الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن رشد وهو الصواب.
كذا أطلق ابن رشد التصويب هنا، وعنه أنه لا يجوز إلى على الخوف على النفس المبيح لأكل الميتة، فقول المصنف والأظهر خلافه، أي: خلاف الجواز مع القيد أو عدمه، انظر الكلام على ذلك في الكبير.
ثم عطف على تبر مسألة مستثناة مما يطلب فيه تحقق المماثلة، فقال: وبخلاف درهم من فضة بنصف منها، وفلوس أي: يدفع الدرهم ليأخذ بنصفه فضة، وبباقيه فلوسًا، أو غيره وذكِّر ضميره ليعود على الجميع، كسلعة أو طعام مثلًا، فإنه جائز للضرورة بشروط، ذكرها أبو الحسن وغيره، منهما: كون المردود من الفضة قدر نصف الدرهم فدونه، وإليهما أشار بقوله فيما تقدم.
وأشار لثالثها بقوله في بيع، أي: ومعناه كالإجارة لا القرض؛ إذ لا ضرورة تدعو إليه.
ولرابعها بقوله: وسكًا أي المأخوذ والمردود.
ولخامسها بقوله: واتحدت سكتهما.
ولسادسها بقوله وعرف الوزن فيهما.
ولسابعهما بقوله وانتقد الجميع، أي: الدرهم ومقابله في الانتفاء قيده في الجواز، كدينار إلا درهمين، أي: كمسألة دينار إلا درهمين؛ فإنه إن انتقد الجميع جاز، وإلا بأن لم ينقد فلا، أي: فالمنع إن تأجل الجميع أو السلعة أو أحد النقدين، فالتشبيه فيما يجوز من الصور وما يمنع.
وزاد في توضيحه شرطًا ثامنًا، زاده أبو الحسن، وأن يكون ذلك في بلد لأخر أريب فيه ولا أرباع.
[رد الزيادة بعد الصرف: ]
وردت زيادة زادها أحدهما بعده، أي: الصرف، يردها مع الأصل إذا
رده لعيبه، لأنها فعلت لإصلاح العقد، ولا يردها هي لعيبها، ونحوه في المدونة.
وهل هذا التفصيل مطلقًا وهو ظاهر المدونة، أو لا ترد إلا أن يوجبها، أي: الزيادة فيردها.
القابسي (1) وغيره: لقوله فيها لقيته، فقال: أنقصتني من صرف الناس فزدني. فيفهم منه إذا زاده فقد ألحقه بصرف الناس، فقد أوجب الزيادة.
أو لا يردها إلا إن عينت، فهو معطوف على (مطلقًا)، لا على المستثني، وإلا لقال:(أو لم يتعين)، وهو قول صاحب النكت عن بعضه شيوخه، وإليه ذهب اللخمي تأويلات.
(1) هو: أبو الحسين علي بن محمد بن خلف، الإمام، الحافظ، الفقيه، العلامة، عالم المغرب، أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري، القروي، صاحب (الملخص)، حج، وسمع من حمزة بن محمد الكتاني الحافظ، وأبي زيد المروزي، وابن مسرور الدباغ بإفريقية، وطائفة.
كان عارفًا بالعلل والرجال، والفقه والأصول والكلام، مصنفًا يقظًا دينًا تقيًا، وكان ضريرًا، وهو من أصح العلماء كتبا، كتب له ثقات أصحابه، وضبط له بمكة (صحيح) البخاري، وحرره وأتقنه رفيقه الإمام أبو محمد الأصيلي.
قال حاتم الأطرابلسي: كان أبو الحسن القابسي زاهدا ورعا يقظا، لم أر بالقيروان إلا معترفًا بفضله، تفقه عليه أبو عمران القابسي، وأبو القاسم اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم.
ألف تواليف بديعة ككتاب (الممهد) في الفقه، وكتاب (أحكام الديانات)، و (المنقذ من شبه التأويل)، وكتاب (المنبه للفطن)، وكتاب (ملخص الموطأ)، وكتاب (المناسك)، وكتاب (الاعتقادات)، وغير ذلك.
وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان، وبات عند قبره خلق من الناس وضربت الأخبية، ورثته الشعراء سنة ثلاث وأربع مائة.
ينظر: ترتيب المدارك (4/ 616 - 621)، ووفيات الأعيان (3/ 320 - 322)، ومعالم الإيمان (3/ 168)، وتذكرة الحفاظ (3/ 1079 - 1080)، والعبر (3/ 85 - 86)، ودول الإسلام (1/ 242)، ونكت الهميان، ص 217، البداية والنهاية (11/ 351)، والديباج المذهب (2/ 101 - 102)، وشجرة النور الزكية (1/ 97).