الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لو أردنا إيرادها بمقال
…
لرأينا تفصيلها إجمالا
آل طه لا زال في الكون منكم
…
كل آن يرى الزمان رجالا
علماء أئمة أمراء
…
أولياء وسادة أبطالا
شكر الله سيركم والمساعي
…
ومقالاً وسيرة وفعالا
الشيخ إبراهيم أبو إسحاق بن عبد القادر الرياحي المغربي التونسي شيخ
الإسلام وعمدة العلماء الأعلام بمدينة تونس
عالم الغرب ومفتيه، وشاعره المتقدم على المتنبي وابن النبيه، فهو علامة الدهر وفاضله، وفهامته الذي تعالت شمائله، قد شهد بفضله عدول السند وروى عن علمه كل عالم معتقد، ونشرت صحف نداه فطويت صحف حاتم طي، ورفعت رايات علاه فأذكرتنا بمعالي أبي، فلله ما أبدع بيانه، وأرفع قدره في الأنام وشأنه، وأعذب نظامه ونثره وأطرب سجعه وشعره، ومن جملة شعره قصيدته التي قدمها تهنئة لحضرة السلطان عبد الرحمن بن هشام حينما جلس على تخت السلطنة في فاس بوصية من عمه السلطان سليمان فقال:
نصر من الرحمن جل لعبده
…
أيروم خلق نقض مبرم وعده
وعدت به الأقدار وهي نوافذ
…
في الشاكرين له سوابغ رفده
فليبتسم ثغر الهنا مستبشراً
…
فالوقت ينطق عن سعادة جده
إن يمض مولانا سليمان الرضي
…
وعليه تبكي الباكيات لفقده
العلم والتقوى وكل فضيلة
…
منشورة طويت به في لحده
فلقد أقام لنا أبا زيد هدى
…
نوراً مبيناً يستضاء برشده
لو لم يكن كفؤاً لما أوصى به
…
وبنوه ترفل في ملابس مجده
سعدت به الأيام ثم أراد أن
…
تبقى السعادة للورى من بعده
أعظم به نصراً يدوم سروره
…
للخافقين سرى تضوع زنده
أهدى إلى الأعداء أقتل غصة
…
والأوليا متنعمون بشهده
فاستبشروا باليمن من مرضاته
…
واستمطروا نيل المنى من وده
ما هو إلا ابن الرسول وهل فتى
…
في الناس يعدل عن مكارم جده
وتناسقت أسلافه كرماً كما
…
راق النواظر لؤلؤ في عقده
لا غرو أن جمع المحاسن كلها
…
منهم بإرث الجمع حق لفرده
لا يأفك الخراص حيث يقول قد
…
ذهب الزمان بعمره وبزيده
فبسيف ما ننسخ يقد أديمه
…
حتى ولو وفى العيان برده
فلكم وكم من آخر زمناً له
…
فضل عظيم لا يحاط بسرده
يا أهل فاس والمغارب كلها
…
والشرق من مصر لغاية حده
يهنيكم هذا الزمان فإن في
…
أيامه للدين مطلع سعده
والعلم والتقوى وكل معظم
…
عند الشريعة فهو بالغ قصده
النور أوقد منهم أتراهم
…
يرضون إلا باستدامة وقده
الله يبقي نوره متوقداً
…
يفنى الزمان ولا فناء لخلده
ويخص مولانا الأمير بنعمة
…
لا تنقضي وعناية من عنده
ويديمه ظلاً ظليلاً كلما
…
حمي الورى هرعوا لجنة برده
وحسام فتح كلما نهضت به
…
عزماته فالنصر شاهد حده
وتمام بدر كلما اقتعد السرى
…
لم يسر إلا في منازل سعده
وعليه تسليم تأرج نده
…
لكنه في الفضل عادم نده
ثم الصلاة على النبي وآله
…
والحمد في بدء الكلام وعوده
وللمترجم أشعار كثيرة وآثار غزيرة وتحقيقات شريفة وتدقيقات منيفة، ولم يزل يصعد على سلم السمو ويترقى على معراج العلو إلى أن دعاه داعي المنية إلى الآخرة العلية وذلك سنة ألف ومائتين وثلاث وستين.