الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب من أدعية الاستسقاء
• عن عائشة قالت: شكي الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قُحُوطَ المطرِ، فأمر بمنبر، فوُضعَ له في المصلى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبَّر، وحمد الله عز وجل، ثم قال:"إنكم شكوتم جَذْبَ دياركم، واستْخار المطر عن إبَّان زمانه عنكم، وقد أمر الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم"، ثم قال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} ، "لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم! أنت الله لا إله إلا أنت الغَنيُّ ونحن الفقراء، أنْزِل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلت لنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حين" ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع، حتى بدا بياض إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره، وقلب -أو حوَّل- رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابةً، فرَعَدَتْ وبَرَقتْ، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأتِ المسجد حتى سالت السيول، فلما رأي سُرعتهم إلى الكِنِّ ضَحِك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُه فقال:"أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله".
حسن: رواه أبو داود (1173) عن هارون بن سعيد الإيلي، حدثنا خالد بن نِزَار، حدثني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
قال أبو داود: وهذا حديث غريب إسناده جيِّدٌ، أهل المدينة يقرؤون {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وإن هذا الحديث حجة لهم. انتهى.
وإسناده حسن لأجل خالد بن نِزار وشيخه القاسم بن مبرور فإنهما نزلا عن درجة "ثقة" إلى درجة "الصدوق" مع الكلام الخفيف في الأول في حفظه ولذا قال فيه الحافظ: "صدوق يخطئ".
والحديث رواه كل من ابن حبان (2860)، والحاكم (1/ 328) من طريق خالد بن نزار به. وقال:"صحيح على شرط الشيخين".
• عن شُرحبيل بن السِّمْط أنه قال لكعب: يا كعب بن مُرَّة! حدِّثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر. قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! استسق الله، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال:"اللهم اسِقنا غَيثًا مريئًا مريعًا طَبَقًا عاجلًا غير رائثٍ، نافِعًا غَيْرَ ضارٍ" قال: فما جَمَّعُوا حتى أُحْيوا، قال: فأتوه فَشَكَوا إليه المطر، فقالوا: يا رسول الله! تهدَّمتِ البيوتُ فقال: "اللهمَّ حوالينا ولا علينا" قال: فجعل
السحابُ ينقطع يمينًا وشمالًا.
صحيح: رواه ابن ماجة (1269) عن أبي كُريب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شُرحبيل بن الشِّمْط فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (18061) في سياق أطول، وفيه "طَبَقًا غَدقا". والحاكم (1/ 238) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة فذكر الحديث. قال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين".
قوله: "مَريمًا" بفتح أوَّله المخصب الناجع، يقال: أمرع الوادي، ومَرُعَ مَرَاعةً.
وقوله: "طَبَقًا" بفتحتين، عامًا واسعًا مالئًا للأرض، مغطيًا لها كالطبق.
و"غَدَقًا" المطر الكبير القطر.
وقوله: "غير رائث" أي: غير متأخِّر ولا بطيئ.
• عن جابر بن عبد الله قال: أتتِ النبي صلى الله عليه وسلم بواكي، فقال:"اللهم اسقنا غيثًا مُغيثًا مَريئًا مَريعًا نافعًا غير ضارٍ، عاجلًا غير آجل" قال: فأطبقت عليهم السماء.
صحيح: رواه أبو داود (1169) عن ابن أبي خلف، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا مسعر، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وإسناده صحيح، ويزيد الفقير هو: ابن صهيب الكوفي المعروف بالفقير، وصحّحه ابن خزيمة (1416)، والحاكم (1/ 237) وروياه من طريق محمد بن عبيد الطنافسي به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وقوله: "بواكي" جمع باكية، أي جاءت نفوس باكية، أو نساء باكيات.
• عن ابن عباس قال: جاء أَعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! لقد جئتُك من عند قوم ما يتزوَّد لهم راعٍ، ولا يخطِر لهم فحل، فصعد المنبر، فحمد الله ثم قال:"اللهم اسقِنا غَيثًا مُغيثًا مَريئًا طَبَقًا مَريعًا غَدَقًا، عاجلًا غير رائث".
ثم نزل، فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قالوا: قد أُحيينا.
صحيح: رواه ابن ماجة (1270) عن محمد بن أبي القاسم أبو الأحوص، قال: حدثنا الحسن ابن الربيع، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال: "اللهم اسق عبادَك وبهائمَك، وانشر رحمتَك، وأَحْيِ بلدَك الميتَ".
حسن: رواه أبو داود (1176) عن سهل بن صالح، حدثنا علَي بن قادم، أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره. وهذا إسناد حسن لأجل عمرو بن شعيب.