الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع أبواب صلاة الوتر
1 - باب ما جاء في تأكيد الوتر وأنه سنة وليس بواجب
• عن أبي مُحيريز أنَّ رجلًا من بني كِنانة يُدعى المُخْدَجِيَّ سمع رجلًا بالشام يكنَّى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب. فقال المُخْدَجِيَّ: فَرُحتُ إلى عبادة بن الصَّامت، فاعترضتُ له وهو رائع إلى المسجد. فأخبرته بالذي قال أبو محمد، فقال عبادةُ: كذب أبو محمد، سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:"خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ الله عز وجل على العباد، فمن جاء بهن لم يُضيّعْ مِنه شيئًا استخفافًا بحقهنّ كان له عند الله عهد أن يدخله الجنّة. ومن لم يأت بهِنَّ فليس له عند الله عهد. إن شاء عذَّبه، وإن شاء أدْخَلَه الجنّة".
صحيح: رواه مالك في صلاة الليل (14) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن ابن محيريز فذكره.
ورواه أبو داود (1420)، والنسائي (461) كلاهما من طريق مالك به مثله. ورواه ابن ماجة (1401) من طريق محمد بن يحيى بن حبَّان به مثله.
قال المنذري: "قال أبو عمر النَّمْري": "لم يُخْتَلَف عن مالك في إستاد هذا الحديث وهو حديث صحيح ثابت".
وصحّحه ابن حبَّان (1732) ورواه من طريق يحيى بن سعيد به مثله.
إِلَّا أنه قال: جاء رجل إلى عُبادة بن الصَّامت ولم يسمه. ورواه أيضًا من طرق عن محمد بن يحيى بن حبَّان به مثله وسمي الرّجل المُخْدَجِيّ - وهو - أبو رفيع (1731، 2471).
وأبو محمد: رجل من الأنصار له صحبة.
وقوله: كذب بمعنى أخطأ، لم يرد به تعمدَ الكذبِ الذي هو ضِدُّ الصدقِ، لأنَّ الكذب إنّما يجري في الأخبار، وأبو محمد هذا إنّما أفتى فتيا، ورأي رأيًا فأخطأ فيما أفتي به، أفاده الخطّابي.
والمُخْدَجِيّ هو: أبو رافع، وقيل: رُفَيع، تفرّد بالرواية عنه عبد الله بن مُحَيريز، ولم يُؤثَر توثيقه عن غير ابن حبَّان ورواية مالك عنه توثيق عند بعض أهل العلم، لأنَّه لا يروي إِلَّا عن ثقات. إِلَّا أنَّه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله الصُّنابحي وسبق تخريجه في أوائل كتاب الصّلاة، باب في تأكيد الصلوات والمحافظة عليها. كما تابعه أيضًا أبو إدريس الخولاني عند أبي داود الطيالسي (574)
فرواه عن زمعة، عن الزّهريّ، عن أبي إدريس الخولاني قال: كنت في مجلسٍ من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيهم عُبادة بن الصَّامت فذكروا الوتر. فقال بعضهم: واجب، وقال بعضهم: سنة، فقال عبادة بن الصَّامت فذكر نحوه إِلَّا أنَّ فيه: قال جبريل: يا محمد! إن الله عز وجل يقول: إنِّي قد فرضت على أمَّتك خَمسَ صلوات إلخ. فجعل الحديث قدسيًّا، وزمعة هو: ابن صالح الجَنَدي ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون. فلعلَّ هذا التصرُّف منه. فجعل فرضية الصلوات الخمس منسوبة إلى الله على الأصل الثابت، وإن كان في حديث عُبادة بن الصَّامت ليس من الحديث القدسي.
• عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله وِتر يحبُّ الوتر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الدعوات (6410)، ومسلم في الذكر (2677) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأول الحديث:"لله تسعةٌ وتسعون اسمًا من حفظها دخل الجنّة".
ثمّ قال: "إنَّ الله وتر يحب الوتر" واللّفظ لمسلم، وزاد البخاريّ:"مائة إِلَّا واحدًا"، وهذه الزيادة ذكرها أيضًا مسلم ولكن من وجه آخر عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن أيوب، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
• عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل القرآن! أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر".
حسن: رواه أبو داود (1416) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن عليّ بن أبي طالب فذكره.
هذا إسناد حسن فإن عاصمًا هو: ابن ضمرة السلولي قد اختُلف فيه فضعَّفه ابن حبَّان وابن عديّ، ووثَّقه ابن المديني وابن معين وأحمد وغيرهم والخُلاصة فيه أنَّه حسن الحديث.
ورواه الترمذيّ (453)، والنسائي (1675)، وابن ماجة (1169)، والإمام أحمد (1262) كلّهم من طريق أبي بكر بن عَيَّاش، عن أبي إسحاق به وزادوا في أول الحديث من قول عليّ بن أبي طالب "الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة، ولكن سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "كما عند الترمذيّ، وأوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهما، ثمّ قال: "يا أهل القرآن
…
إلخ" الحديث.
قال الترمذيّ: "حديث حسن".
ثمّ قال الترمذيّ: روي سفيان الثوري وغيره عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ قال:"الوتر ليس بحتم كهيئة الصّلاة المكتوبة، ولكن سنةٌ سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم "حَدَّثَنَا بذلك محمد بن بشار، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان، عن أبي إسحاق به. أي موقوفًا.
وقال: وهذا أصح من حديث أبي بكر بن عَيَّاش، وقد رواه منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق نحو رواية أبي بكر بن عَيَّاش. انتهى.
قلت: وهو كما قال فإنَّ سفيان الثوري كان سماعه من أبي إسحاق الذي اختلط قديمًا ومن طريقه رواه أيضًا الإمام أحمد (652، 761، 927).
وكذلك رواه شعبة عنه. رواه الإمام أحمد (842).
وكذلك رواه شريك عنه، رواه الإمام أحمد (1220) فكل هؤلاء رووا عن أبي إسحاق موقوفًا على عليّ بن أبي طالب.
ورواه زكريا بن أبي زائدة وأبو بكر بن عَيَّاش عن أبي إسحاق مرفوعًا، وتابعهما منصور بن المعتمر كما قال الترمذيّ.
قلت: وكذلك جرير، ومن طريقهما رواه ابن نصر في "جزء صلاة الوتر"(1).
وصحّحه ابن خزيمة (1067)، والحاكم (1/ 300) بعد أن روياه من طريق أبي بكر بن عَيَّاش.
قلت: ويشهد له حديث المُخْدَجِيّ الذي سبق.
• عن أبي تميم الجيشانيّ، أن عمرو بن العاص خطب الناس يوم جُمعةٍ فقال: إن أبا بَصْرة حَدَّثَنِي أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله زادكم صلاةً، وهي الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العِشاء إلى صلاة الفجر".
صحيح: رواه الإمام أحمد (23851)، والطَّبرانيّ في الكبير (2/ 313)(2168) كلاهما من حديث عبد الله بن المبارك، أخبرنا سعيد بن يزيد، حَدَّثَنِي ابن هُبَيرة، عن أبي تميم الجيشاني فذكره.
وزاد أحمد: قال أبو تميم: فأخذ بيدي أبو ذرٍّ فسار في المسجد إلى أبي بَصْرَةَ، فقال له: أنت سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال عمرو؟ قال أبو بَصْرَةَ: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإسناده صحيح. وابن هُبَيْرة هو: عبد الله بن هُبَيْرة السَّبائي المِصري ثقة من رجال مسلم.
وسعيد بن يزيد هو: الحميري القِتْباني ثقة من رجال مسلم أيضًا. وتابعه عبد الله بن لهيعة فرواه أيضًا عن عبد الله بن هُبَيْرة. قال: سمعت أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عمرَو بنْ العاص يقول: أخبرني رجلٌ من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله عز وجل زادكم صلاةً فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصُّبح. الوترَ الوترَ" ألا وإنَّه أبو بَصْرَة الغِفاري. قال أبو تميم: فكنت أنا وأبو ذرّ قاعدَين. قال: فأخذ بيدي أبو ذرّ، فانطلقنا إلى أبي بَصْرَة، فوجدناه عند الباب الذي يلي دارَ عمرِو بن العاص، فقال أبو ذرّ: يا أبا بصرة! أنت سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله عز وجل زادكم صلاة، فصلوها فيما بين صلاة العِشاء إلى صلاة الصبح، الوترَ الوترَ؟ "، قال: نعم، قال: أنت سمعتَه؟ قال: نعم، قال: أنت سمعتَه؟ قال: نعم". انتهى.
رواه الإمام أحمد (27229) عن يحيى بن إسحاق، والطَّبرانيّ في الكبير عن أسد بن موسى، كلاهما عن ابن لهيعة به مثله واللّفظ لأحمد، ولفظ الطبرانيّ نحوه.
وابن لهيعة اختلط بعد أن احترقتْ كتبه، ولكن سمع منه يحيى بن إسحاق قبل احتراقها، ورواه أيضًا الطّحاويّ في مشكله (4491) من طريق أبي عبد الرحمن المقري، وهو عبد الله بن يزيد قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن لهيعة به فذكره، وأبو عبد الرحمن المقري أيضًا ممن سمع منه قبل احتراق كتبه.
قال الهيثميّ في "المجمع"(2/ 239): "رواه أحمد والطَّبرانيّ في الكير، وله إسنادان عند أحمد، أحدهما رجاله رجال الصَّحيح، خلا عليّ بن إسحاق السلمي شيخ أحمد وهو ثقة". انتهى.
وأمّا ما رُوِي عن عبد الله بن بريدة، عن أيه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوتر حق فمن لم يوتر فليس مِنَّا، الوتر حق فمن لم يوتر فليس مِنَّا، الوتر حق فمن لم يوتر فليس مِنَّا".
فهو ضعيف: رواه أبو داود (1419)، وأحمد (23019)، والحاكم (1/ 305)، والبيهقي (2/ 470) كلّهم من طرق عن عبيد الله بن عبد الله العتكيّ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح، والعتكي أبو المنيب مروزي ثقة".
وتعقبه الذّهبيّ فقال: "قال البخاريّ: عنده مناكير".
انظر أيضًا: التاريخ الكبير (5/ 388).
وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه".
وقال البيهقيّ: "لا يُحتجُّ به".
وأورد النوويّ هذا الحديث في "الخُلاصة"(1864) في فصلِ الضعيفِ.
وكذلك ما رواه أبو هُريرة مرفوعًا: "من لم يوتر فليس مِنَّا"، رواه أحمد (2/ 443)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 297) قالا: حَدَّثَنَا وكيع، ثنا الخليل بن مُرَّة، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبي هُريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وفي الإسناد علتان.
الأوّلى: الخليل بن مُرَّة البصري؛ قال فيه أبو حاتم: ليس بالقويّ، وقال البخاريّ: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: لا يصح حديثه، وقال في "التاريخ الكبير" (3/ 199):"فيه نظر". والمعروف أنه إذا قال في شخص: "فيه نظر" فهو في أردأ المنازل.
العلة الثانية: الانقطاع؛ فإن معاوية بن قُرَّة لم يسمع من أبي هريرة ولم يَلْقَه، كما نص على ذلك الإمام أحمد وغيره.
وكذلك لا يصح ما رواه أبو عُبَيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود مرفوعًا: "إنَّ الله وترٌ يحب الوترَ، أوتروا يا أهل القرآن" فقال له أعرابي: ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "ليس لك ولا لأصحابك".
رواه أبو داود (1417)، وابن ماجة (1170) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا أبو حفص الأبَّار، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي عبيدة، عن أبيه فذكره، واللّفظ لابن ماجة، وأمّا أبو داود فأحال على لفظ عليّ بن أبي طالب.
وإسناده ضعيف لأجل الانقطاع، لأن أبا عيدة على الراجح لم يسمع من أبيه.
وكذلك لا يصح ما رُوِي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله وتر يحب الوتر" قال نافع: "وكان ابن عمر لا يصنع شيئًا إِلَّا وترًا".
رواه الإمام أحمد (5880) عن هارون، أخبرنا ابن وهب، سمعت عبد الله بن عمر، يُحدِّث عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.
وعبد الله بن عمر هو العُمَري ضعيف، ضعَّفه النسائيّ وغيره.
قال ابن حِبَّان: كان ممن غلب عليه الصلاح حتَّى غفل عن الضبط.
ورواه البزَّار "كشف الأستار"(743) من وجه آخر عن عدي بن الفضل، ثنا أيوب، عن نافع به، ولم يذكر قول نافع، وعدي بن الفضل هو التيمي أبو حاتم البصري ضعيف جدًّا تركَ أبو زرعةَ حديثَه وضعَّفه النسائيّ وغيره، وله حديث واحدٌ في الكتب الستة رواه ابن ماجة في النهي عن البول قائمًا، وسبق تخريجه في كتاب الطهارة، فلا تغترْ بقول الهيثميّ في "المجمع" (2/ 240):"رواه أحمد والبزّار، ورجاله موثَّقون".
وكذلك لا يصح حديث ابن عباس قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم يُرَى البِشْرُ والسرورُ في وجهِهِ فقال: "إنَّ الله أمدَّكم بصلاة وهي الوتر".
رواه الدَّارقطنيّ (2/ 30) وقال: فيه النضر أبو عمر الخزاز، ضعيف.
ورواه الطبرانيّ أيضًا في معجمه عن نضر أبي عمر، قال الزيلعي: قال الدَّارقطنيّ: النضر أبو عمر الخزاز ضعيف. انتهى من نصب الراية (2/ 110). وذكره الهيثميّ عن ابن مسعود، وعزاه إلى البزّار والطَّبرانيّ في الكبير وقال: وفيه النضر أبو عمر؛ ضعيف، انظر "مجمع الزوائد"(2/ 240).
وقال ابن الجوزي: قال النسائيّ: النضر أبو عمر متروك، وقال أحمد: ليس بشيء، ولا يحلُّ لأحدٍ أن يَروِي عنه. انظر "العلل المتناهية"(1/ 452).
وكذلك حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله زادكم صلاة، وهي الوتر" لا يصح.
رواه أحمد من طريقين:
الأوّل: قال: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، أخبرنا الحجاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، "مسند أحمد"(6693).
والثاني: قال: حَدَّثَنَا محمد بن سواء أبو الخطّاب الدوسيّ، قال: سألت المثنى بن الصَّبَّاح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله زادكم صلاة، فحافظوا عليها، وهي الوتر". فكان عمرو بن شعيب يرى أن يعاد الوتر ولو بعد شهر، "مسند أحمد". (6919).
الطريق الأوّل: فيه حجَّاج بن أرطاة؛ ضعيف وهو معروف بالتدليس.
قال ابن أبي خيثمة، عن يحيى: ابن أرطاة ومحمد بن إسحاق عندي سواء، وتركت الحجاج عمدًا ولم أكتب عنه حديثًا قط. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس.
وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه، وأمّا إذا قال:"حدثنا" فهو صالح لا يُرتاب في صدقه وحفظه، وإذا لم يبيِّن السماع لا يُحتج بحديثه، انظر "التهذيب"(2/ 196).
والطريق الثاني: فيه المثنى بن الصَّبَّاح، ضعيف.
وإلى هذا الطريق أشار الهيثميّ وضعّفه. انظر "مجمع الزوائد"(2/ 240).
وعند أحمد رواية أخرى بلفظ: "إنَّ الله حرَّم على أمَّتي الخمر والميسر، وزادني صلاةَ الوترِ".
وفيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، وهو مجهول قاله الهيثميّ.
ورواه الدَّارقطنيّ (2/ 13) بإسناد آخر عن محمد بن عبيد الله العرزميّ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:"مكثنا زمانًا لا نزيد على الصلوات الخمس، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعنا، فحَمِد الله وأثنى عليه ثمّ قال: "إنَّ الله قد زادكم صلاة" فأمرنا بالوتر.
قال الدَّارقطنيّ: محمد بن عبيد الله ضعيف"، انتهى.
ونقل ابن الجوزي عن النسائيّ وأحمد والفلاس: أنه متروك الحديث. انظر "العلل المتناهية"(1/ 252).
وكذلك لا يصح حديث خارجة بن حُذافة العدوى مرفوعًا: "إنَّ الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر".
رواه أبو داود (1418)، والتِّرمذيّ (452)، وابن ماجة (1168)، كلّهم من طرق عن يزيد بن أبي حَبيبٍ، عن عبد الله بن راشد الزَّوْفيِّ، عن عبد الله بن أبي مُرَّة الزَّوْفيِّ، عن خارجة بن حُذافة فذكر الحديث.
وفيه الزوفيان مجهولان، عبد الله بن مُرَّة. ويقال له عبد الله بن أبي مُرَّة أيضًا، وأشار البخاريّ إلى أن روايته عن خارجة منقطعة، وقال الذّهبيّ في "الضعفاء"(2306) تابعي مجهولٌ. ولكن جعله الحافظ ابن حجر في التقريب في مرتبة "صدوق".
فلعل ذلك لتوثيق العجليّ، وذكر ابن حبَّان له في الثّقات، وكان حقه أن يجعله في درجة "مقبول" وهذا الذي نقله محقق كتاب تهذيب الكمال في الحاشية، إِلَّا أن نسخ التقريب الخمس التي لدي كلّها متفقة على قوله:"صدوق"، ولعلّ هذا سبق قلم من المحقق حفظه الله. والله أعلم.
وقال الترمذيّ: هذا حديث غريبٌ لا نَعرِفه إِلَّا من حديث يزيد بن أبي حبيبٍ.
وقال الحاكم: صحيح الإسنادِ.
قال الذّهبيّ في ترجمة عبد الله بن راشد، قال: رواه عنه يزيد بن أبي حبيب، وخالد بن يزيد،