الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن الخطايا أثقلتني سيدي
…
يا خير من يولي الغنى لعياله
وله من قصيدة:
رشأ غزا قلبي بسهم جفونه
…
وسبى اصيحابي بسحر عيونه
وسطا بقد مزري سمر القنا
…
وحمى حماه بفتكه وشؤونه
والليث يحمي شبله بزئيره
…
أو ما ترى لا يمتطى لعرينه
وله قصائد قليلة لأنه كان لا يعتني بالشعر كثيراً لعدم فراغه من الإقراء والتدريس، والشعر يحتاج إلى إقبال كثير عليه. ولم يزل المترجم على حالة صالحة وهمة راجحة، إلى أن اختار الآخرة على الأولى، فأقبل على مولاه ناجياً لا مخذولاً، وذلك سنة ألف ومائتين وقبل العشرين.
الشيخ صالح الفلاني العمري المدني المربي المالكي بن محمد بن نوح بن عبد
الله بن عمر بن موسى بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن محمد بن الحافظ عليم الأندلسي الشاطبي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن القاسم بن خلف بن برهان بن إدريس بن عامر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
ولد سنة ست وستين ومائة وألف ثم أقبل نحو الطلب وتمسك بأذيال الأدب، فهو عالم المدينة النبوية، وفاضل البقعة الحجازية، وعمدة الأفراد الأعيان، ونخبة الذين يشار إليه بالبنان، الجامع بين
العلم والعمل، والنائل من الفضائل فوق ما يتعلق به الأمل، فهو الفاضل الذي إذا أعمل أسمر يراعه في بطون الكواغد، أرى جميل الآثار من فوائد العوائد وعوائد الفوائد، كيف لا وهو المتمكن من العلوم، والمتوطن لإبراز الصواب من خزانة المنطوق والمفهوم، فلا ريب أنه البديع بيانه، والرفيع القدر مقامه وشأنه، ومن تشير الأصابع لفضله، والألسن تعلن بأن الكمال لا ينكر على أهله. وقد أحسن في الأدب كل الإحسان، وأتى بما تضعه العيون مكان الإنسان، فلله فضله ودره حيث قلد جيد الآداب لؤلؤه الثمين ودره، وخلب الألباب سحره، وملك مجامع القلوب نظمه ونثره، فمن بديع نظامه، ورفيع كلامه، مخاطباً به العلامة السيد عمر المدرس المدني الداغستاني، معرضاً له بالإقبال على زاد الآخرة والإعراض عن عرض الإماني:
يا ويح مبتاع الضلالة بالهدى
…
فلسوف يندم يوم يؤخذ بالنواصي
ما همه إلا لقاء كواعب
…
عرب تميس كأنها القضي النواضر
للنقص في الدنيا يسوء وإنما
…
حسناته عند الحسا هي النواقص
لم يدر أن لا بد يوماً أن يرى
…
في آلة حدباء تندبه النوادب
فيكون وهو بحالة لم ينتفع
…
ببكا البواكي بل ولا نوح النوائح
فدع التكاسل واستعد محاذراً
…
بغت المنون وما ينوب من النوائب
واذكر إلهك بكرة وعشية
…
واشكر له وصل الفرائض بالنوافل
واعبده واتقه ولا تكفر به
…
وافعل أوامره ولا تأتي النواهي
واسأله لا تسأل سواه فإنه
…
من فيض أبحر جوده ترجى النوائل
وارغب إليه وعذ به متوقعاً
…
فرجاً إذا نزلت بساحتك النوازل
فأجابه المرسول إليه على أسلوبه
يا فاضلاً حاز العلوم وسيداً
…
أبدى نظاماً حسنه راق النواظر