الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه النسائي (1728)، وأبو داود الطيالسيّ (514)، وأحمد (19760)، والبيهقي (3/ 25) كلّهم من طريق عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي مجلز قال: صلى أبو موسى بأصحابه، فذكره. وفيه انقطاع بين أبي مجلز وهو لاحق بن حميد فإنه لم يدرك أبا موسى المتوفي سنة (50 هـ) لأن علي بن المديني قال:"لم يلحق سمرة (المتوفى سنة 58 هـ) ولا عمران (المتوفي سنة 52 هـ") انتهى قوله.
وقال يحيى بن معين: "لم يسمع من حذيفة".
23 - باب ما يُدعى به في قنوت الوتر
• عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر الوتر: "اللهم إني أعوذ برضاك من سَخَطِك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصِي ثناءً عليك أنت كما أَثْنَيتَ على نفسك".
صحيح: رواه أبو داود (1427)، والترمذي (3561)، والنسائي (1748)، وابن ماجه (1179) كلهم من طريق حماد بن سلمة، قال: حدثني هشام بن عمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، عن علي بن أبي طالب فذكره.
وأخرجه أيضًا الحاكم (1/ 306) من هذا الوجه وقال: "صحيح الإسناد".
قلت: وهو كما قال فإسناده صحيح. ورجاله ثقات. هشام بن عمرو الفزازي ثقة، وثَّقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، وما قاله الحافظ في التقريب عنه:"مقبول" فيبدو أنه سبق قلم منه.
قال أبو داود: هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: لم يرو عنه غير حماد بن سلمة.
• عن الحسن بن علي قال: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أقولُهنَّ في الوتر: "اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، إنَّك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنَّه لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ".
صحيح: رواه أبو داود (1435)، والترمذي (464)، والنسائي (1745)، وابن ماجه (1178) كلهم من طريق أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي فذكره.
ورواه الإمام أحمد (1718) عن وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق عن بُريد بن أبي مريم السلولي به، "علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر" ثم ذكر الكلمات مثله.
وكذا رواه الطبراني (2712) وابن نصر في كتاب الوتر (62) من طريق وكيع به. وصحّحه ابن خزيمة (1095) ورواه من هذا الطريق.
ولكن رواه شعبة عن بُريد بن أبي مريم به ولم يذكر القنوت ولا الوتر، رواه ابن خزيمة (1096)، وابن حبان (722، 945) كلاهما من طريق شعبة، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال: سَأَلتُ الحسن بن علي علام تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يُعلمنا هذا الدعاء
…
فذكر مثلَ حديث وكيع.
قال ابن خزيمة: "وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق لا يُعلَمُ أَسَمِع هذا الخبرَ من بُرَيد، أو دلَّسه عنه. اللَّهمَّ إلَّا أن يكون كما يدَّعِي بعضُ علمائِنا أنَّ كلَّ ما رواه يونس، عمَّن روى عنه أبوه أبو إسحاق هو ما سمعه يونس مع أبيه ممَّن روى عنه. ولو ثبت الخبر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر لم يَجُز عندي مخالفة خبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
ولستُ أعلمه ثابتًا. وقد روى الزهري، عن سعيد بن المسيِّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنتُ إلَّا أن يدعو لقوم على قوم.
فإذا أراد أن يدعو على قوم، أو لقوم قنت حين يرفع رأسه من الركعة الثانية من صلاة الفجر" انتهى.
وأيَّد الحافظ في التلخيص (1/ 247) ما قاله ابن خزيمة وابن حبَّان أنَّ قول أبي إسحاق وابنه في ذكر القنوتِ والوتر، تفرُّدٌ بأنَّ الدولابي رواه في "الذرية الطاهرة" له، والطبراني في الكبير من طريق الحسن بن عبيد الله، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء به وفيه: وكلمات علمنيهن فذكرهن. قال بُريد: فدخلت على محمد بن علي في الشعب فحدثتُه فقال: صدق أبو الحوراء هنَّ كلمات علَّمناهنَّ، نقولهنَّ في القنوت. وقد رواه البيهقي من طرقٍ قال في بعضها قال بُريد بن أبي مريم: فذكرت ذلك لابن الحنفية فقال: إنَّه للدُّعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر" انتهى ملخَّصًا.
وقد ثبت عن عدد من الصحابة أنَّهم ما كانوا يقنتون في الوتر إلا في النصف الآخر من رمضان منهم علي وأُبيُّ بنُ كعبٍ وابن عمر وغيرهم، بل روي أبو الشعثاء قال: سألت ابن عمر عن القنوت فقال: ما رأيتُ أحدًا يفعله، وعن أبي المهزم: صحبت أبا هريرة عشر سنين. فما رأيتهُ يقنت في وتره.
قال الزعفراني عن الشافعي: أحبُّ إليَّ أن يقنتوا في الوتر في النصف الآخر، ولا يقنتْ في سائر السنة، ولا في رمضان، إلا في النصف الآخر. وروى غيره عن الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت به في الصُّبْحِ.
وقال أبو داود: قلت لأحمد: القنوت في الوتر السَّنِة كلِّها؟ قال: إن شاء.
قلت: فما تختار؟ قال: أما أنا فلا أقنت إلَّا في النصف الباقي، إلَّا أن أُصلِّي خلف إمام يقنت فأقنت معه. انظر كتاب الوتر، لمحمد بن نصر (ص 123، 124).
وأما ما رواه النسائي (1746) من زيادة في آخر الدعاء: "وصلَّى الله على النَّبيِّ محمد" مِن طريق ابن وهبٍ، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن بن علي قال: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات
…
ثم ذكر الدعاء، وزاد في آخره: