الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فزِعًا يخشى أن تكون الساعةُ، حتى أتي المسجد، فقام يُصلِّي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجود، ما رأيتُه يفعله في صلاةٍ قطُّ، ثم قال:"إن هذه الآيات التي يُرسلَها الله، لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله عز وجل يرسلها يُخَوِّف بها عبادَه، فإذا رأيتم منها شيئًا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره".
متفق عليه: رواه البخاري في الكسوف (1059)، ومسلم في الكسوف (921) كلاهما عن محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره ولفظهما سواء.
2 - باب النداء: "الصلاة جامعة" في الكسوف
• عن عبد الله بن عمرو قال: لما كُسِفتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نُودِيَ: إنَّ الصلاةَ جامعةٌ. فركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدةٍ، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جلس، ثم جُلِّي عن الشمس.
قال: وقالت عائشة: ما سجدتُ سجودًا قط كان أطول منها، كذا في البخاري، وفي مسلم: ما ركعت ركوعًا قط ولا سجدتُ سجودًا قط كان أطول منه.
متفق عليه: رواه البخاري في الكسوف (1051)، ومسلم في الكسوف (910) كلاهما من طريق أبي معاوية (وهو شيبان النحوي) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
ورواه أيضًا الشيخان: البخاري (1045)، ومسلم كلاهما من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير إلَّا أنَّ البخاريَّ اقتصر على قوله:"لما كسفتِ الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نُودِي: إنَّ الصلاة جامعة".
والحديث عبد الله بن عمرو أسانيد أخرى خرجتها في باب ما جاء في النفخ في الصلاة.
3 - باب أربع ركعات في ركعتين
• عن عائشة قالت: خسفتِ الشمسُ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فقامَ فأطال القيام، ثم ركع، فأطال الركوعَ، ثم قام، فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع، فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول. ثم رفع فسجد، ثم فعل في الركعة الآخِرة مثل ذلك، ثم انصرف وقد تجلَّتِ الشمس. فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتُم ذلك فادعوا الله، وكِّبروا وتصدَّقوا، ثم قال: "يا أمة محمد! والله! ما من أحد أغْير من الله أن يزني عبدُه، أو
تزني أمتُه، يا أمة محمد! والله! لو تعلمون ما أعلم لضحكتُم قليلًا ولبكيتُم كثيرًا".
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الكسوف (1) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه البخاري في الكسوف (1044) عن عبد الله بن مسلمة، ومسلم في الكسوف (901) عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن مالك.
• عن عبد الله بن عباس قال: انخسَفتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام قيامًا طويلًا نحوا من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد. ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال:"إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحدٍ، ولا لحياته، فإذا رأيتُم ذلك فاذكروا الله، قالوا: يا رسول الله! رأيناك تناولتَ شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كَعْكَعْتَ، قال صلى الله عليه وسلم: "إنِّي رأيتُ الجنة، فتناولت عنقودًا، ولو أصبتُه لأكلتُم منه ما بَقِيَتِ الدنيا، وأُرِيتُ النار، فلم أَرَ منظرًا كاليوم قط أفظعَ، ورأيتُ أكثر أهلها النساء" قالوا: لِمَ يا رسول الله؟ قال: "لكُفرِهنَّ" قيل: يكفرن بالله؟ قال: "يكفُرنَ العَشيرَ، ويكفُرنَ الإحسانَ ولو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهرَ كلَّه، ثم رأتْ منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط".
متفق عليه: رواه مالك في الكسوف (2) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
ورواه البخاري في الكسوف (1052) من طريق عن مالك، به.
ورواه مسلم في الكسوف (907) من وجه آخر عن زيد بن أسلم به، ورواه أيضًا عن محمد بن
رافع، حدثنا إسحاق (يعني ابن عيسي) أخبرنا مالك بإسناده مثله ولم يسق لفظه وإنما أحال على
الإسناد السابق.
وقوله: "كعكعت" من تكعكع وهو إذا توقف وأحجم.
ورواه مسلم من وجه آخر مختصرا عن كثير بن عباس، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلي أربع ركعات في ركعتين. وأربع سجدات يوم كسفتِ الشمس بمثل حديث عروة، عن عائشة.
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما كشفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نُودي: إن الصلاة جامعة فركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة، ثم قام فركع ركعتين
في سجدة، ثم جلس حتى جُلِّي عن الشمس.
متفق عليه: رواه البخاري في الكسوف (1051)، ومسلم في الكسوف (910) كلاهما من طريق أبي معاوية عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره، وسبق تخريجه.
قوله: ركعتين في سجدة -أي في كل ركعة ركعتان- وهو المَعْني بأربع ركعات في ركعتين.
وأما ما رواه أصحاب السنن من الاختصار على الركوع الواحد في كل ركعة فهو شاذ لأنَّ الذي رُوِي عن عبد الله بن عمرو حفظ منه طول السجود ولم يحفظ ركعتين في ركعة، وأبو سلمة حفظ ركعتين في ركعة وحفظ طول السجود. كما قال البيهقي (3/ 324).
• عن جابر بن عبد الله، قال: كسفتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحرِّ، فصلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يَخِرُّون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوًا من ذاك. فكانت أربع ركعات وأربع سجداتٍ، ثم قال:"إنه غُرِضَ عليَّ كل شيء تولَجُونَهُ، فعُرِضَتْ علىَّ الجنةُ، حتى لو تناولْتُ منها قِطْفًا أخَذْتُه (أو قال تناولتُ منها قِطْفًا) فقصُرَتْ يَدِي عنه، وعُرِضَتْ علىَّ النارُ، فرأيتُ فيها امرأةً من بني إسرائيل تعذَّبُ في هِرَّةٍ لها، ربطتها فلم تُطْعِمْها، ولم تَدَعْهَا تأكلُ من حشَاشِ الأرض، ورأيتُ أبا ثُمامة عمرو بن مالك يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار، وإنهم كانوا يقولون: إن الشمسَ والقمرَ لا يخسِفان إلا لموتِ عظيمٍ، وإنهما آيتان من آيات الله يُرِيكُمُوهُما، فإذا خَسَفَا فَصَلُّوا حتى يَنْجَلي".
صحيح: رواه مسلم في الكسوف (904) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن هشام الدستوائي، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر فذكره.
• عن أبي هريرة قال: كُسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فصلَّى للناس، فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع ثم سجد فأطال السجود وهو دون السجود الأول، ثم قام فصلى ركعتين، وفعل فيهما مثل ذلك ثم سجد سجدتين يفعل فيهما مثل ذلك حتى فرغ من صلاته، ثم قال:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنَّهما لا ينكسفان لموت أحد ولا الحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عزوجل وإلى الصلاة".