٍ منذ كذا وكذا، يصوم النهار فلا يُفطر، فقال:"مُرِيه أن يَأتيني"، فلمّا جاء، قالت له: فانطلق إليه، فوجده في المسجد، فجلس إليه فأعرض عنه، فبكى، ثمّ قال: قد علمت أنه قد بلغك عني أمر، قال:"أنت الذي تصُومُ النهار، وتقومُ الليل، لا يَقَعُ جَنْبُك على فِراش، قال عثمان: قد فعلت ذلك ألتمس الخبر، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "لِعَيْنِك حَظٌّ، ولِجِسدِكَ حَظٌّ، ولزوجِكَ حَظٌّ، فصُم وأفطر، ونَمْ وقُم، وأْتِ زوجكَ، فإني أنا أصوم وأفطرُ، وأنام وأصلي، وآتِي النساء، فمن أخذ بسُنَّتِي فقد اهْتَدى، وَمَنْ تَرَكَهَا ضَلَّ، وإنَّ لِكُلِّ عَمل شِرَّةً، ولكل شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فإذا كانتِ الفَتْرَةُ إلى الغَفْلَة، فهِيَ الهَلَكَةُ، وإذا كانتِ الفَتْرَةُ إلى الفَريضة، فلا يَضُر صِاحبَها شيئًا، فخُذْ منَ العَمَل ما تُطِيقُ، فإني إنَّما بُعِثْتُ بالحنيفيَّة السَّمْحَة، فلا تُثْقِل عليكَ عبادَة رَبِّكَ لا تدري ما طُولُ عُمْرِك؟ ".
قال الهيثميّ في "المجمع"(3569): "رواه الطبرانيّ في الكبير، وفيه عليّ بن زيد وهو ضعيف.
39 - باب ما جاء أن الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [سورة العنكبوت: 45].
• وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إن فُلانًا يُصَلِّي بالليل، فإذا أصبح سرق، قال: إنه سينهاه ما تقول".
صحيح: رواه الإمام أحمد (9778) حَدَّثَنَا وكيع، حَدَّثَنَا الأعمش، قال: أُرَي أبا صالح، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده صحيح، والشك من الأعمش في صحابي الحديث، هل هو أبو هريرة أم جابر كما في حديث البزّار، وهذا الشك لا يضر في صحة الحديث. وحديث أبي هريرة رواه البزّار "كشف الأستار"(720) من طريق محاضر بن المورع، وابن حبان (2560) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش به بدون شك.
قال الهيثميّ في "المجمع"(2/ 258): "رواه أحمد والبزّار ورجاله رجال الصَّحيح" قلت: وهو كما قال إِلَّا أن محاضر بن المورع وإن كان من رجال مسلم ولكنه اختلف فيه، قال الإمام أحمد:"سمعت منه أحاديث لم يكن من أصحاب الحديث كان مُغَفَّلًا جدًّا" وقال أبو حاتم: "ليس بالمتين" وقال النسائيّ: "ليس به بأس".
• عن جابر قال: قال رجلٌ للنَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ فلانًا يصلي، فإذا أصبح سرق، قال: "سينهاه ما تقول".
حسن: رواه البزّار "كشف الأستار"(722) عن محمد بن موسى الحرشيّ، ثنا زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، فذكره.
ورواه أيضًا (721) عن يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: أُراه عن جابر، فذكره.
"قال البزّار: "وهذا اختلف فيه كما ترى".
قلت: لم يختلف في الإسناد الأوّل، وزياد بن عبد الله هو الطفل البكائيّ العامريّ من رجال الشّيخين، ولم يشك فيه الأعمش بأن هذا الحديث من مسند جابر، وكذلك رواه قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، بدون شك.
رواه ابن أبي الدُّنيا في "التهجّد"(382) عن عليّ بن الجعد، أخبرنا قيس بن الربيع، بإسناده.
ولكن قيس بن الرّبيع تغيّر لما كبر، وأدخل عليه ابنُه ما ليس من حديثه فحدَّث به، ولعل الاختلاف الذي وقع في شيخ الأعمش يعود إليه ولكن من حيث الجملة أنه تابع في جعل الحديث من مسند جابر بدون شك، ولا بعد أن يكون للأعمش فيه شيخان، كما لا يبعد أن يكون لأبي صالح فيه شيخان من الصّحابة، وهما أبو هريرة وجابر، والله تعالى أعلم.
قوله: "سينهاه ما تقول" قال ابن حبان: "إنَّ العرب تضيفُ الفعل إلى نفسه، كما تضيف إلى الفاعل، أراد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن الصّلاة إذا كانت على الحقيقة في الابتداء والانتهاء يكون المصلي مجانبًا للمحظورات معها، كقوله تعالى:{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} . انتهى.