الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هكذا رواه سفيان عن يحيى بن سعيد مسندًا.
ولكن رواه مالك في الاستسقاء (2) وعنه أبو داود (1176) عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب مرسلًا.
والحكم لمن زاد، وقد رواه البيهقي (3/ 356) من وجه آخر عن يحيى بن سعيد مسندًا إلا أن في الطريق إليه سليمان بن داود المنقري الشاذكوني وهو متروك.
5 - باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا
• عن عباد بن تميم، أن عمه -وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي لهم، فقام فدعا الله قائمًا، ثم توجه قِبَلَ القبلة، وحوَّل رداءه فأُسقوا.
متفق عليه: رواه البخاري في الاستسقاء (1023) ومسلم في الاستسقاء (894/ 4) كلاهما من حديث الزهري، قال: حدثني عباد بن تميم فذكره واللفظ للبخاري ومسلم لم يذكر موضع الشاهد منه.
6 - باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:
• عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يُري بياضُ إبطيه.
متفق عليه: رواه البخاري في الاستسقاء (1031)، ومسلم في الاستسقاء (895/ 7) كلاهما من طريق ابن عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس فذكر الحديث واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم مثله إلا أنه في رواية عبد الأعلى عن سعيد قال:"يُري بياض إبطه أو بياض إبطيه".
قال النووي في شرح مسلم: "هذا الحديث يوهم ظاهره أنه لم يرفع صلى الله عليه وسلم إلا في الاستسقاء، وليس الأمر كذلك، بل قد ثبت رفع يديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء في مواطن غير الاستسقاء، وهي أكثر من أن تحصر
…
إلى أن قال: ويتأول هذا الحديث على أنه لم يرفع الرفع البليغ بحيث يُرى بياض إبطيه إلا في الاستسقاء".
• عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مادًا يديه، حتى رأيت بياض إبطيه. قال سليمان: ظننته يدعو في الاستسقاء.
صحيح: رواه ابن ماجه (1271)، وابن خزيمة (1413) كلاهما من طريق سليمان التيمي، عن بركة -وهو أبو الوليد-، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة فذكره. واللفظ لابن خزيمة، وإسناده صحيح.
• عن عُمير مولى آبي اللحم أنَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت
قريبًا من الزوراء قائمًا يدعو يَستسقي رافعًا كفيه، لا يُجاوزُ بهما رأسَه مُقبل بباطن كفيه إلى وجهه.
صحيح: رواه الإمام أحمد (21944) عن هارون بن معروف، قال: قال ابن وهب: أخبرنا حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير فذكره. وإسناده صحيح.
وقد صححه ابن حبان (879) وأخرجه من طريق حرملة، عن ابن وهب بهذا الإسناد. وحيوة هو: ابن شريح المصري.
وابن الهاد هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (21945) عن هارون، عن ابن وهب، عن حيوة، عن عمر بن مالك، عن ابن الهاد. فأدخل بين حيوة وبين ابن الهاد "عمر بن مالك" وقد ثبت أن حيوة سمع من ابن الهاد، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد.
وأمَّا ما رواه أبو داود (1168) من طريق ابن وهب، عن حيوة وعمر بن مالك، عن ابن الهاد فجعل عمر بن مالك قرينا لحيوة، فإن عمر بن مالك وهو الشرعبي قد شارك حيوة في روايته عن ابن الهاد، كما أن ابن وهب روى عنه. ذكره المزي في تهذيب الكمال فالإسناد صحيح من كلا الوجهين.
وللحديث إسناد آخر رواه الإمام أحمد (21943) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمر مولي آبي اللحم، فذكره.
ولكن رواه الترمذي (557)، والنسائي (1514) عن قتيبة بن سعيد وزادا بعد عمير مولي آبي اللحم "عن آبي اللحم" وعلَّل الترمذي هذه الرواية بالشذوذ قائلًا:"كذا قال ابن قتيبة في هذا الحديث "عن آبي اللحم" ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد، وعُمير مولي آبي اللحم قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وله صحبة" انتهى.
فإما أن يكون قتيبة بن سعيد لم يضبِط هذا الحديث فمرة يروى عن عمير مولى آبي اللحم، وأخرى عن آبي اللحم، أو وقع خطأ في مسند الإمام أحمد فإن المحققين زادوا:"آبي اللحم" من "جامع المسانيد" لابن كثير، "وأطراف المسند" لابن حجر، وقالوا: لم ترد هذه الزيادة في نسخة "م" و "ر" و"ق" وكانت في نسخة "ظ" ثم رمجت.
قلت: والذي يظهر من مراجعة مسند الإمام أحمد أنه لم يكن فيه "آبي اللحم" فإن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث تحت ترجمة "عمير مولى آبي اللحم" علاوة على ما ذكره المحققون بأنه لا توجد ذكر "آبي اللحم" في كثير من النسخ. والله أعلم بالصواب.
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 327) من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مرفوعًا، ولم يذكر فيه "آبي اللحم" وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعمير مولى آبي اللحم له صحبة".