الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علمت بمكانكم، وعمدًا فعلتُ ذلك".
قال البوصيري في "إتحاف الخيرة"(2368): "إسناده صحيح".
قوله: "حجرته" قال السندي: الظاهر أن المراد بها ما اتخذه حجرة من الحصير في المسجد ليصلي فيه بالليل، لا حجرة البيت.
24 - باب ما جاء في عدد صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل وأن الوتر من ركعة إلى تسع ركعات
• عن كُريب مولى ابن عباس، أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات ليلةً عند ميمونة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهي خالته. قال: فاضطجعتُ في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها. فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى إذا انتصف الليلُ أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده. ثمّ قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثمّ قام إلى شَنٍّ معلَّقٍ فتوضَّأ منه، فأحسن وُضؤه، ثمَّ قام يُصَلِّي.
قال ابن عباس: فقمتُ فصنعتُ مثل ما صنع، ثمّ ذهبتُ فقمتُ إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليُمنى على رأسي، وأخذ بأُذُنِي اليُمنى يَفْتِلُها، فصلى ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ أوتر، ثمّ اضطجع حتَّى أتاه المؤذن فصَلَّى ركعتين خفيفتين، ثمّ خرج فصَلَّى الصبح. انتهى.
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الليل (11) عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس به مثله.
رواه البخاريّ في الوضوء (183) عن إسماعيل وهو ابن أبي أويس، ومسلم في صلاة المسافرين (763/ 182) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله، يعني ثلاث عشرة ركعة. وهي من أصح الروايات عن ابن عباس، عن عدد صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهي موافقة لما رواه ابن وهب، حَدَّثَنَا عمرو، عن عبد ربه بن سعيد، عن مخرمة بن سليمان به وفيه: فصَلَّى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة، ثمّ نام حتَّى نفخ، وكان إذا نام نفخ، ثمّ أتاه المؤذن فخرج فصَلَّى ولم يتوضأ. البخاريّ (698)، ومسلم (763/ 184).
وهي موافقة أيضًا لما رواه سفيان، عن سلمة بن كُهيل، عن كريب به بأن صلى من الليل ثلاث عشرة ركعة. البخاريّ (6316)، ومسلم (763/ 181) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان به وكان من دعائه: "اللَّهُمَّ اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا،
وأعظِم لي نورًا". قال كُرَيب: وسبعًا في التابوت.
فلقيتُ بعض وَلَدِ العباس فحدَّثني بهن. فذكر: "عَصَبِي ولحمي ودمي وشعري وبشري"، وذكر خصلتين.
قوله: "وسبعًا في التابوت" أي ذكر في الدعاء سبعًا، أي سبع كلمات نسيتُها، قالوا: المراد بالتابوت: الأضلاع وما يحويه من القلب وغيره تشبيهًا بالتابوت الذي كالصندوق يحرز فيه المتاع، أي: وسبعًا في قلبي، ولكن نسيتها.
وقوله: "فلقيت بعض ولد العباس" القائل هو: سلمة بن كُهيل.
وصرَّح في رواية بأن دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذ تسع عشرة كلمة. قال كريبُ: فحفظت منها ثتي عشرة، ونسيت ما بقي.
واثنتا عشرة هي: "اللَّهُمَّ اجعل لي في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن بين يديَّ نورًا، ومن خلفي نورًا، واجعل في نفسي نورًا، وأعظم لي نورًا".
ورواه سعيد بن جبير، عن ابن عباس وفيه: ثمّ جاء فصلي أربع ركعات، ثمّ نام ثمّ قام، فجئت فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فصلي خمس ركعات، ثمّ صلى ركعتين، ثمّ نام حتَّى سمعتُ غطيطه، ثمّ خرج إلى الصّلاة.
رواه البخاريّ (697) عن سليمان بن حرب، قال: حَدَّثَنَا شعبة عن الحكم، قال: سمعت سعيد بن جبير فذكر مثله.
وهي موافقة كما رواه الضَّحَّاك عن مخرمة بن سليمان، عن كريب به وفيه: فصَلَّى إحدى عشرة ركعة. فلمّا تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين. رواه مسلم (763/ 185)، فالذي قال: ثلاث عشرة ضم إليها ركعتي الفجر.
وانفرد مسلم (763/ 191) في رواية حُصَين بن عبد الرحمن، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس بذكره، ثمّ قام فصلى ركعتين، فأطال فيهما القيامَ والركوعَ والسجودَ، ثمّ انصرف فنام حتَّى نفخ، ثمّ فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات، ثمّ أوتر بثلاث.
قال النوويّ رحمه الله في "شرح مسلم": "هذه الرواية فيها مخالفة لباقي الروايات في تخليل النوم بين الركعات، وفي عدد الركعات فإنه لم يذكر في باقي الروايات تخلل النوم، وذكر الركعات ثلاث عشرة. قال القاضي عياض: هذه الرواية، وهي رواية حُصَين، عن حبيب بن أبي ثابت، مما استدركه الدَّارقطنيّ على مسلم لاضطرابها، واختلاف الرواة، قال الدَّارقطنيّ ورُوي عنه على سبعة أوجه، وخالف فيه الجمهور، قلت: ولا يقدح هذا في مسلم، فإنه لم يذكر هذه الرواية متأصلة
مستقلة، إنّما ذكرها متابعة. والمتابعات يحتمل فيها ما لا يحتمل في الأصول، كما سبق بيانه في مواضع، قال القاضي: ويحتمل أنه لم يعد في هذه الصّلاة الركعتين الأوّليين الخفيفتين اللتين كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاة الليل بهما، كما صرحت الأحاديث بها في مسلم وغيره، ولهذا قال: صلى ركعتين فأطال فيهما، فدل على أنهما بعد الخفيفتين فتكون الخفيفتان، ثمّ الطويلتان، ثمّ الست المذكورات، ثمّ ثلاث بعدها كما ذكر فصارت الجملة ثلاث عشرة كما في باقي الروايات. والله أعلم". انتهى.
• عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي من الليل ثلاث عشر ركعة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التهجد (1138)، ومسلم في صلاة المسافرين (764) كلاهما من حديث شعبة، قال: حَدَّثَنِي أبو جَمْرة، عن ابن عباس فذكره.
وأبو جمرة: بالجيم والراء هو: الضُبَعِي واسمه: نصر بن عمران بن عصام الضُبَعِي، مشهور بكنيته.
• عن عائشة قالت: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات. يوتر بسجدة، ويركع ركعتي الفجر. فتلك ثلاث عشر ركعة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التهجد (1140)، ومسلم في صلاة المسافرين (738/ 128) كلاهما من حديث حنظلة، عن القاسم بن محمد قال: سمعت عائشة تقول فذكرت مثله واللّفظ لمسلم.
ولفظ البخاريّ: كان يُصَلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر.
• عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أَخْبَرَ: أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يزيدُ في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. يُصَلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثمّ يُصَلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثمّ يُصَلِّي ثلاثًا، قالت عائشة: فقلتُ يا رسول الله! أتنامُ قبل أن تُوتِر؟ فقال: "يا عائشة! إن عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي".
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الليل (9) عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك.
ورواه البخاريّ في التهجد (1147)، ومسلم في صلاة المسافرين (738) من طريق مالك بن أنس، به مثله.
• عن أبي سلمة قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يُصلِّي ثلاث عشرة ركعة يُصَلِّي ثمان ركعات، ثمّ يوتر، ثمّ يُصلِّي ركعتين وهو جالس، فإذا
أراد أن يركع قام فركع، ثمّ يُصَلِّي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (738/ 126) عن محمد بن المثنى، حَدَّثَنَا ابن أبي عديّ، حَدَّثَنَا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة فذكره.
ورواه أيضًا (137) عن عمرو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي لبيد، سمع أبا سلمة قال: أتيت عائشة فقلت: أَي أُمَّهْ! أَخبِرِيني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل، منها ركعتا الفجر.
وهشام هو: أبن حسان الأزدي. ويحيى هو: ابن أبي كثير.
التوفيق بين الروايتين أن أبا سلمة يروي مرة من قولها ثلاث عشرة مع الركعتين قبل الصبح، وأخرى إحدى عشرة أي بدون ركعتي الفجر.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إحدى عشرة ركعة. كانت تلك صلاتَه - تعني بالليل - فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه. ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثمّ يضطجع على شِقِّه الأيمن حتَّى يأتيه المؤذِّن للصّلاة.
صحيح: رواه البخاريّ في الوتر (994) ومسلم في صلاة المسافرين (736) كلاهما من طريق الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة فذكرته، واللّفظ للبخاريّ.
• عن مسروق قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر.
صحيح: رواه البخاريّ في التهجد (1139) عن إسحاق قال: حَدَّثَنَا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثَّاب، عن مسروق فذكره.
• عن عائشة قالت: "صلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم العشاء، ثمّ صلى ثمان ركعات، وركعتين جالسًا، وركعتين بين النداءين، ولم يكن يدعُهما أبدًا".
صحيح: رواه البخاريّ في التهجد (1159) عن عبد الله بن يزيد، حَدَّثَنَا سعيد - وهو ابن أبي أيوب - قال: حَدَّثَنِي جعفر بن ربيعة، عن عِراك بن مالك، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرت مثله.
• عن عائشة أنها أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (737/ 124) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة، أن عائشة أخبرته.
كأن لعراك بن مالك شيخين. أحدهما أبو سلمة الذي أخبر بما سبق، والثاني: عروة بن الزُّبير فأخبر بما هنا. ولا تعارض بين الروايتين فإنه إذا أضيفت ركعة الوتر في حديث أبي سلمة فيكون
العدد كما ذكره عروة. وأمّا صلاة العشاء فلم تحسبْ في أية الروايتين.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثمّ يُصلِّي إذا سمع النداء بالصبحِ ركعتين خفيفتين.
صحيح: رواه البخاريّ في التهجد (1170) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته، ولم أجده في الموطأ في رواية يحيى الليثي ولا في رواية أبي مصعب الزُّبيري ولا في رواية محمد بن الحسن الشيبانيّ، فلعله من زيادات عبد الله بن يوسف أبي محمد التنيسي، فإنه سمع الموطأ قبل وفاة مالكٍ بتسع سنين، فوقعت له زيادات لم تقع لمن سمع متأخرًا.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إِلَّا في آخرها.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (737) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرت مثله.
• عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي من الليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ اضطجع على شِقِّه الأيمن.
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الليل (8) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزُّبير، عن عائشة فذكرته.
ورواه مسلم في صلاة المسافرين (736) من طريق مالك، فذكره.
ورواه أيضًا من طريق عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب به وفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر: إحدى عشرة ركعة. يُسَلِّم بين كل ركعتين، ويُوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذِّن قام فركع ركعتين خفيفتين، ثمّ اضطجع على شِقِّه الأيمن حتَّى يأتيه المؤذن للإقامة.
ورواه البخاريّ في التهجد (1123) من طريق شُعيب، عن الزّهريّ، وقال فيه: كان يُصلِّي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثمّ يضطع على شِقِّه الأيمن حتَّى يأتيه المنادي للصلاة.
• عن سعد بن هشام بن عامر عن عائشة في حديث طويل وفيه قالت عائشة: يُصلِّي تسع ركعات، لا يجلس فيها إِلَّا في الثامنة فيذكر الله، ويحمده ويدعوه. ثمّ ينهضُ ولا يُسلم. ثمّ يقوم فيصلِّي التاسعة. ثمّ يقعدُ فيذكر الله وبحمده ويدعوه. ثمّ يُسلم تسليمًا يُسْمِعُنا. ثمّ يُصَلِّي ركعتين بعد ما يُسَلِّم وهو قاعد. فتلك إحدى عشرة ركعة يا بُنيَّ. فلمّا أسَنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأخذه اللحم، أوتر بسبع. وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأوّل، فتلك تسعٌ يا بُنيَّ.