الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فليرُدُّه ما استطاع. فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشّيطان".
وفي رواية: "إن الله يحب العُطاس، ويكره التثاؤُبَ. فإذا عَطَسَ فَحمِد الله فحق على كل مسلم سَمِعه أن يُشَمِّتَه" ثمّ ذكره.
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (3289) عن عاصم بن عليّ، حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر مثله.
والرّواية الثانية رواه أيضًا البخاريّ في الأدب (6223) عن آدم بن أبي إياس، ورواه أيضًا (6226) عن عاصم بن علي - كلاهما عن ابن أبي ذئب به مثله.
ورواه مسلم في الزهد والرقائق (2994) عن عليّ بن حجر، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة ولفظه:"التثاؤب من الشّيطان، فإذا تثاءب أحدكم فلْيكْظِم ما استطاع".
ورواه الترمذيّ (370) عن عليّ بن حجر به إِلَّا أنَّه زاد كلِمة "الصَّلاة" فقال: "التثاؤُبُ في الصّلاة من الشّيطان
…
". وقال: حسن صحيح.
إِلَّا أن الشّيخ أحمد شاكر أنكر أن تكون زيادة "الصّلاة" في سائر الأصول.
قلت: وقد ثبتت هذه الزيادة في رواية أبي العباس المحبوبي راوي السنن، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3/ 243) وزاد لفظ "الصّلاة".
قال الترمذيّ: كره قوم من أهل العلم التثاؤُبَ في الصّلاة.
قال إبراهيم: إني لأرد التثاؤُبَ بالتنحنح.
ثمّ رواه الترمذيّ (2746) من وجه آخر من حديث محمد بن عجلان، عن المقبريّ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"العطاس من الله، والتثاوبُ من الشّيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه فإن الشّيطان يضحك في جوفه، وإن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب" وقال: حسن صحيح. انظر بقية الأحاديث في كتاب الآداب.
• عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاءب أحدكم في الصّلاة فَلْيَكْظِم ما استطاع، فإن الشّيطان يدخل.
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (2995/ 59) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا وكيع، عن سفيان، عن سهل بن أبي صالح، عن ابن أبي سعيد، عن أبيه فذكر مثله.
انظر: بقية أحاديث الثاؤب وتشميت العاطس في كتاب الآداب.
5 - باب النهي عن الاختصار في الصّلاة
• عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه نَهى أن يُصَلِّي الرّجل مختصرًا، وفي رواية:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصّلاة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في العمل في الصّلاة (1219) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: نُهيَ عن الخَصر في الصّلاة. وقال هشام (وهو ابن حسان) وأبو هلال (وهو محمد بن سِلم الراسبي) عن ابن سيرين، عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
ورواه أيضًا (1220) من طريق يحيى، ومسلم في المساجد (545) من طريق عبد الله بن المبارك وأبي خالد وأبي أسامة كلّهم عن هشام بن حسان به بلفظ:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُصلِّي الرّجل مختصرًا"، وفي رواية البخاريّ "نُهي أن يُصلِّي الرّجل مختصرًا".
وفي سنن أبي داود (947) من طريق هشام: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصّلاة.
قال أبو داود: يعني يضع يده على خاصرته.
وأمّا ما رواه عيسى بن يونس عن هشام به بلفظ: "الاختصار في الصّلاة راحةُ أهل النّار" فهو منكر. رواه ابن خزيمة (909) وعنه ابن حبان (2286) عن عليّ بن عبد الرحمن بن المغيرة، قال: حَدَّثَنَا أبو صالح الحرانيّ، قال: حَدَّثَنَا عيسى بن يونس به مثله.
تفرّد به عيسى بن يونس وهو وإن كان ثقة إِلَّا أنه خالف جماعة من الثّقات عن هشام بن حسان كما سبق، وله علة أخرى وهي سقوط راو من إسناده بينه وبين هشام وهو: عبد الله بن الأزور كما أخرجه الطبرانيّ في "الأوسط"(6925 - ط. دار الحرمين) وقال: "لم يروه عن هشام إِلَّا ابن الأزور، تفرّد به عيسى".
قال الذّهبيّ في "الميزان"(2/ 391) عبد الله بن الأزور عن هشام بن حسان بخبر منكر. قال الأزدي: ضعيف جدًّا، له عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة مرفوعًا:"الاختصار في الصّلاة استراحةُ أهل النار" ورواه عبد الرزّاق (3342) وغيره عن مجاهد موقوفًا عليه.
والاختصار: أن يضع المصلي يده على خاصرته كما في أبي داود (947). وفي الترمذيّ (383) ويُروى أنّ إبليس إذا مشى، مشى مختصرًا.
• عن زياد بن صُبيح الحنفي قال: صلَّيتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خاصرتي، فلمّا صلَّى قال: هذا الصلبُ في الصّلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه.
حسن: رواه أبو داود (903)، والنسائي (892) كلاهما من طريق سعيد بن زياد، عن زياد بن صُبيح فذكر مثله. واللّفظ لأبي داود.
وفي رواية النسائيّ: قال: صليت إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خصريّ، فقال لي هكذا: ضربة بيده. فلمّا صليتُ قلت لرجل: من هذا؟ قال: عبد الله بن عمر، قلت: يا أبا عبد الرحمن! ما رَابَك مني؟ قال: إن هذا الصلب، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عنه.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (4849) نحوه.