الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 60): "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال، والإسناد حسن لأجل يحيى بن محمد بن السكن القرشي البزار، وهو وإن كان من رجال البخاري إلا أنه حسن الحديث.
3 - باب من قال: المرأة لا تقطع الصلاة
• عن عبد الله بن شداد قال: سمعتُ خالتي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تكون حائضًا لا تُصلِّي، وهي مفترشةٌ بحذاءِ مسجد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي على خمرته، إذا سجد أصابني بعض ثوبه.
وفي رواية: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي وأنا حِذاءَه وأنا حائض، وربما أصابني ثوبُه إذا سجد".
وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي، وأنا إلى جنبه نائمة".
متفق عليه: رواه البخاري في الطهارة (333)، وفي الصلاة (379)، ومسلم في الصلاة (513) كلاهما من طرق عن سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شداد به فذكر مثله.
اسُتدِل بهذا الحديث على أن المرأة لا تقطع الصلاة، إلا أن ألفاظ الحديث لا تدل على جواز المرور بين يدي المصلي، وإنما تدل على جواز القعود أمام المصلي أو جنبه.
• عن عائشة ذُكر عندها ما يقطعُ الصلاةَ: الكلبُ والحمارُ والمرأة. فقالت: شبهتمونا بالحُمر والكلاب. والله! لقد رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي وإني على السرير، بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجةُ، فأكره أن أجلسَ فأوذيَ النبي صلى الله عليه وسلم فأنْسِلُّ من عند رجليه.
متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (514)، ومسلم في الصلاة (270)(الرقم الصغير) كلاهما عن عمر بن حفص بن غياث، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا الأعمش، قال: حدّثنا إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة فذكرت مثله.
قال الأعمش: وحدثني مسلم، عن مسروق، عن عائشة.
ورواه مسلم من طريق أبي بكر بن حفص، عن عروة بن الزبير، قال: قالت عائشةُ: ما يقطع الصلاة؟ قال: فقلنا: المرأة والحمارُ. فقالت: إن المرأة لدابةُ سوءٍ! لقد رأيتُني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معترضة، كاعتراضي الجنازةِ وهو يُصلِّي.
ورواه مالك في صلاة الليل (2) عن أبي النضْر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: كنتُ أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجْلايَ في قبلته، فإذا سجد غمزني، فقبضتُ رِجْلَيَّ. فإذا قام بسطتُهما. قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح.
ورواه البخاري في الصلاة (382) عن إسماعيل (وهو ابن أبي أويس)، ومسلم في الصلاة (272)(الرقم الصغير) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله.
ولحديث عائشة هذا طرق أخرى في الصحيحين وغيرهما.
والذي رواه شعبةُ عن سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة وقال فيه: أحسبها قالت: وأنا حائض.
رواه أبو داود (710) عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة به.
وقال: رواه جماعة عن جماعة - وسماهم - ولم يذكروا: "حائضًا".
• عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى وهي معترضة بين يديه وقال: "أليس هُنَّ أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم".
حسن: رواه أحمد (24359) عن يونس، حدّثنا داود، يعني ابن أبي فُرات، عن إبراهيم بن ميمون الصائغ، عن عطاء، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن لأجل إبراهيم بن ميمون الصائغ فإنه صدوق كما في التقريب. وقد وثَّقه ابن معين والنسائي. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. وله متابع دون قوله: "أليس هن أمهاتكم
…
".
وبقية الرجال ثقات، يونس هو: ابن محمد المؤدب، وعطاء هو: ابن أبي رباح.
قال السندي: قوله: أليس هنَّ - أي النساء - أي فكيف يقطعن الصلاة عليكم بمرورهن.
• عن أم سلمة قالت: كان فراشها حيال مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية: كان يفرش لي حيال مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُصلي وأنا حياله.
صحيح: روه أبو داود (4148)، وابن ماجه (957) كلاهما من طريق يزيد بن زُريع، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها فذكرته. وإسناده صحيح.
ورواه الإمام أحمد (4148)، وأبو يعلى (957) من طريق وهيب، والطبراني في "الكبير"(23/ 350) من طريق وهب بن بقية - كلاهما عن خالد الحذاء به مثله.
ووهيب هو: ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، ووهب بن بقية هو: ابن عثمان الواسطي وكلاهما ثقتان من رجال الصحيح. فزيادتهما مقبولة.
الجمع بين الأحاديث من البابين:
لقد نقل الترمذي عن الإمام أحمد بعد أن أخرج حديث أبي ذر: "قال أحمد: الذي لا أشك فيه أن الكلب الأسود يقطع الصلاة. وفي نفسي من الحمار والمرأة شيء. قال إسحاق: لا يقطعها شيء إلا الكلب الأسود"(2/ 163).
قلت: لأنه لم يجد في الكلب الأسود ما يعارضه، وقد وجد في الحمار حديث ابن عباس الآتي، وفي المرأة حديث عائشة.