الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الظهر في محراب الشافعية، وغير ذلك، ووجهت عليه وظيفة تدريس السليمانية، وقرأ فيها في صحيح البخاري، وكان مثابراً على أنواع الطاعات والعبادات، وأفعال البر والخيرات، وحج أربع مرات، وارتحل إلى بلاد الروم ومصر، وكان غالب جلوسه في الجامع الأموي، وقل ما رئي إلا وهو يدرس أو يقرأ القرآن أو يصلي أو يسبح، وكان أماراً بالمعروف نهاء عن المنكر، صواماً قواماً قضاء لحوائج الناس، ولما تغلب الفرنج على مصر ومشوا على الساحل ووصلوا إلى صفد وبلاد نابلس عام ألف ومائتين وأربعة عشر شمر عن ساق الاجتهاد، ودعا الناس إلى الجهاد، وحرضهم عليه وخرج مع عسكر من دمشق مجاهداً بنفسه وماله وأولاده حتى التقى الجمعان، وكان هو في الصفوف مقابلاً للعدو وهو يحرض الناس على القتال ويبين ما لهم من الثواب والأجر، ولم يزل على طاعته، وحسن عبادته، إلى أن توفي في اليوم التاسع من ربيع الآخر سنة ثماني عشرة ومائتين وألف وعاش ثمانين سنة ودفن في مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
الشيخ أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن زين الدين ابن عبد الكريم
الدمشقي
الشافعي الشهير بالكزبري، الإمام الشهير، والهمام النحرير، ولد سنة ألف ومائة وثمانٍ وتسعين، ونشأ بها يتيماً، وكفله عمه شقيق والده العلامة الشيخ محمد الكزبري، وأخذ عنه وعن الشهاب أحمد العطار، مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف ودفن في مرج الدحداح.
أحمد أفندي بن علي الدمشقي الحنفي المعروف بالحسيبي
أحد أعيان الشام، وأوحد الأماجد الأشراف العظام، نبعة المفاخر، وعمدة الأكابر، ونخبة ذوي المآثر، وحاوي المجد والتقدم كابراً عن
كابر، ولد بدمشق سنة ألف ومائتين وست ونشأ بها، وأخذ عن علمائها، ثم ترقى في المناصب، ورقي درج المراتب، إلى أن صار عضواً في مجلس شورى الشام، وكان مهابا، مطاعاً مجابا، وفي ثمان وسبعين ومائتين وألف قد نفي بسبب حادثة النصارى إلى قلعة الماغوصة مع من نفي من علماء الشام وأعيانها، وفي يوم ذهابهم اشتد كرب الناس، وقوي الهم والباس، ونادى لسان الحال بفصيح المقال:
خطب كما شاء الإله جليل
…
ذهلت لديه بصائر وعقول
ومصيبة كسفت لها شمس الضحى
…
وهفا ببدر المكرمات أفول
وكبا زناد المجد وانفصمت عرى
…
العلياء واغتال الفضائل غول
وتنكرت سبل المعارف واغتدت
…
غفلاً وأقفل ربعها المأهول
ومضت بشاشة كل شيء وانقضت
…
فالوقت قبض والزمان عليل
وعلا ملاحات الوجوه سماجة
…
وخفيف تلك الكائنات ثقيل
والروض غبر والمياه أواجن
…
ومعاطف الأغصان ليس تميل
والشمع والألحان لا نور ولا
…
طرب وليس على الشمول قبول
خطب ألم بكل قطر نعيه
…
كادت له شم الجبال تزول
فعلى المعالي والعلوم كآبة
…
وعلى الحقائق ذلة وخمول
والسالكون سطت عليهم حيرة
…
وغوى لهم نهج وضل سبيل
والعارفون تنكرت أحوالهم
…
فحجاب عين قلوبهم مسدول
ودنان خمر الحب قد ختمت وبا
…
ب الحان مهجور الفنا مملول
ما كنت أعلم والحوادث جمة
…
والناس فيهم عالم وجهول
إن الدجى لبس الحداد توقعاً
…
لمصابه قدماً وذاك قليل
أو إن صوب المزن حين هما على
…
عفر الثرى دمع عليه يسيل
أو إن صوت الرعد حنة فاقد
…
فقد العلا فله عليه عويل
أو إن قلب الرعد يخفق روعة
…
لسماع ناع دمعه مسبول