الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم تحدث فذكر الحديث وقال: فما تركتُهن منذ سمعتُهن. وإسناده صحيح.
وقوله: يتضوَّر - يُظهر الضور بمعنى الضر، يقال: ضاره يضوره ويضيره، وآخر الحديث يفيد أنه كان يفعل ذلك فرحًا بالموت اعتمادًا على صدق الموعد. كذا قاله السيوطي.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (26762) عن رَوح، قال: حدثنا الأوزاعي به وفيه: لما نزل بعنبسة بن أبي سفيان الموتُ، اشتدَّ جزعُه، فقيل له: ما هذا الجزعُ؟ قال: أما إني سمعت أم حبيبة، يعني أخته تقول فذكر الحديث.
ورَوح هو: ابن عُبادة. وهذا من أصح الأسانيد التي روي عنه هذا الحديث.
وتابع حسانَ بن عطية القاسمُ أبو عبد الرحمن، ومن طريقه رواه الترمذي (428)، والنسائي. قال الترمذي:"حسن صحيح غريب من هذا الوجه. والقاسم هو: ابن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن معاوية ثقة شامي، وهو صاحب أبي أمامة". انتهى
وأخرجه أبو داود (1269)، والنسائي من طريق مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان به مثله، قال النسائي: مكحول لم يسمع من عنبسة شيئًا.
ورواه أيضًا الترمذي (427)، والنسائي، وابن ماجه (1160) من طريق محمد بن عبد الله الشُعيثي، عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان به مثله، قال الترمذي: حسن غريب.
قلت: بل هذا الإسناد ضعيف لأجل عبد الله الشُعيني أبي محمد وهو: ابن المهاجر، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ:"مقبول".
وأما ابنه محمد فهو "صدوق". ولا بأس بذكر هذه الأسانيد للتقوية.
14 - باب تأكيد أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين قبل الفجر
• عن عائشة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدعُ أربعًا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة.
صحيح: رواه البخاري في التهجد (1182) عن مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. وقال: تابعه ابن أبي عدي وعمرو، عن شعبة.
وأخرجه أيضًا النسائي (3/ 251) من طريق عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة إلا أنه أدخل بين محمد بن المنتشر وبين عائشة (مسروقًا) وقال: عامة أصحاب شعبة ممن روى هذا الحديث، فلم يذكروا مسروقًا.
قلت: لأن سماع محمد بن المنتشر من عائشة ثابت، ولذا جعل الدارقطني في "العلل" من المزيد في متصل الأسانيد، والحديث مخرج في "المنة الكبرى" (2/ 29
1).
15 -
باب استحباب أربع ركعات بعد الزوال قبل الظهر
• عن عبد الله بن السائب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي أربعًا بعد أن تزولَ
الشمسُ قبل الظهر، وقال:"إنها ساعة تُفتحُ فيها أبوابُ السماء، وأحب أن يصعدَ لي فيها عمل صالح".
حسن: رواه الترمذي في السنن (478) وفي الشمائل (289)، والنسائي في الكبرى (331) كلهم من طريق أبي داود الطيالسي، حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضَّاح، وهو أبو سعيد المؤدِّب، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب فذكره.
ورواه الإمام أحمد (15396) عن أبي داود الطيالسي به أيضًا وفيه: "فأحب أن أقدِّمَ فيها عَمَلًا صالحًا".
ولا يوجد في مسند أبي داود الطيالسي مسند لعبد الله بن السائب.
قال الترمذي: حسن غريب.
قلت: رجاله ثقات غير محمد بن مسلم بن أبي الوضاح فإنه مختلف فيه، فوثَّقه جماعة من أئمة الحديث، غير أن البخاري قال فيه:"فيه نظر"، فلعله قصد بذلك الحديث الذي رواه، لا أنه في أردأ المنازل كما هو المعروف في تفسير قول البخاري. انظر كتابي:"معجم مصطلحات الحديث".
والخلاصة فيه كما في التقريب: "صدوق يهم".
والحديث يدل على استحباب أربع ركعات بعد الزوال، وهي غير سنة الظهر القبلية.
قال الترمذي: وفي الباب عن علي وأبي أيوب.
قلت: وأما حديث علي فرواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعًا قبل الظهر إذا زالت الشمس، وركعتين بعدها، وهو حديث حسن سبق تخريجه في باب ما جاء من تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار.
وأما حديث أبي أيوب فرواه أبو داود (1270)، وابن ماجه (1157)، والترمذي في الشمائل (293) كلهم من طريق عبيدة بن معتِّب الضَبِّي، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن قزعة، عن قَرْثع، عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي قبل الظهر أربعًا إذا زالت الشمس، لا يفصل بينهن بتسليم. وقال:"إن أبواب السماء تُفتح إذا زالت الشمس" وإسناده ضعيف فيه عبيدة بن معتِّب ضعَّفه أبو داود والآخرون. وقال المنذري: لا يحتج به، وتكلم فيه ابن خزيمة قائلًا: وأما الخبر الذي احتج به بعض الناس في الأربع قبل الظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّاهن بتسليمة واحدة فإنه روي بإسناد لا يحتج بمثله من له معرفة برواية الأخبار، ثم رواه من الطريق الذي سبق ذكره، وتكلم على عبيدة بن معتب ومما قال فيه: سمعتُ أبا قلابة يحكي عن هلال بن يحيى قال: سمعتُ يوسف بن خالد السمتي يقول: قلت لعبيدة بن معتب: هذا الذي ترويه عن إبراهيم سمعتَه كله؟ قال: منه ما سمعتُه، ومنه ما أقيس عليه، قال: قلت: فحدثني بما سمعتَ، فإني أعلم بالقياس منك". انتهى.
إلا أن السمتي تكلم فيه غير واحد من أهل العلم، ومنهم من كذَّبَه.