الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وافى بقد أهيف ولي انثنى
…
شبه القنا من تحت ذاك المقنع
لما أتاني زائراً قبلته
…
في ثغره الحالي فزاد تولعي
وله شرعت أقول أهلاً يا رشا
…
آنست صبك يا غزال الأجرع
قد كان يوماً أزهراً بوصاله
…
فهو الحبيب
يسمو على الحور الحسان بطلعة
…
كالشمس تطلع في سماء البرقع
فلقده يزري الغصون إذا مشى
…
بتمايل ورشاقة وتصنع
أودعته للواحد الأحد الذي
…
أنشاه كالبدر المنير الأسطع
طعن القلوب بسهم قوس لحاظه
…
طعناً قوياً نافذاً من أضلعي
ما شاهدت عيني مليحاً مثله
…
رشقاً خفيف الروح ريماً أتلعي
هام الفؤاد به ومزق مهجتي
…
هم الغرام صبابة بتوجعي
لما توجه رائحاً من منزلي
…
ومضى لمنزله كظبي مسرع
أصبحت محزوناً لفقد جماله
…
حيران في أمري أكفكف أدمعي
سر يا رسولي للذي سكن الحشا
…
أخبره أني منكو بتلعلع
رح قل له ارحم يا معنى مغرماً
…
مضنى سقيماً لا يضيق ولا يعي
أعد الزيارة سيدي فلعله
…
يشفى بقربك من أليم المضجع
فعساه يسمح لي بوصل عاجل
…
يحيي به قلب الحزين المولع
انتهى باختصار توفي المترجم في القرن الثالث عشر.
السيد أحمد باعلوي جمل الليل المدني
السيد المفضال، المتحلي بملابس الحسن والجمال، فلا ريب أنه غيث رياض الجود، وغوث الملتجىء المنجود، والحبر المسكي الأرج، فحدث عن البحر ولا حرج، قرأ في المدينة المنورة وأخذ عن علمائها، وحضر دروس أعيانها وفضلائها، ومن أجلتهم عملاً وعلماً، وأكملهم جاهاً وقدراً
ومعرفة وفهماً، الكبير الفاضل، والخطير الكامل، محمد بن عبد الله المغربي السجلماسي الفاسي، والعلامة الشيخ عبد الله الجوهري، والشهاب أحمد الدردير، وتصدر في المدينة المنورة لإفادة العلوم الشرعية، والفنون العقلية والنقلية، وهو من رجال اللآلىء الثمينة في أعيان شعراء المدينة، لعمر بن عبد السلام المدرس الداغستاني، وقد ترجمه فقال: سيد شريف ذو قدر منيف، ومجد ظله وريف، وفخر غيثه وكيف، وفضل كالبدر سناء، والثريا علاء، ونبل وبديهة، وفكرة عن الخلل نزيهة، فمثله من يمدح ذكاؤه، ويرقش ثناؤه، فإنه الجامع أنواع المعالي، والقاطف أزهار أغصان العوالي، والمشتغل من ابتداء الشباب، بالاستفادة والاكتساب، حتى ملك من مسائل الفقه صعابها، وكشف له الجد عن عرائس مخبآته نقابها، فأصبح بسبب تحصيله، في سائر الفنون فريد جيله، ولكم أبدى من النثار عقائل أفكار، وفرائد بدائع ما لهن ثواني، أحسن من المثالث والمثاني، ومن سماع شوادي الغواني، برقيق الأغاني، كأنها الروض المريع، والزهر البديع، وله من النظم لمع أبهى من لوامع النجوم، وأزهى من الدر المنظوم، وأسلس من الرحيق المختوم، منها قوله:
هذا العقيق وذي ربا أزهاره
…
فانشق عبير خزامه وعراره
وأنخ مطيك في حماه فإنه
…
حمد السرى يهنيك طيب قراره
فاخلع ردا الترحال صاح وحل من
…
عزم السفار وثيق شد إزاره
وانزل بساحة ذا الكريم ومن يزف
…
بنزيله فيداره في داره
غوث الوجود وغيثه وملاذه
…
إن تبد من غاب الخطوب صواره
مولى الأنام الهاشمي المصطفى
…
والمعقل الأحمى لحومة جاره
والعوذ من ظمأ الزحام إذا همى
…
هول الجحيم وكر كرب أواره
فاسكب دموعك في ثرى أعتابه
…
وامسح خدودك في ثرى آثاره
واقصده في كل المقاصد راجياً
…
وحذار أن ترجو سواه حذاره
وإذا خشيت من الحوادث ريبها
…
أو خفت بث صروفه وضراره
فاجنح لناديه الرحيب وناده
…
واخلص دعاك وقل تجاه مزاره
يا من له الجاه العظيم وربه
…
لاشك يسعد منتمٍ لجواره
يا من إله العرش جل جلاله
…
خلق الوجود ليؤذنن بفخاره
إن الكرام ومنك كل نوالهم
…
يرتاح فيضهم إلى استدراره
كم جيد سؤل قد أتاك معطلاً
…
حلاه جودك من عقود بحاره
نرجو بجاهك من إلهك نظرة
…
في موقف العقبى وزفرة ناره
ورضا يعم الكل سيب سحابه
…
والبرء من مرضى الفؤاد وعاره
انتهى مات رحمه الله ثالث ربيع الأول سنة ست عشرة ومائتين وألف.